ما أصعب على الشعور الوطني الخليجي بعد انتظار دام أكثر من ثلاثين عاماً من التعاون والتكامل للاستبشار بقرب مرحلة الاتحاد أن تصدر من مسؤول عام خليجي، ومن المفترض أنه يمثل تياراً شعبياً في دولة خليجية يهمها ويصون مستقبلها السياسي مثل دولة الكويت، هذا التصريح المتردد المتخاذل الصادر عن «سعادة الرئيس»، وهو يدرك خطورة المرحلة المفصلية الحرجة التي تمر بها «كل» دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ولا يدرك أهمية التهديدات الإيرانية الطامعة بتراث خليجنا العربي. هناك طبقة من أدعياء السياسة ونظرياتها الخيالية تتبع قاعدة «خالف تُعرف»، تماماً كالذي يغرد خارج السرب، إما لجهلها بأنشودة السرب الموحد بالانحراف عن الخط الوطني والمصلحة القومية العليا بعرض وتسويق أفكار استعراضية تردد التوجه الإيراني نفسه في فضائياتهم المأجورة والمعادية لآمال شعبنا العربي الخليجي، مُسخِّرة طابورها الخامس من عملائها بنشر عوامل التشكيك والتردد لكل توحُّد خليجي يمنح شعبنا العربي الخليجي القوة والمنعة، ويصد كل الأطماع الفارسية لمكاسب اقتصادنا الخليجي. وشعبنا العربي الكويتي أكثر الشعوب الخليجية العربية إدراكاً لضرورة وأهمية الاتحاد المنتظر لتشكيله درعاً لأمنها القومي، وهي التي عانت صنوف هدر الكرامة الوطنية وضياع السيادة والاستقلال من نتائج الغزو الصدَّامي لترابها الوطني. وكان للوقفة البطولية الشجاعة للملك الفهد - أسكنه الله فسيح جناته - الذي قرر ونفذ عمليات تحرير الكويت، ومعه التأييد الكامل لكل دول العالم الحُرّ، هذا التجسيد الحي لوحدة المصير الخليجي أمام المواقف المصيرية.. ولا يعلم سعادة الرئيس أن الكونفدرالية الاتحادية تمنح الدول المتحدة الاستقلالية والسيادة الداخلية والخارجية، وتنحصر في اتخاذ القرار السياسي والعسكري أمام كل القضايا الإقليمية والدولية، وأذكِّر سعادة الرئيس بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في قمة مجلس التعاون الأخيرة في الرياض؛ حيث قال «أطلب منكم اليوم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق الخير، ويدفع الشر إن شاء الله». دعوة صادقة من زعيم شجاع مخلص محب لكل أبناء الخليج العربي رافعاً راية الاتحاد بقوة الحق والعدل مرتكزة على هدف سام بتحقيق الخير، ودفع الشر عن كل سواحلنا الخليجية العربية. وسلَّط الضوء سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على ضرورة الاتحاد بقول سموه: «إن التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي بصيغته الحالية قد لا يكفي لمواجهة التحديات القائمة والقادمة؛ ما يستوجب تطوير العمل الخليجي المشترك لصيغة اتحادية مقبولة، وفي حالة تحققه - بإذن الله - سيفضي لمكاسب كبيرة، تعود بالنفع على شعوبنا، ومع وجود هيئة عليا خليجية تنسق قرارات السياسة الخارجية من شأنه إعادة ترتيب جماعي لأولويات هذه الدول، وهو ما يحقق مصالحها الجماعية في المحافل الدولية كافة». وأكد سعادة الشيخ خالد آل خليفة وزير خارجية البحرين مبيناً أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ومؤكداً أن هذه الدعوة السامية لقيت الترحاب لدى دول المجلس كافة. وأضاف الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة قائلاً: «إن فكرة الاتحاد مطلبٌ شعبي خليجي». والذي آلم كل عربي خليجي مَنْ توافقت تصريحاتكم يا سعادة الرئيس مع تصريحات النائب الصفوي صالح عاشور ومعلمه أحمدي نجاد باتحاد إيران والعراق مع الكويت!