من المعروف أن اهتمامات غالبية الشعب الأمريكي السينمائية في السنوات الأخيرة باتت محدودة في أفلام المؤثرات الرخيصة التي تصدر من قبل أستوديوهات هوليود خصوصاً في موسم الصيف. تواجد المهرجانات السينمائية بشكل العام والمستقلة ساهم بشكل كبير على تقليص عدد الجمهور المهتم بتلك النوعية السيئة من الأفلام الثلاثية الأبعاد التي تحتوي بالغالب على قصص مكررة أو أسلوب فني ساذج ينتج جمهوراً يغلب عليه السطحية في التفكير أثناء مشاهدة الأفلام في السينما والتي من المفترض أن تساعد على الوعي والثقافة وليس العكس. في الولاياتالمتحدة يوجد حوالي خمسين مهرجاناً سينمائياً مهتماً بالسينما المستقلة، وليس هذا فحسب بل يوجد مهرجانات لا تعرض إلا الأفلام المستقلة ولا تقبل أفلاماً بميزانيات ضخمة مثل مهرجان صنداس الدولي ومهرجان أشلند للأفلام المستقلة ومهرجان نيويورك لأفلام الفيديو المستقلة، ومهرجان أوهايو السينمائي وغيرها الكثير، ويوجد أيضا مهرجانات تهتم فقط بالأفلام الوثائقية التسجيلية المستقلة مثل مهرجان كامدن وغيره. الانتشار النوعي لتلك المهرجانات ساهم بشكل كبير في نشر أولاً ثقافة الوعي لدى الكثير من رواد السينما في الولاياتالمتحدة بالإضافة إلى أنه يُنعش صناعة السينما للمستقلين والذين تمثّل لهم تلك المهرجانات قيمة فنية ومعنوية هامة على اعتبار أنها تجعلهم تحت مجهر التسليط الإعلامي حتى ولو كان محدوداً في العديد من المناسبات ولكن يظل هاماً على الأقل بالنسبة لصغار المنتجين، بالإضافة إلى تقديم بعض الجوائز المالية لهم بشكل يبقيهم في دائرة الصناعة في المستقبل. المهرجانات السينمائية في أمريكا لم تقتصر على الأسلوب التقليدي المعروف بعرض الأفلام في دور السينما فحسب، بل هناك مهرجانات خاصة بسينما الإنترنت والأفلام التي يصدرها الشباب خصيصاً لبعض المهرجانات على الإنترنت مثل موقع كاثود وموقع دايفرستي أو «التنوع» والذي يعرض أفلامه عن طريق مهرجان خاص على شبكة الإنترنت، بل إن موقع اليوتويب سبق أن نظم مسابقة خاصة على إحدى قنواته لأفضل الأفلام القصيرة والتي ينتجها شباب اليوتوب من حول العالم، ومن الظريف أن مهرجاناً نظّم مسابقته الخاصة لأفضل فيلم يقدم فكرته في خمس ثوان فقط، لذا على المخرجين أن يختصروا فكرتهم في خمس ثوان من أجل قبول فيلمهم. ولسينما الرعب نصيب من المهرجانات حيث تتخصص بعض المهرجانات بسينما الرعب ولا تعرض سوى الأفلام التي تحتوي على مشاهد مرعبة، ولسينما الأندر غراوند هي الأخرى نصيب أيضا في المهرجانات في أمريكا فهناك من يهتم بسينما ال (بي موفيز) لدرجة التطرف من الجمهور حيث يحرص الكثير من رواد السينما خصوصاً في نيويورك وشيكاغو على ارتياد دور السينما الأندر غرواند بشكل متواصل حتى وإن احتوت على ثيمات متكررة ومشاهد تعتبر من كليشهات الثمانينيات هذا لا يلغي حرص نوعية من الجمهور على التواجد في تلك المهرجانات. هناك مهرجانات تجريبية تعرض أفلاماً تحوي على غرائب وأساليب متطرفة في التجريب.. من الممكن أن تشاهد فيلماً يصوّر رجلاً نائماً لمدة ثماني ساعات متواصلة بلا أي موسيقى أو حدث، وصدق أو لا تصدق أن هناك أفلاماً تستعرض حشرة تحاول أن تنقل لقمة عيشها المتمثلة في حبة الأرز لمدة خمس ساعات متواصلة، وهناك غرائب وأساليب لا يمكن أن يصدقها أحد قبل أن يشاهدها. هناك أفلام تحرّض على استعراض كريه لجثث خاصة بحيوانات دون أي تعليق صوتي أو سرد روائي يجعلك تفهم ما يحدث، والأكثر غرابة من تلك الأفلام أنه يوجد قاعدة جماهيري جيدة لها، بل هناك جوائز ومهرجانات ترعاها والمضحك أنها تكون برعاية شركات وأسماء تجارية تصرف على المخرجين من أجل الاستمرار في صناعة تلك الأفلام التجريبية والتي من الغريب أنها لم تنهار حتى الآن.