خلال زيارة معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة لمنطقة حائل، يوم السبت 3 ربيع الثاني 1433ه الموافق (25 فبراير 2012م)، كنت استمع لحوار إذاعة الرياض مع الدكتور نواف الحارثي مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل حول الزيارة والمشاريع الصحية في المنطقة، إضافة إلى مجموعة من أسئلة المواطنين، وقد شارك أحدهم بسؤالين، الأول عن الاهتمام والتركيز على إنشاء مستشفى جديد جنوب غرب حائل بسعة 300 سرير، بينما مستشفى شمال حائل 500 سرير ما زال متعثراً، فكان رد الدكتور الحارثي بما معناه أن تعثر مشروع لا يعني التوقف عن مشاريع أخرى، مؤكداً أن هناك إجراءً سيتم اتخاذه بخصوص المستشفى المتعثر، وبالمناسبة الدكتور الحارثي ما زال يسمى هذا المستشفى ب(التخصصي)! أما سؤالي الآخر فكان استفساراً: هل المستشفى الجديد في أرض الحرس سيكون بديلاً عن مستشفى حائل العام (القديم)؟ ولم يجب الدكتور الحارثي تحديداً عن هذا السؤال ربما لعدم وضوحه إنما تحدث عن المشاريع الصحية، وكيف حصلت المنطقة على 800 سرير. هنا لن أعلق على حديث مدير عام الشؤون الصحية حتى لا نقع في جدل لا طائل منه، إنما سيكون لي ثلاث وقفات حول زيارة الوزير، داعياً الله أن تكون ميمونة وناجحة واقعياً. الوقفة الأولى أن ما يهم كل مواطن في حائل أن يعرف الخطة التنفيذية الزمنية لكل المشاريع، التي أعلنها معالي وزير الصحة وهي: (مستشفى الولادة والأطفال بسعة 200 سرير بتكلفة 400 مليون، ومستشفى حائل العام بسعة 300 سرير بقيمة 260 مليون ريال، ومستشفى جنوب غرب حائل بسعة 300 سرير بقيمة 280 مليون ريال، ودعم استكمال مستشفى شمال حائل ب 172 مليون ريال، ودعم مستشفى الصحة النفسية ب 40 مليوناً، وثلاثة مستشفيات في محافظات الشنان والغزالة وموقق بتكلفة تصل إلى 100 مليون ريال، إلى جانب مراكز: القلب، والسموم والمختبرات، والعقم وأطفال الأنابيب، والكلى بسعة 60 سريراً، وكذلك 16 مركزاً صحياً بإجمالي يصل إلى 38 مليون ريال). هذه المشاريع الجبارة تمثل قفزة شاملة في الخدمات الصحية، ما يجعل المسئولية أعظم في تحويلها من أوراق التوقيع إلى أرض الواقع، بل يتطلب تشكيل (لجنة رقابة ومتابعة دقيقة) من قبل وزارة الصحة، وإمارة منطقة حائل، والمجلس البلدي في المنطقة، ومديرية صحة حائل، لأن حدوث أي تعثر في أي مشروع هو مؤشر فشل، وتكرار لحالات مماثلة، خاصة أن مستشفى شمال حائل (500 سرير) المتعثر بلغ من العمر سبع سنوات ولم ينُجز. ولعلي أشير هنا إلى اقتراح قدمه الإعلامي أنور المحيسن بوضع ساعة إلكترونية لكل مشروع تبين المدة الزمنية المتبقية لإنجازه. الوقفة الثانية تتعلق بمستشفى شمال حائل (500 سرير) المتعثر، ومعالجة مشكلة التأخر في إنجازه. فإن لم تخن الذاكرة، فما فهمته من حديث مدير عام الشؤون الصحية بحائل لإذاعة الرياض أن هناك إجراءً سيتخذ لأجل حل هذه المشكلة، وقد كنت أتوقع أن يُعلن عن هذا الإجراء بشكل مفصل، خاصة أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز واضحة بشأن تعثر أو تعطيل المشاريع الحكومية! غير أن الملفت في بيان المشاريع هو دعم استكمال المستشفى ب(172 مليون ريال)!! فهل هذا هو الإجراء؟ وهل مشكلة التأخير في المقاول أم في الاعتمادات المالية؟ أم في تغيير الخطة التنفيذية للمستشفى؟ بناءً على تغييرات في تصاميمه مثلاً، مع مراعاة أن الوزير أوضح أن التأخر أو التعثر بسبب رفع السعة السريرية للمستشفى من 300 إلى 500 سرير. أعود وأكرر المهم أن ترتبط العملية التنفيذية بخطة زمنية. الوقفة الثالثة والأخيرة تخص مستشفى حائل العام (القديم)، فهذا المستشفى الذي انتهى عمره الافتراضي منذ سنين جاء عنه في خبر زيارة الوزير الربيعة بالموقع الإلكتروني للشؤون الصحية بحائل، أنه تم وضع حجر الأساس له بواقع 300 سرير، حيث سيتم بناؤه في أرض الحرس العائدة إلى هيئة تطوير منطقة حائل، السؤال: ما مصير مباني وأرض هذا المستشفى الواقعة حالياً في وسط حائل؟ هل ستتخلى الوزارة عنها لصالح الهيئة؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب! فلماذا؟ وعلى أي أساس تمت هذه المقايضة؟ خصوصاً أن وزارة الصحة تستطيع تطوير هذا المستشفى لمراكز طبية متنوعة تخدم الأهالي من بحكم الموقع الإستراتيجي للمستشفى. [email protected] تويتر @moh_alkanaan