التقيتُ به لأول مرة بمكتبه في إمارة منطقة القصيم أنا وأخي وزميلي الدكتور عامر بن مقحم المطيري فأخجلنا بتواضعه الجم، ونبله غير العادي، وفيض كرمه الذي لا حد له! إنه رجلٌ خرج من رحم هذه الأرض الودود الولود، قُدَّت من الصخرِ صلابةُ عزيمتِه، ومن بَرَدِ الندى رقةُ طباعِه، ومن دَيمَةِ الضحى أريحيةُ سجَاياه، ومن السَّمُوم لفحًا وشكيمةً مواجهتُه لأعداء الإسلام والعروبة.. إنه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله تعالى - نائب أمير منطقة القصيم، ذلك الرجل الذي رضعَ الأخلاقَ من لبانِها، وتنفَّس القِيمَ والمبادئ من أصولها، وامتطى صهوة المُثُلِ العليا وكان عنوانا لها!! لقد قدَّم هذا الرجل ولا يزال يقدم في صمت وهدوء الكثير والكثير لدينه ثم لوطنه، وأعطى ويعطي كل ما في يديه، وبذل ويبذل كل ما في وسعه للفقراء والمساكين والمحرومين داخل المملكة وخارجها.. لقد أحب الناس بإخلاص، وامتلأت حواسُه ومشاعره بحب الحق والخير، ونصرة الضعيف والمسكين، فصار مثلا في الوفاء والصدق والإخلاص. وليس بغريب على سموه هذه الشيم النبيلة والقيم الرفيعة والأخلاق الراقية فهو أهل لها وأحق وأولى بها، وكيف لا؟! وقد درج فوق هذه الأرض المِعطاءة، ونشأ في حِجر الملك سعود - رحمه الله تعالى - فأيُّ مَحْتِدٍ وأيُّ أَرُومَة!! ولا غرو أن نجده سبَّاقا لإغاثَة الملهوفين ونجدة المنكوبين، وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين فكأنه - حفظه الله تعالى - يد الرحمة والعطف والرفق والإحسان التي تقدم الخير لكل محتاج. إن الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله تعالى - رجل عالي الهمة غزير العلم واسع الثقافة، ويتمتع - حفظه الله تعالى - بصفات رائعة وخصال حميدة قلما تجتمع في رجل واحد، فمع حبه للعلم وتعمقه في تخصص شائك من التخصصات المعقدة الدقيقة، نراه رجل دولة من الطراز الأول، وقبل هذا كله وبعده نلمس في شخصه الكريم الوعي الحقيقي وصدق التدين والرؤية الثاقبة والتفسير الموضوعي لأبرز ما تعانيه البشرية من أزمات راهنة!! إن هذا الرجل الفذ يحب الناس جميعا بقلب طاهر نقي، ويعمل بكل طاقته من أجل إدخال السرور على كل من حوله، ويسعى بكل جهده لإسعاد الحياة، ويحرص دائما على أن يضيف لألوانها البهيجة من ذَوْبِ رُوحِه، وأَلَقِ وجدانه، وصفاء نفسه، ونقاء سريرته، ويقظة ضميره، وإشراقة بصيرته، فأصبح رمزا سعوديا مضيئا زاهرا في التواضع والوفاء والجود والكرم. ومن جهود سموه - حفظه الله تعالى - العلمية الكثيرة أنه أصدر أول تسجيلٍ صوتي وثائقي لتاريخ المملكة تحت عنوان «تاريخ الدولة السعودية» بهدف نشر الوعي بتاريخ السعودية بين الأجيال الجديدة داخل المملكة وخارجها، وسلّط في هذا العمل - الذي أصدره أيضا على أشرطة كاسيت وأسطوانات «سي دي»- الضوء على تاريخ الدولة السعودية في مراحلها الثلاث منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود- رحمه الله تعالى - وحتى الدولة السعودية الثالثة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله تعالى- كما سرد تاريخ أبنائه الذين تعاقبوا على حكم المملكة، وسهروا على تطويرها وازدهارها، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله تعالى -. ودائما يؤكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز - يحفظه الله تعالى - على ضرورة احتضان الشباب وتنمية وعيهم وإنضاج وصقل شخصياتهم، وتبني إبداعاتهم ورعايتهم وتشجيعهم، وتقديمهم للمحافل الوطنية والدولية، وهذا ما حدا بنا بتوجيه من معالي الأستاذ الدكتور سعيد بن تركي الملة مدير جامعة شقراء وتشريفه لي وزميلي الدكتور عامر لدعوة سموه الكريم لتشريفنا في هذه الفعالية الثقافية المهمة التي تقيمها الجامعة في كلية المجتمع بالمدينة الجامعية. وقد سعدنا سعادة غامرة كما سعد أهالي شقراء وأهالي المحافظات التابعة لجامعتها بقبول صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز - يحفظه الله تعالى - لدعوتنا وتجشم سموه عناء السفر رغم بعد المسافة، وتشريفه لنا وإفادتنا ولو بقبس يسير ولمحة سريعة من علم سموه الغزير وثقافته الواسعة، وسوف تكون مداخلته القيمة محاضرة بعنوان (المرتكز الإسلامي للأنظمة السعودية) والله تعالى نسأل أن ينفع به وبجهوده المباركة الإسلام والمسلمين، وأن يحفظه من كل شر وسوء ويبقي سموه ذخرا لمملكتنا الحبيبة.