يقال: إنه لازال للمجد بقية هذه مقولة تنطبق على نادي الرياض حرفياً ولاسيما أن هناك بوادر ومؤشرات تدعم ما نرمي له.. فنادي الرياض مؤخراً انطلق نحو التجديد عبر تواجد أسماء ليست قديمة ولا مستهلكة تملك في جعبتها الكثير والكثير من خلال رؤى رياضية حديثة تتماشى مع التطور الذي يعيشه العالم حول المستديرة.. حالياً يتولى منصب الرئيس في مدرسة الوسطى رجل الأعمال الشاب عجلان بن عبدالله العجلان الذي قدم للرياض حباً في الرياضة رغم عشقه الأزرق.. فكان أن أنقذ النادي من آفة السقوط لغياهب الثانية وانطلق به نحو رؤى أكثر عمقاً واستراتيجية.. حاورته فوجدته أنيقاً في حديثه لبقاً في فكره متوازناً في طرحه.. تعرفوا على شخصية العجلان عبر هذا الحوار المختلف: ) نبارك لكم البقاء في دوري الأولى.. برأيك كيف حدث التباين حيث كان الفريق في الموسم الماضي قريبا من الصعود وهذا الموسم الآمال كانت معلقة بالبقاء فقط؟ - بصراحة لا أدري ماذا أقول... أقول الله يبارك فيك، أو أقول بأن نادي بسمعة وإمكانات وتاريخ نادي الرياض من الصعب أن يقال له مبروك البقاء ضمن أندية الأولى، فهو كان من أندية الدوري الممتاز وحتى بعد أن هبط استمر لفترات طويلة تحيطه المشاكل ولكنه ينافس على الصعود والعودة من جديد لمكانه الطبيعي، هذا ما يخص الشق الأول من السؤال. أما فيما يخص الشق الثاني في السؤال، وهو التباين بين العام الماضي والموسم الحالي فيوجد اختلاف كبير جداً فالموسم الماضي موسم استثنائي لنادي الرياض على جميع المجالات منها التطوير في منشآت النادي، واستقطاب أجهزة فنية وإدارية وطبية على أعلى المستويات سواء للفريق الأول أو الفئات السنية، بالإضافة إلى تدعيم الفريق الأول بلاعبين في جميع المراكز، ووصل عدد تسجيل اللاعبين إلى أكثر من 17 لاعبا وبعضهم الآن من نجوم الفريق، والأهم من ذلك تسديد جميع مستحقات اللاعبين المسجلين في النادي سواء كرواتب متأخرة على إدارات سابقة ومقدمات عقود وخلاف ذلك، وصرف الرواتب بانتظام خلال الموسم ومع نهاية الموسم ونهاية التكليف لم يكن هناك تأخر أي مستحقات على النادي وكان أعتقد أن إدارة أخي تركي البراهيم لن تتكرر مرة أخرى على نادي الرياض لكن خانها التوفيق في آخر مباراتين فقط. أما الموسم هذا فقد كان يوجد فراغ إداري كبير أثّر تأثيراً قوياً، تخيل أن يمر على إدارة الكرة من خلال موسم واحد أكثر من خمسة إداريين، هذا بخلاف الظروف الأخرى، من تأخر رواتب وعدم جلب لاعبين في مراكز يحتاجهم الفريق. ) كيف تعاملت مع الفترة الصعبة التي مسكت فيها زمام الأمور بإدارة النادي؟ - لا شك أنها كانت فترة صعبة وخصوصاً في ظل الظروف التي كان يمر بها النادي من تأخر مستحقات اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، والعاملين في النادي، وكانت نفسيات اللاعبين الصعبة ولكن تغلبنا على هذه المشاكل بوقوف أخي وصديقي تركي البراهيم معي الذي ساعدني كثيراً في حل بعض المشاكل، وبوجود الكابتن فواد أنور الذي وقف بجهده ووقته مع النادي في هذه الفترة دون مقابل وحل كثيرا من المشاكل مع اللاعبين وأعاد نفسياتهم إلى وضعها الطبيعي في هذه الفترة الحرجة، ومن حسن حظ إدارتنا أن الدفعة المخصصة للنقل التلفزيوني أودعت في حساب النادي مع قدوم إدارتنا وساعدت كثيراً في تسيير بعض أمور النادي. ) أعود في الأصل لترشحك للرئاسة حسب معلوماتي أن أعضاء الشرف وضعوك أمام الأمر الواقع.. كيف قابلت هذا الحرج الذي وقع عليك؟ - كلامك صحيح أخي أحمد.. تمت دعوتي إلى اجتماع أعضاء شرف موسع في النادي، وحضرت الاجتماع وكان هناك قبل الاجتماع ترتيب مسبق عن الاسم المرشح ولم يخبروني، وفوجئت بأن الاسم المرشح هو أنا ورفضت في بادئ الأمر ولكن بعد إلحاح شديد قبلت المهمة، والحمد لله أدينا أنا وإدارتي وبتعاون مع الجهاز الفني والإداري بقيادة أخي فؤاد أنور المهمة، وبوقفة جميع اللاعبين نجحنا في المهمة في نهاية الأمر. ) هل ستستمر لموسم جديد على كرسي رئاسة نادي الرياض؟ - لا أتوقع ذلك، مع نهاية آخر جولة للموسم الحالي سوف أقدم استقالتي لوجود كثير من المعوقات لدي منها اجتماعية ومنها عملية، وأيضاً من الأسباب عدم وجود موارد مالية للنادي، بالإضافة إلى ارتباطاتي بالسفر للعمل في الأوقات القادمة. ) كيف شاهدت مستوى دوري الدرجة الأولى؟ - للأسف دوري الدرجة الأولى من الناحية الفنية مستواه ضعيف جداً، وغالباً ما يفقد المتعة لسيطرة المدرسة التونسية عليه، كما أنه غالباً تلجأ جميع الفرق لتأمين المناطق الدفاعية والاعتماد على الكرات العالية للمهاجمين، وأتذكر العام الماضي كان يدرب الرياض الروماني بوندرا، وكان يلعب كرة هجومية ممتعة مفتوحة وكنا نؤدي المباراة بمستوى جميل جداً ولكن كنتائج ليس موفقا كثيراً، بعدها جلبنا المدرب التونسي محمد الدو مدرب النهضة الحالي وعمل عملاً جيداً من ناحية النتائج، ولكن فقدنا المتعة. أما من جانب المنشآت والملاعب حدث ولا حرج، يوجد كثير من المعوقات التي لا تساعد كثيراً من الأندية للبروز لعدم وجود منشآت لها وعدم وجود ملاعب تدريب وعدم وجود ملاعب صالحة للعب المباريات في بعض المناطق. أما الجانب فهو التحكيم، وهنا يوجد خلل كبير في اختيار الحكام والمراقبين، كما أنه يوجد هناك أخطاء تحكيمية كثيرة على جميع الأندية، وعدم وجود النقل التلفزيوني في بعض المباريات ساعد كثيراً في وجود الأخطاء التحكيمية، ومثال على ذلك مباراة الرياض مع العروبة قبل جولتين، كانت المباراة مهمة جداً لنا، وكنا متقدمين بهدف دون مقابل، وعند الدقيقة 93 يحتسب الحكم ضد نادي الرياض ضربة جزاء نتيجة خطأ خارج منطقه الجزاء بأكثر من مترين، ويسجل منها العروبة هدف ويطلق الحكم صافرته بعدها معلناً نهاية المباراة بالتعادل مما أفقدنا نقطتين كانت في متناول أيدينا ووضعتنا في وضع صعب، ومن حسن حظنا أننا قمنا بتصوير المباراة بمصورين خاصين لنا ويوجد لدينا نسخة منها. ) هل أنت مع الآراء التي تطالب رايكارد بالاستفادة من لاعبي الأولى؟ - نعم أنا مع هذه الآراء وبقوة؛ لأنه يوجد خامات لاعبين جيدين في أندية الدرجة الأولى وباستطاعتهم أن يحجزوا مقاعد في المنتخبات الوطنية، ولكن لظروف طريقة اللعب في دوري الدرجة الأولى وسوء المنشآت والملاعب التي يتدربون ويلعبون عليها وعدم وجود كوادر فنية تصقل مواهبهم هي من تجعل مدرب المنتخب رايكارد لا يضمهم أو حتى من قبل رايكارد. ) كيف من الممكن أن تتعاطى الأندية في دوري الأولى مع مرحلة تحوله لدوري محترفين؟ - من الصعب تحويل دوري أندية الدرجة الأولى إلى دوري محترفين؛ لعدم وجود موارد مالية تساعد الفرق لتسديد رواتب المحترفين لديها، واللاعب المحترف يعتبركرة القدم له وظيفة ومصدر رزقه وعندما تتأجل رواتبه كيف يستطيع التعايش مع ظروف الحياة اليومية مما سينعكس سلباً على اللاعب والنادي، يجب قبل تحويله إلى دوري محترفين إيجاد لكل نادي موارد تساعده لتسيير النادي. ) من هم أكثر الأشخاص الذين دعموك في فترة ترشحك الأخيرة؟ - بصراحة أحب أن أشكر أخي وصديقي تركي البراهيم على وقفته معي سواء من الناحية المادية أو المعنوية، وكذلك لن أنسى وقوف كل من أخي ماجد الحكير، والإخوان عبدالعزيز المنيع وعبد الرحمن السويلم في الفترة الأخيرة وأنا عاجز عن شكرهم. ) وهل كان هناك وعود لم تنفذ؟ - لا بد من وجود وعود لا تنفذ على جميع رؤساء الأندية، فهناك أشخاص قبل الرئاسة يأتون ويعدونك، ولكن بعد الرئاسة بعض الوعود تتبخر!! ) لماذا كل هذه المشاحنات التي نتابعها في نادي الرياض من حين لآخر.. هل هناك ما يستحق؟ - لا يوجد مشاحنات في نادي الرياض بالشكل الذي تقصده، كل ما يحصل هناك اختلافات في بعض وجهات النظر، ولكن خلال الفترة الماضية يوجد تغيير كبير على رئاسة نادي الرياض، كل سنة يوجد رئيس مختلف وبهذا الشكل لن يتطور نادي الرياض، يجب إيجاد الاستقرار الإداري، وإدارة تكون قادرة على خدمة النادي لمدة أربع سنوات حتى ينعكس ذلك على أداء الإدارة، فلا يمكن أن تصنع إدارة الكثير في ظرف سنة، لا بد أن يكون هناك إدارة تكون قادرة على وضع خطط لأربع سنوات من تطوير للمنشآت والفريق الأول لكرة القدم، وكذلك الألعاب الأخرى، ولكن بالشكل الحالي الإدارة لا تستطيع إلا أن تحقق نتائج إيجابية لفترة سنة ثم تأتي إدارة أخرى بفكرآخر لتهدم ما بنته الإدارة السابقة مما يعود على النادي بالنتائج السيئة. ) رفيق دربك تركي آل إبراهيم سلك طريق الاستثمار الرياضي عبر شركة الحلم الرياضي.. هل ستتجه في طريقه أنت أيضاً؟ - أتمنى ذلك.. لأن الاستثمار الرياضي سوف يتطور خلال السنوات العشر لقادمة تطوراً كبيراً، وبالمناسبة أحب أهنئ الاستثمار الرياضي انضمام تركي البراهيم له؛ لأن تركي من الأشخاص التي تساعد على التطور السريع للاستثمار الرياضي وسوف يكون له شأن كبير في هذا المجال مستقبلاً، وتذكر كلامي هذا جيداً. ) المعروف أن ميولك هلالية وكذلك تركي آل إبراهيم.. لماذا بدأتم العمل الرياضي عبر نادي الرياض وليس الهلال؟ - صحيح أن الميول هلالية، ولكن أي إنسان يحب النجاح، يجب أن يعمل ولا يلتفت أبداً لميوله، ونحن عملنا في نادي الرياض وكنا نبحث عن النجاح وحققنا نتائج جيدة. والمجال الرياضي اليوم اختلف اختلافاً كبيراً عن الماضي بعد أن دخل الاحتراف وأصبحنا نشاهد كثيرا من اللاعبين النجوم ينتقلون من فرقهم إلى فرق أخرى، وكذلك مديرو الفرق وأعضاء مجلس الإدارة ميولهم تكون مختلفة عن الفريق الذين يعملون فيه، فالعمل الرياضي اختلف كثيراً عن الماضي. ) إلى أين يسير نادي الرياض برأيك.. أريد رؤية مستقبلية؟ - نادي الرياض يسير إلى الهاوية بهذا الشكل، ويجب على أعضاء شرف النادي ومحبيه الوقوف مع الفريق وقفة رجل واحد، ويجب اختيار إدارة للموسم المقبل بعناية، ترأس النادي لمدة أربع سنوات وتوفر لها الدعم المناسب المنتظم. ناد بحجم نادي الرياض وتاريخه المشرف، وناد عريق منشآته أكثر من جيدة، ويحمل اسم عاصمة المملكة وينافس للبقاء في الدرجة الأولى تعتبركارثة كبيرة، ويجب تداركها في أسرع وقت. ) أعلنتم مؤخراً عن إنشاء أكاديمية لنادي الرياض أنت وتركي آل إبراهيم عبر شركته (الحلم الرياضي) ماذا يمكن أن تقدم هذه الأكاديمية؟ - كلامك صحيح أخي أحمد... هذه الفكرة طرحها أخي تركي البراهيم وهي الاهتمام بالفئات السنية وتطوير مهاراتهم بإشراف مدربين مختصين وإرسال المتفوقين إلى دورات تدريبية في أوروبا والبرازيل عن طريق شراكة أندية عالمية مع شركة (الحلم الرياضي) التي يملكها تركي البراهيم... والأكاديمية ليست لتعليم الكرة فقط ولكن سوف يكون اهتماما باللاعب ومتابعته دراسياً، وسوف يكون هناك الاهتمام باللاعب بتثقيفه عن طريق تعلم اللغة الإنجليزية والتعامل مع أجهزه الكمبيوتر وأكثر من ذلك... وبدأنا الإجراءات الرسمية للمشروع والذي سوف يرى النور قريباً جداً... ومن هذا المكان أحب أن أشكر أخي تركي على تكفله بكامل المصاريف المتعلقة بالأكاديمية عن طريق شركة (الحلم الرياضي). ) كلمة أخيرة؟ - أشكر جريدة الجزيرة على اهتمامها بأخبار نادي الرياض، وأشكركم على هذا اللقاء، وأحب أن أشكر كل من وقف معي خلال الفترة الماضية الحرجة خاصة أخي تركي البراهيم وأخي ماجد الحكير، وكذلك لن أنسى وقوف محبي النادي ومحبتهم لناديهم ومنهم إبراهيم الطويل (أبو عبد الله) وعبدالعزيز بن حمد وسعود القباع، وهناك أشخاص كثر أعتذر منهم لعدم ذكر أسمائهم فالقائمة تطول وتطول.