استمتع أبناء المنطقة العربية بربيع طويل هذا العام، ربيع منعش، وأقصد بالربيع، الربيع المناخي بعيداً عن ربيع الانتفاضات والثورات، فالربيع امتزج بالشتاء وظل الجو مقبولاً رغم ما شابه من أجواء متربة إلا أننا سعدنا بزيادة أيام المطر. ربيع الأجواء يرى فيه الكثيرون من العرب أنه رافق ربيعاً سياسياً حقق بعض الانفراجات، وينتظرون أن تكتمل «المسيرة الربيعية» في أقطار عربية أخرى وبالذات في سوريا إلا أن الربيع المناخي انقضت أيامه وبدأنا ندخل في أجواء الصيف... صيف ينذر ليس بصيف طويل، بل صيف ساخن وساخن جداً..!! ومثلما للتحولات المناخية إشارات وعلامات تساعد خبراء الأرصاد الجوية تحديد توقعاتهم فإن التحولات السياسية تعطي مؤشرات للمحللين والراصدين لتحديد مدى سخونتها أو ربيعها. المؤشرات في المنطقة العربية التي تشير إلى سخونة صيف هذا العام موزعة على خارطة الوطن العربي منها: 1- حرب إبادة الشعب السوري التي يمارسها النظام السوري دون ردع. 2- حرب الحدود بين السودان وجنوبه المنفصل. 3 - الاضطرابات في اليمن. 4 - محاولات نشر الفتنة في البحرين. 5- عودة التجاذبات الطائفية للعراق. 6- استمرار الفوضى وعدم الاستقرار في مصر. 7- تواصل الاضطرابات في ليبيا. 8- قلق في لبنان من تجاذب الفرق السياسية. 9- استفزاز دول الخليج العربية بالذات من حكام طهران وجر هذه الدول المسالمة إلى أتون الحرب من خلال إطلاق التهديدات المتواصلة مثلما يحصل الآن مع دولة الإمارات العربية. 01- التداعيات التي تشهدها دول على أطراف الوطن العربي، كالذي يجري الآن في مالي وخطورة امتداده إلى الجزائر وليبيا وموريتانيا. كل هذه المؤشرات التي تشمل عشر مناطق مرشحة للزيادة تجعل المراقبين والمتابعين للأحداث الذين يرصدون ما يجري على الأرض العربية يتنبؤون بأن صيف هذا العام -الذي سيكون أطول من المعتاد- ساخن تتخلله صدامات ومواجهات قد تصل إلى حروب إقليمية أقلها بين دولتين وأكثر. كل هذا التحليل الذي يتداول في العديد من المراكز الإستراتيجية ومواقع الرصد لا يأخذ في الاعتبار التهديد الدائم والمتجدد من قبل إسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. ومع انشغال الإدارة الأمريكية بالانتخابات الرئاسية والحالة الاقتصادية المتردية في دول الاتحاد الأوروبية التي كان يعول عليها أن تحد من حدة التوترات، فإن الأوضاع القادمة ستكون أكثر خطورة وأن سخونة الصيف ترافقها سخونة في الأجواء السياسية في المنطقة العربية.