جاءت زيارة سمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم إلى مدينة حائل قبل أيام للوقوف على عدد من المشروعات التربوية والتعليمية، والتواصل مع عمل تلك المشروعات على أرض الواقع، إضافة إلى تحقيق التواصل الفاعل في الميدان التربوي والتعليمي في سبيل الارتقاء إلى أعلى المستويات. ما قدمت به أعلاه هو خطوة إيجابية تُحسب إلى سمو الأمير وطاقم وزارته الزائرين، لكننا أيضاً بحاجة إلى أن يقف وزير التربية والتعليم على احتياجات المنطقة من المشاريع التربوية والتعليمية والإسهام في تذليل ذلك. فعلى سبيل المثال هناك العديد من القرى في حائل يعيش فيها كثافة سكانية عالية بحاجة ماسة إلى افتتاح العديد من المدارس، ومثلها ما تعانيه المنطقة من إشكالية المدارس القديمة أو المدارس المستأجرة وضرورة الوقوف على مساحات تلك المدارس التي تنقص كثيراً عن المساحة المقررة من الوزارة، بل ما زلت أذكر حينما تذمر أكثر من مائة طالبة بإحدى المدارس بمدينة (موقق)، التي تبعد عن حايل 60 كم تقريباً غرب مدينة حايل، نظراً لخطورة مبنى المدرسة الآيل للسقوط وافتقاره لشروط السلامة التي ينبغي توافرها في المباني المدرسية، وعلى كثرة الخطابات الموجهة إلى إدارة التربية والتعليم بحائل إشعاراً بخطورة المبنى لاتخاذ اللازم إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث حتى زيارة سمو وزير التربية والتعليم لحايل هذه الأيام. لنعترف بأن الخلل واضح، وأنه لم يكن وليد اللحظة، وأن الأوضاع ما زالت دون المأمول، وهو ما يتطلب إجراء الدراسات المسحية عن أعداد تلك المدارس الآيلة للسقوط أو المستأجرة والعمل على استبدال مواصفات عصرية حديثة بها تتناسب والحال الذي تعيشه بلادنا أيضاً، فإن العمل على دمج التقنية بالتعليم والاستفادة من الثورة المعرفية المعاصرة وتوفير بيئات مدرسية نموذجية بكل المواصفات والمقاييس أصبح مطالب مهمة، ولا شك في ذلك من أجل صناعة الإنسان؛ كونه محور البناء والتقدم والتطور. معادلة اليوم هي أن بناء الإنسان الفكري والإبداعي والاستثمار فيه أصبح هدفاً لا بد من تحقيقه؛ حتى يكون قادراً على التفاعل مع متغيرات العصر في إطارها الإيجابي لصالح الوطن والمواطن؛ وبالتالي فإن العمل على خلق بيئة جاذبة للطلاب والطالبات سيدعم من سير العملية التربوية والتعليمية، وسيعد جيلاً قادراً على مواجهة تحديات العصر وعلى المنافسة في المحافل الدولية، ولاسيما أن الوزارة تستند إلى هوية واضحة وفكر راسخ وأسس متينة وسياسات واضحة. سمو الأمير كنت أتمنى أن أكون أول المستقبلين لكم في مدينتي عروس الشمال (حائل)، وأقترب منك لإيضاح وتوصيل ما تحتاج إليه هذه المدينة وقراها. خلاصة القول: إن التعليم يقوم على ثلاث أسس مهمة، هي 0المعلم والطالب والمنهج التعليمي)، وإذا كان الأمر كذلك فإن الحاجة ملحَّة إلى تلمس الإنجازات والإشادة بها والحرص على فحص العيوب وكشفها، والأمر لا يحتاج إلى كبير عناء إذا اعترفنا بوجود النقص وتجاوزنا الحاجز النفسي؛ حتى نتمكن من طرح الحلول العلمية والعملية، وعلى رأسها أن تتوافق مخرجات التعليم مع متطلبات العمل. * مدير مدرسة عمرو بن معد يكرب بالرياض