قال تعالى {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا} سورة الزخرف. إنك لتستغرب وتزداد دهشتك وأنت تستمع لمن يقلل ويزدري الفقر والأعمال المهنية ويتناقض مع قيم الإنسان مع أنه يدعي أنه ثار وبذل الدم وضحى بالأرواح من أجل قيم العدالة والمساواة والقضاء على الفقر. لقد أبهرتنا الشعارات البراقة وظننا أن أهدافها إنسانية وصفقنا وتحمسنا بل ودعونا وقنتنا من أجل أن يحقق الله أحلامهم. نوارة نجم أنموذجاً للبريق الإعلامي الخادع فقد كنا نعتبرها مثالاً للفتاة المناضلة من أجل قيم الحق والعدالة ولم يكن يعنينا مطلقاً نسبها أو مذهبها لكنها كشفت أوراقها سريعاً وأظهرت وجهها المأزوم بالطائفية. من المدهش أيضا أن يمعن بعض الإخوان والأخوات في مصر بالحديث عن المساهمة في تعليم أبناء السعودية متناسين أن ذلك تم بمقابل العقود المالية الباهظة. إنهم ينسون نقطة مهمة أن الفراعنة حضارتهم (حصى ومومياءات محنطة). أما حضارتنا فهي حضارة قيم وأخلاق ورسالة ربانية نزلت على راعي أغنام أمي لا يقرأ ولا يكتب ونحن أحفاده صلى الله عليه وسلم. معلمنا هو الأمي الذي لم يعلمه المصريون القدماء القراءة والكتابة! معلمنا وصانع حضارتنا حسب ما يقوله الدكتور عبد الرحمن الضحيان في كتابه الإدارة الإسلامية: إن أعظم «إدارة سياسية» عرفتها البشرية منذ آدم عليه السلام هي «الإدارة الإسلامية» بقيادة قائد البشرية وإمامها إلى الحق، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الذي حقَّق الله سبحانه وتعالى به جميع الشروط الواجبة للمدير والقيادي الناجح فهو صلى الله عليه وسلم {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} و{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وهو الذي يأخذُ «أنظمة» و»لوائح إدارته» من المولى سبحانه وتعالى وقد {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} وقد أعجز الله به الناس فاختاره أمياً، لا يقرأ ولا يكتب، و»الموظفون» هم الصحابة رضوان الله عليهم فأنعم به من «مدير» وأنعم بهم من «موظفين» أطاعوا مديرهم حق الطاعة واقتدوا به حتى أصبحوا «مديرين» ناجحين لتمسكهم بالأنظمة واللوائح والقواعد التي أرساها لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم واكتسبوا الخبرة والتعلم منه ومن سيرته الغراء وسنته التي لا يزيغ عنها إلا هالك».