لم يعد رؤساء الدول وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الدوليين يحرصون على انتقاء كلماتهم وتصريحاتهم التي تجعلهم أقرب إلى الرعاع والفوضويين؛ مما يطرح العديد من التساؤلات حول جدارتهم بتبوؤ مناصبهم وحسن اختيارهم لقيادة دولهم، وهم الذين لا يسيطرون على انفعالاتهم ويدفعهم الغضب إلى التفوه بأقوال غير مسؤولة. في أسبوع واحد رصد المتابعون الكثير من التصريحات المنفلتة أكثرها خطورة قول الرئيس السوداني عمر البشير بأنه سيؤدب نظام جبهة التحرير في جنوب السودان ب»العصا» ويتبع القول بهزّ العصا التي يحملها بيده..!! ثم يتبع ذلك بأن «حشرة» تحرير الجنوب بنقضي عليها. وهو ما جعل السياسيين في جنوب السودان يربطون كلامه بما حصل في رواندا حينما أطلق على المحاربين لقبائل الهوتو مصطلح الصراصير، هؤلاء الصراصير «حسب وصف أعدائهم» يتطلب إبادتهم وفعلاً حصلت إبادة نتج عنها قتل 700 ألف رواندي..!! الجنوبيون رغم أنهم هم الذين اعتدوا على شمال السودان ولا زالوا يحتلون منطقة «هجليج» التي تنتج 150 ألف برميل من النفط يومياً، اعتبروا وصفهم بالحشرات من قبل الرئيس البشير دعوة لإبادتهم.. فحسب قولهم بأن الحشرات وحدها التي يسعى البشر إلى إبادتهم.!! وفي مصر، يخرج المرشح الذي كان الأكثر حظاً بالوصول إلى الرئاسة، مرشح الإخوان المسلمين يخرج عن طوره محتجاً على منعه من الترشيح لعدم رد اعتباره بعد أحكام جنائية ضده، فيدعو أنصاره إلى مقاومة قرار منعه بالعنف، وفرض إعادته للترشيح بالقوة الجماهيرية..!! كيف سيكون موقف هذا المرشح إذا ما وصل إلى كرسي الرئاسة.. هل يلجأ إلى القوة لفرض ما يريد..!! أيضاً لا يختلف عنه المرشح الثاني حازم صلاح أبو إسماعيل الذي طلب من أنصاره محاصرة أعضاء اللجنة العليا للانتخابات وإرهابهم بعد احتجازهم لأنهم استبعدوه بسبب جنسية والدته الأمريكية..!! حالتا غضب تكشفان عدم قدرة مثل هؤلاء المرشحين على كبح جماح غضبهم، مما سيورط بلدهم إذا ما وصلوا إلى كرسي الرئاسة في مواقف لا تحمد عقباها..!! في إيران، والتي يصعب على المرء رصد أقوالهم المنفلتة التي تؤكد أن من يحكمون هذا البلد، قوم لا يراعون ما يقولون، وأنهم ينافسون الرعاع في انفعالاتهم. آخر انفلاتات مسؤولي ملالي طهران قول الجنرال أحمد رضا بورستان قائد القوات البرية بأن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة لاستعراض اقتدارها إذا لم تثن الدبلوماسية «المزاعم» في شأن جزيرة أبو موسى.. تهديد واضح وصريح بالعدوان على دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون قول ما كان له أن يطلق لو أن هذا «الجنرال» يتصف بالحد الأدنى من الكياسة.