النبّاح.. الكثير النباح صفة مبالغة.. والعادة أن الكلب الكثير النباح لا يعض.. ولا يؤذي إلا بصوته فقط.. أما الكلب الذي يعض فهو السكوت الذي يباغت الغريب فجأة فيعضه.. ويمزق ملابسه وقد يحدث فيه جروحاً في قدميه.. أو ساقيه.. والقصد بالمثل ليس الكلب فقط.. بل يتعداه إلى كثير من الناس الذين تجدهم في المجالس يتحدثون عن شجاعتهم وعن إقدامهم.. وقد يهددون أعداءهم بالكلام..! ولكنه إذا جد الجد.. وحصل الصدام والحرب.. وجدتهم في المؤخرة..! وقد يكونون أول المنهزمين المتخاذلين.. يضرب هذا مثلاً - للثرثارين - الذين يقولون ما لا يفعلون.. ويتشدقون بالكرم أو بالشجاعة.. ولكنهم إذا جاء وقت الجد.. أو وقت البذل تقاعسوا عن أداء الواجب.. ورأيتهم دائماً في المؤخرة.. أو وجدتهم أول المتهربين عن مواقف الجد والكفاح.. والكرم. * الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب تأليف عبدالكريم الجهيمان الجزء العاشر.