ماذا عساني أن أكتب. وماذا عساني أن أقول في حقك يا دانة؟ لأني سأجهم بالبكاء رغم أنني لا أعرفك ولم أرك من قبل ولم أعلم أن أخي وصديقي والدك له ابنه اسمها (دانة) ولكن بموتك القلوب انفطرت والعيون فاضت والألسن انشلت لم تكوني الأولى في فقدان عزيز أو غالٍ أو حبيب أو صديق ولكنك الأولى التي فطرتِ قلبي وأوقفتِ قلمي وأدمعتِ عيني ولكن لم أكن موجوداً وقت وداعك الأخير ولكن هناك من وصف لي هذا المشهد الذي اجتمعت فيه قلوب البشر تودعك إلى مثواك وهي في حالة من الذهول وعيونها تجهش بالبكاء في هذا المشهد لم تكوني ابنة لأب واحد أو أم واحدة ولكنك ابنة لهذا المجتمع من البشر حينما عدت من سفري سألت ابنتي عنك ووصفتك لي بأنك اسم على مسمى. (دانة) موتك خوفاً على فلذة كبدك أعطى الوضعية العامة لكل أم تخاف على وليدها وتحفظ صغارها وتدافع بكل ما أوتيت من قوة في سبيل حمايتهم ولكنك ضربت المثل الأعلى في أكثر من ذلك توفيت خوفاً على ابنك وفديتيه بنفسك. سلام لك من القلب يا ابنتي وسلام من قلب كل أم وحنان كل أب، وتأكدي أننا بفراقك لمحزونون ولكن بفوزك بجنة الخلد فرحون فقد وعد الخالق عباده بأن لهم الجنة عرفها لهم. وسيكون لنا معك لقاء في جنة النعيم بإذن الواحد القيوم وأنت متمتعة بما وعدك به ربك الخلاق الكريم. فوداعاً يا دانة الأحساء وأبشري بجنة الخلد تتمتعين بها مع الصديقين والشهداء والصالحين. وأسمعي إلى كلام ربك سبحانه وتعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم. والدك/ عبد الرحمن بن عبد المحسن الملحم [email protected]