زار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار يرافقه معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل بن أحمد الجبير متحف «فريير آند ساكلير» الذي يعد أحد أكبر متاحف مجمع «سيموثونيان» الأمريكية الشهيرة في وسط العاصمة واشنطن. وكان في استقبال سموه بالمتحف أمين عام المجمع واين كلوف وكبار المسؤولين عن المتاحف ومراكز الأبحاث التابعة للمجمع. وقد عقد سموه اجتماعاً مع أمين عام مجمع متاحف سيموثونيان، حيث ناقش الترتيبات الخاصة بافتتاح معرض «روائع آثار المملكة عبر العصور» الذي يُقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- وبموافقة سامية لتنقله بين عدد من العواصم الأوربية والولايات الأميريكية، كما اطلع سمو رئيس الهيئة على الترتيبات التي قام بها المتحف والاستعدادات التي أتمتها الفرق المختلفة لضمان خروج المعرض بالشكل اللائق. وشاهد سموه القاعة المقترحة لاستضافة المعرض المقرّر افتتاحه في شهر نوفمبر القادم في مستهل جولة له في خمسة متاحف رئيسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ووقف الأمير سلطان بن سلمان على التصاميم ومواقع الفعاليات المصاحبة التي يسعى المتحف لحشدها للتعريف بالعمق الحضاري للجزيرة العربية وحضورها القوي عبر العصور حتى وقتنا الحالي وما تمثّله المملكة العربية السعودية من مكانة دينية وسياسية واقتصادية وحضارية جعلت منها محوراً مهماً في المنطقة والعالم أجمع. وقام سموه بجولة في المتحف وقاعات العرض المختلفة، استمع خلالها إلى شرح مفصّل عن تاريخ متاحف سيموثونيان الشهيرة التي أنشئت منذ أكثر من 164 سنة وما تضمه من تحف وآثار تحكي مختلف أوجه الحياة البشرية والحضارات الإنسانية بالإضافة إلى تسليطه الضوء على جوانب من الحضارة الإسلامية. بعد ذلك جال سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في أروقة متحف الفضاء والطيران الذي يعرض حالياً مركبة الفضاء الأمريكية ديسكفري التي شارك سموه في إحدى رحلاتها الفضائية وكان حينها أول رائد فضاء عربي مسلم يتم اختياره لمثل تلك المهمة من قبل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا. وكان سموه قد أبرز خلال الاجتماع مع المسؤولين في مجمع سيموثونيان الآثار التي يضمها المعرض والتي تمثّل مختلف العصور والحضارات الإنسانية التي مرّت بها منطقة الجزيرة العربية منذ العصر الحجري وحتى العهد السعودي، والدور المهم الذي قامت به المنطقة باعتبارها مفترق طرق في مسيرة التاريخ البشري والتبادل الحضاري الإنساني منذ أقدم العصور التاريخية. وقال: إن المعرض ومن خلال القطع الأثرية التي سيعرضها يلقي الضوء على الكثير من الجوانب الخاصة بالتبادل الثقافي والانفتاح العلمي والاجتماعي الذي كانت تتمتع به المنطقة في جميع حقبها التاريخية منذ القدم. ولفت سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار النظر إلى أن الكثير من المهتمين بشؤون المنطقة يغفل عن تلك الجوانب، وهو ما دفع متاحف سيموثونيان الأمريكية للسعي لاستقطاب هذا المعرض المهم وتحمل تكاليفه لتقديمه لجمهور المهتمين في الولاياتالمتحدة وزوار المتحف من مختلف دول العالم. يذكر أن معرض روائع آثار المملكة عبر العصور حظي بإقبال واسع وكبير وصل إلى ملايين الزوار، وقد بدأ جولته العالمية في القارة الأوروبية بمتحف اللوفر في فرنسا قبل أن تستضيفه مؤسسة «لاكاشيا» في إسبانيا، وانتقل بعدها إلى متحف «الارميتاج» في روسيا الاتحادية، ومن ثم إلى متحف «البيرغامون» في مدينة برلين الألمانية، والتي كانت محطته الرابعة قبل انتقاله إلى الولاياتالمتحدة حيث تجري الاستعدادات حالياً لافتتاحه في السابع عشر من شهر نوفمبر القادم.