في الوقت الذي تعاني فيه العديد من دول العالم من أزمات مالية خانقة، تشهد مملكتنا الغالية بفضل الله وتوفيقه، ثم بسياسة وتوجيهات حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وفرة مالية ونهضة تنموية شاملة تغطي كافة جوانب الحياة، وقد شملت المشروعات التنموية الكبرى كل مدن المملكة، ونالت العاصمة الرياض القدح المعلى والنصيب الأوفر في إقامة هذه المشروعات العملاقة وفي مقدمتها «مركز الملك عبد الله المالي» هذا النموذج العمراني الفريد، والصرح الحضاري الشامخ، الذي يعد أكبر وأول مركز مالي من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط. فهذا المشروع التنموي الطموح يمثل علامة بارزة في الرياض، وهمة عالية تعانق السماء، لتعكس بكل جلاء ووضوح قوة الاقتصاد السعودي المزدهر، والمكانة البارزة للمملكة على مستوى العالم، باعتبارها من الدول المالية الكبرى، وإحدى مجموعة ال 20 التي تضم كبريات دول العالم التي ترسم خارطة السياسة الاقتصادية العالمية.فمشروع «مركز الملك عبدالله المالي» يعد مفخرة لكل مواطن سعودي، لأنه المشروع الأضخم الذي تمتلكه احدى مؤسسات الوطن الراسخة وهي «المؤسسة العامة للتقاعد» التي حرصت على إقامة هذا المشروع بأحدث المواصفات التقنية، وأرقى الخدمات الحديثة والمتطورة ليكون درة المراكز المالية العالمية، خاصة إذا وضعنا في الحسبان الموقع الاستراتيجي الهام الذي يتميز به المشروع في شمال الرياض، ومساحته الشاسعة التي تبلغ نحو 1.6 مليون متر مربع، والتي تفوق مساحة المركز المالي في بريطانيا، ليكون بذلك أحد المراكز المالية العالمية الرائدة نظراً لوجوده ضمن أكبر اقتصاديات المنطقة، وفي أهم عاصمة نفطية على مستوى العالم، مما يعزز الدور الريادي والقيادي للمملكة على المستويين الإقليمي والعالمي.جميعنا نترقب وبشغف افتتاح هذا المشروع العملاق قريباً، والجهات المالكة والشركات المنفذة تسابق الزمن وتعمل ليل نهار من أجل إكماله وفق ما خطط له، لتزدان سماء الرياض بأبراج مركز الملك عبد الله المالي الذي سيضم 70% من المؤسسات المالية، منها المقر الرئيسي لهيئة سوق المال، وجهاز السوق المالية (تداول)، وأكاديمية مالية متميزة، ومقارللعديد من البنوك والشركات والمؤسسات المالية العالمية، مع توفير خدمات ومرافق متعددة منها فنادق راقية، وحي سكني متكامل، وأماكن متميزة للأنشطة الترفيهية والرياضية،مثل إضافة نوعية للنهضة العمرانية بالرياض، ومعلماً حضارياً بارزاً في المنطقة ككل.كما يتميز المركز ولأول مرة بالمملكة بوسائل نقل حديثة من خلال قطار (المونوريل) الذي يتيح لجميع العاملين ومرتادي المركز المالي التنقل داخل المركز بواسطة هذا القطار الحديث والمتطور بكل سهولة ويسر في سباقة حضارية متميزة ستكون نموذجاً رائعاً يحتذى به في تنفيذ أي مدن أو مخططات سكنية بالمملكة مستقبلاً. فضلاً عن دور هذا الصرح في توفير فرص وظيفية هائلة للشباب السعودي تقدر بأكثر من 75 الف وظيفة تساهم في حل واحدة من أهم القضايا الملحة التي تواجه الدولة التي تسعى جاهدة إلى خلق المزيد من الفرص الوظيفية للشباب. نتمنى جميعا أن انطلاقة «مركز الملك عبد الله المالي « ليكون مركزاً مالياً وتجارياً مزدهراً وهاماً في المملكة يساهم في توفير العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة للقطاع الخاص، ويساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الشاملة وتنويع مصادر الدخل.