عاد النصر.. عاد الفارس.. عاد الأسد الجريح إلى عرينه بعد سنوات من (التوهان).. في صحاري قاحلة، حيث لا مطر ولا خضرة.. أشرقت شمس النصر من جديد وجاء الخير بعد الجدب الطويل! نعم، عادت الخضرة والجمال لفارس الأحلام (نصر زمان) فقد أبرق في مرمى الشباب وأرعد في مرمى الفتح وسيهطل بإذن الله غيثاً هنيئاً مريئاً في مرمى الأهلي! نعم، إنه نهائي مثالي.. نهائي الكبار.. ونهائي الكلاسيكو (التاريخي) الذي أعادنا إلى أيام الطفولة في التسعينيات الهجرية، حيث كان التنافس محصوراً بين العملاقين النصر فارس نجد والأهلي فارس الحجاز. لقد فتحنا عيوننا على النصر وأمجاد النصر وبطولات النصر حين كان الآخرون متوارين عن الأنظار والبطولات وكان المجد في ذلك الوقت للنصر والأهلي فقط..! واليوم تعود عقارب الزمن ويعود التاريخ ينقب عن ماضيه التليد ليعانق حاضره المشرق ويعود النصر (الكيان) إلى منصات التتويج ومصافحة يد الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين.. (الله عليك) يا نصر حين تعود إلى ماضيك وإلى عراقتك وإلى أصالتك وإلى فنونك. ما أجملك أيها النصر حين تعود إلى (النصر) وتعود إلى مكانك الطبيعي بين الكبار، بل (كبير الكبار). ما أروعك وأنت تحافظ على هذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة رغم (عقوقك) في حقهم سنوات طوالا. (الاستثناء) إذاً هو أنت أيها الكبير العملاق وأسأل أي ناد في العالم غيرك يا نصر يبتعد عن البطولات أكثر من عقد ونيف وتتضاعف جماهيريته وتزداد يوماً بعد يوم..؟! لك الله يا نصر فقد شغلت الناس على مختلف مشاربهم وميولهم قبل أن تشغل جمهورك وكان لغيابك (فقده) وكان لحضورك (هيبته). نعم، يا نصر إنك على مشارف مجد جديد يُضاف إلى أمجادك وعراقتك ولونك (الذهب) فإن تحقق فتلك أمنية جماهيرك الوفية وإن غدرت بك الكرة في موقعة الجمعة التاريخية فيكفي أنك وصلت إلى المنصات من جديد، وليعلم القائمون عليك أنك تسير في (الطريق الصحيح) والعودة المظفرة إلى (جادة) البطولات التي اقترنت بك واقترنت بها سنوات شريطة استمرارية العمل الجيد للإدارة وإبقاء محمد السويلم وماتورانا والبحث عن ثلاثة لاعبين أجانب عليهم القيمة، بالإضافة إلى (الحاج بوقاش) والتركيز على مواهب الأولمبي والشباب، بالإضافة إلى استقطاب أفضل العناصر المحلية وخصوصاً في حراسة المرمى وإن شاء الله بذلك تتحقق طموحات النصر الموسم القادم والذي يليه، ويكون فريقاً يسعد الجماهير الأخرى قبل جماهيره، فالجمهور الوفي يستحق الوفاء، فهلاَّ فعلتم ذلك مع جماهيركم العاشقة والمتيمة بهذا الأصفر المبهج. يقول الراحل طلال مداح - رحمه الله- في إحدى أغنياته (عطني المحبة لا تسيء الظن بيّه.. حكّم ضميرك قبل ما تحكم عليه). وأنا أقول لجميع النصراويين من البحر إلى البحر ومن الحد الجنوبي إلى أطراف الشمال إن نصركم قادم فلا تحكموا عليه في النهائي وحكّموا ضمائركم وعقولكم فهو لم يقصِّر ووصل النهائي بعد جهد جهيد ومعاناة كبيرة تجاوز فيها بطل الدوري مرتين وفارس الدوري فريق الفتح مرة واحدة والذي من الصعب التغلّب عليه في ظل الطريقة التي يلعب بها..! فإن كانت بطولة وكأس فهذه نعمة من ربِّ العباد وإن كانت (خسارة) - لا سمح الله- فإن الفريق لم يقصِّر وقدَّم ما هو مطلوب منه بعد أن انتشله (ماتورانا) من الضياع ليقوده إلى المنافسة التي تحققت بعد 11 عاماً وهي آخر بطولة نهائي دوري لعب عليها مع الاتحاد وانتهت بهدف (الغفلة) لحمزة إدريس بعد (تجلية) المدافع الحارثي عام 2001م في ملعب جدة. قبل بطولة الأحلام - التحضير الجيد و(التهيئة النفسية) واللعب بحماس منقطع النظير هو سلاح النصر إن هو أراد أن يحقق بطولة (الأحلام)..! - على لاعبي النصر أن يعلموا جيداً أن (الأهلي) ليس بذلك الفريق (البعبع) وأنه فريق أقل إمكانيات من الشباب والهلال كاد أن يسجِّل في العشر الدقائق الأولى من مباراة الرد في جدة ثلاثة أهداف متتالية ولكنه حظ الأهلي..! - على المدرب النصراوي ماتورانا أن يعي أن ليس لديه ما يخسره وأن المباراة هي ختام الموسم فقد كان هو المدرب الوحيد الذي أوصل النصر إلى النهائي بعد أكثر من عشر سنوات ولذا عليه الهجوم ثم الهجوم من أول وهلة حتى يتحقق مبتغاه وإذا كان هجوم الأهلي قوياً فإن دفاعه (شوارع) وممر سالك للمرمى.. - أشم وأرى أن هذه الكوكبة الجميلة من اللاعبين تذكّرني بجيل ونكهة ماجد عبد الله.. انظروا إلى خالد الغامدي والمبدع سعود حمود بحركاته وسكناته وضربات رأسه.. ولا تنسوا محمد السهلاوي وخالد الزيلعي وبقية النجوم..!