مع انطلاقة الدورة العاشرة لمجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، وبناء على مخرجات الدراسة الميدانية التي أعدتها إحدى المؤسسات العالمية المتخصصة، وعطفاً على رصيد الخبرات المتراكمة على مدى نحو ثلاثين عاماً، تبنت الجمعية رؤية عشرية ذات محاور عدة أهمها: * معايير للجودة في أداء برامج الرعاية. * تأمين تمويلي لبرامج الخدمة والمشروعات التوسعية. * حشد للمشاركة المجتمعية. * استكمال لمظلة مراكز الجمعية. * توطين للوظائف المتخصصة. وخلال العام الأول من هذه الدورة تمكنت الجمعية من أن تقطع شوطاً ملموساً تجاوز المستهدف، وكانت أهم ملامح هذا الإنجاز: * محور الارتقاء بمعايير الجودة في الأداء: شرعت لجنة الرعاية في تطبيق برنامج التأهيل المعتمد على المجتمع community based rehabilitation، كأحد المشاريع العلمية الخدمية الرائدة التي تنفذها مراكز الجمعية في العديد من مناطق المملكة ويستهدف البرنامج الوصول إلى الأطفال ذوي الإعاقة في منازلهم وتقييم حالاتهم، كما نجحت الأقسام الطبية بمراكز الجمعية في تحقيق معدل قياسي في جلسات برامج الرعاية العلاجية والتأهيلية المقدمة لكل طفل من منسوبيها، لتصل إلى أكثر من 160 جلسة سنوية. وبالتوازي مع ذلك حقق برنامج دمج الأطفال الخريجين من مراكز الجمعية أرقاماً غير مسبوقة، حيث وصل عدد الطلاب الذين تم دمجهم في مدارس التعليم العام إلى 240 طالباً وطالبة خلال العام المنصرم. من جهة أخرى فقد تمكنت الجمعية من تأسيس منظور جديد في مجال الإدارة الحديثة لمؤسسات العمل الخيري واستيعاب التقنية. * محور تأمين التمويل الدائم لبرامج الخدمة: وبإشراف مباشر من لجنة الأوقاف، خطت الجمعية خطوات واسعة في مشروع تاريخي، سيكون تتويجاً لبرامج إيجاد مصادر دائمة لتمويل نفقات التشغيل، وهو مشروع «خير مكة» الوقفي الاستثماري الذي يتضمن عدة مراحل ومشروعات، ويتصدرها مشروع وقف الأمير سلطان بن عبد العزيز، ووقف الأمير سلمان بن عبد العزيز، وتكلفتهما مشتركة تصل إلى نحو 100 مليون ريال، إضافة إلى مشروع عملاء بندة الاستثماري الخيري، ومشروع عملاء الاتصالات السعودية، ومشروع عملاء البنك الأهلي التجاري. من جهة أخرى تمكنت الجمعية من تعزيز شراكاتها مع منشآت القطاع الخاص لتثمر نتائج قياسية فيما يتعلق بأرقام إيرادات اتفاقيات التعاون، وكذلك الأنشطة التجارية الخيرية المبتكرة، ومبادرات التبرعات والصدقات. * محور حشد المشاركة المجتمعية: وفي مسعى لتكرار تجربة العمل المبادراتي الذي يستهدف الوصول برسالة التوعية والوقاية لأكبر قاعدة من المتلقين، تبنت الجمعية برامج ذات علاقة مباشرة بقطاعي الطلاب والشباب والأطفال نسعى من خلالها لخلق سلوك إيجابي لدى هذه الفئة الواعدة تجاه قضية الإعاقة والمعوقين. وبالتوازي مع ذلك نجحت الجمعية في إقرار منهجية للتعاون الدائم مع قطاعات ذات علاقة.. خيرية، وصحية، وتعليمية، وعلمية، وبحثية، وتجارية. وفي مسعى للتكامل مع أجهزة الدولة، كللت جهود الجمعية في وضع قضية الإعاقة بين الأولويات بصدور قرارات كريمة باعتبار مناطق الرياضومكةالمكرمة والمدينة المنورةوالباحة والقصيم مناطق صديقة للمعوقين، تطبق المعايير التصميمية التي تراعي ظروف هذه الفئة في منشآتها العامة، وتضمن تنفيذ برنامج الوصول الشامل الذي طرحه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة. ولتوثيق علاقات الجمعية بشركائها التاريخيين، احتفت بوصول عدد أعضاء الشرف إلى أكثر من 200 عضواً، الأمر الذي يجسد مصداقية الجمعية، وما تحظى به من ثقة لدى النخبة الوطنية. وفي الإطار نفسه ظلت الجمعية على حضورها الفاعل في العديد من المؤتمرات المتخصصة والمهرجانات الثقافية والأنشطة الاجتماعية بهدف ترسيخ الصورة الذهنية الايجابية عن رسالتها ودورها الوطني. كما تواصل الأداء الإعلامي المهني للجمعية في رسالته كوسيلة للارتقاء بالوعي المجتمعي وكسب تأييده وتجاوبه مع برامجها. * محور استكمال مظلة مراكز الجمعية: تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية والتجهيزات لمركزي الجمعية في منطقة عسير، وفي جنوبالرياض، وسعت الجمعية خلال الشهور الماضية لاستكمال فريقي العمل في المركزين تمهيداً لانطلاقة التشغيل مع بداية العام الدراسي القادم بمشيئة الله، هذا في الوقت الذي يواصل فيه فريق التشخيص والتقييم استقبال الحالات الراغبة في الالتحاق بالمركزين، وقد بادرت عشرات الأسر من أبناء منطقة عسير والذين يحظى أطفالهم بخدمات مراكز الجمعية في جدةوالرياض بإبداء رغباتهم في نقل أطفالهم للمركز الجديد. أما مركزا الجمعية في منطقة الباحة ومحافظة الرس فقد تعرضا لبعض الصعوبات الفنية عرقلت إنجازهما في الموعد المحدد، وتتطلع الجمعية إلى أن يتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية خلال العام الجاري. * محور توطين الوظائف المتخصصة: مازال هذا الهدف يمثل تحدياً للجمعية، في إطار ما تعانيه كافة المؤسسات ذات العلاقة بالرعاية الصحية والتأهيلية المتخصصة من ندرة في الكفاءات الوطنية المؤهلة رغم محاولات الجمعية الحثيثة لمواجهة هذه القضية على الصعيد الوطني سواء عبر التعاون مع الجامعات، أو مع هيئة التخصصات الصحية، أو المستشفيات المتخصصة، أو من خلال برامج الابتعاث والتدريب. وتتعاون لجنة التطوير التنظيمي ولجنة الرعاية بالجمعية لصياغة بعض الحلول لظاهرة التسرب الوظيفي، وتكثيف برامج التدريب، وتوفير أكبر قدر ممكن من الرضا الوظيفي الذي يحافظ على الكفاءات التي يتم تأهيلها وتدريبها في الجمعية فيما تتلقى عروض استقطاب من جهات أخرى. وتدين الجمعية بالفضل فيما تحقق من إنجاز إلى نخبة من أبناء الوطن وقطاعاته المختلفة على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وحكومة المملكة والوزارات والهيئات والمؤسسات ووسائل الإعلام، وأيضاً للشركات والبنوك ورجال الأعمال الذين تعدهم شركاء لا غنى عنهم خاصة في المرحلة القادمة التي تشهد توسعاً أفقياً ورأسياً من المقرر أن يصعد بميزانية تشغيل الجمعية ومراكزها إلى 100 مليون ريال سنوياً.