برغم الحنين الذي يتملكهم كل عام إلا أن أهالي جزيرة فرسان، تبقى في حلوقهم غصة بعد إغفال دورهم في مهرجان الحريد الذي أحبوه بشغف منذ عقود من الزمن، حيث يستقبل شاطئ الغدير بجزيرتهم في مثل هذه الفترة من كل عام أسراب من سمك الببغاء « الحريد» في ظاهرة لا تتكرر إلا مرة واحدة. ويعمد أهالي فرسان لاستقبال هذه الأسراب من الأسماك منذ أكثر من 40عام بالطبول والرقصات الشعبية والأهازيج المعدة لهذه المناسبة. هذا الإغفال ربما ساهم فيه اكتساب المهرجان للصفة الرسمية أكثر من الشعبية، بحسب ما يراه الأستاذ إبراهيم مفتاح، وهو أحد الأعيان الذي يحمل تاريخ فرسان على عاتقه وأحد أعضاء المهرجان منذ انطلاقته. وشدد مفتاح، على ضرورة تبني جهة مسئولة واحدة كالهيئة العامة للسياحة والآثار مثلا رعاية المهرجان من الناحية المادية والأخذ بعين الاعتبار توفير الأماكن التي تستوعب كثافة الزوار، مع عدم إغفال دور أهالي الجزيرة أنفسهم والاستعانة بهم لتطبيق ما كانت عليه المناسبة قديماً، بحيث تكون الصفة الشعبية هي الغالبة لا الصفة الرسمية فقط. وتمنى مفتاح، أن يصبح المهرجان لأكثر من يوم كما كان في السابق لكي تتم المتعة المرجوة منه كل عام، موضحا بأن وسائل النقل من وإلى جزر فرسان واحدة من أكبر العوائق التي يوجهها الزوار حيث تقتصر على العبارتين جازان وفرسان، وهما لا تستوعبان كثافة الزوار على الرغم من تشغيل رحلات إضافية، ووجود التاكسي البحري (الفلوكات) لكن تبقى هذه الوسائل مجتمعة لا تفي بالغرض، و حدوث أي خلل في العبارتين ترتب عليه عدم استطاعة الناس مغادرة الجزيرة والعودة إلى مدينة جيزان في الوقت المناسب. مشيرا إلى عدم وجود فنادق وشقق مفروشة وشاليهات كافيه لاستيعاب العدد الكبير من زوار المهرجان، وهذه العوامل مجتمعة ساهمت في وجود عد تنازلي في مستوى الحضور السنوي على الرغم من الجهود التي تبذل لتلافي السلبيات، وما يبذله أبناء فرسان بإمكانياتهم المحدودة كمحاوله لإنجاح المهرجان. (الجزيرة ) بدورها عرضت عدم استيعاب وسائل النقل للزوار على مدير عام فرع وزارة النقل والمواصلات بجازان المهندس ناصر الحازمي، الذي أكد بأنه لن تكون هناك أي عوائق وتم مضاعفة أعداد الرحلات خلال فترة المهرجان إلى 15 رحلة، بالإضافة إلى الرحلات الأساسية وذلك على العبارتين، بالإضافة إلى تشغيل العبارة الاحتياطية فارس الأول. مشيرا بأن الإشكالية التي تواجه الزوار هي نقل السيارات حيث إن كل عبارة تستوعب فقط 35 سيارة ولكن الجهود مبذولة لإيجاد الحلول. وأوضح الحازمي بأن المشكلة الحقيقية التي تواجه أهالي فرسان، هي نقل مواد البناء والمحروقات والمواشي والمواد الغذائية وهي في مراحلها النهائية وتحظى بمتابعة سمو أمير المنطقة. من جهته أوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس رستم الكبيسي، أن جزيرة فرسان ما زالت تعاني من أزمة السكن، ولكن لجان المهرجان تعمل جاهدة لحل هذا العائق مجددا ودعوة رجال الأعمال للاستثمار في الجزيرة، بالرغم من أن المنطقة تعد مصدر إغراء للمستثمرين لا سيما مع توفر أراض عديدة وواجهة بحرية مميزة. الجدير بالذكر بأن أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وفي أكثر من مناسبة وجه دعوته للمستثمرين للاستثمار في فرسان، خاصة وأنه منذ 9 سنوات قامت إمارة المنطقة بتبني هذه المناسبة وتحويلها إلى مهرجان، رغبة منها في إخراجه بشكل منظم أمام الزوار الذين أصبحوا يقصدونه من كل مكان لمشاهدة هذه الظاهرة، وأمام وسائل الإعلام بشتى أنواعها سواء كانت محلية وإقليمية وعالمية.