بمشاعر الفرح والسرور استقبل أهالي وادي الدواسر سيل وادي تثليث بعد أن تجاوز طريق وادي الدواسر - رنية، وأصبح على مسافة تُقدّر بنحو 30 كلم من حدود مزارع وادي الدواسر من جهة الغرب، قاطعاً مئات الكيلومترات، بدءاً من منابع جريانه الرئيسية في أعالي جبال تثليث والسراة شرق المرتفعات جنوب المملكة، مجدداً ذكرى جريانه عام 1427ه وتوقفه على مسافة قرابة 18 كلم من الفرعة غرب وادي الدواسر في ذلك الحين بعد توقف الأودية التي تمده بالجريان أعالي جبال السراة. إلى ذلك حضرت فِرَق الدفاع المدني بوادي الدواسر أمس الأول الخميس على امتداد مجرى السيل لتوعية المواطنين من النزول في مجاري الأودية وبيان مخاطرها. ووفق المصادر التاريخية فإن سيل تثليث جرى في وادي الدواسر في عام 1335ه، وأحدث حينها أضراراً فادحة على المنازل والمزارع والمواطنين، وكان حديث الناس منذ ذلك الحين، وأصبح حدثاً أرّخ به الأهالي (زمان سيل تثليث). وقد ذكر فيلبي أن هذا السيل اخترق الحواجز الرملية التي كانت قد تراكمت في مجراه، وأنه استمر في الجريان لمدة 7 أيام. وكانت الجزيرة قد نبهت في تقرير سابق لها، نُشر في 17-3-1427ه، إلى حاجة الطريق الجاري العمل به في ذلك الحين بين وادي الدواسر ورنية إلى كوبري أو عبارات لمرور مياه سيل وادي تثليث؛ حيث اقتحم السيل الطريق، وعرقل حركة السير في ذلك العام، ويتكرر الأمر نفسه هذا العام مع اكتمال أعمال الطريق دون مراعاة أن ذلك الموقع هو مجرى لأهم الأودية التي تمد وادي الدواسر بالجريان عبر التاريخ.