افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة الرئيس الفخري للجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية أمس المؤتمر السعودي الرابع للصحة الإلكترونية لعام 2012م، الذي تنظمه الجمعية بالتعاون مع الشؤون الصحية بالحرس الوطني وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال بالرياض. وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى معالي مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي كلمة رحب فيها بسمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز والحضور. وأوضح أن تنظيم المؤتمر مكمل لجهود واهتمام الجامعة في تطوير مجال المعلوماتية الصحية والإسهام في إنجازاتها التي كان من أهمها تخريج خمس دفعات في برنامج الماجستير في المعلوماتية الصحية تجاوز عددهم ثمانين خريجاً وخريجة، واستحداث برنامج بكالوريوس في نظم المعلومات التحق به ثلاثة وعشرون طالباً، وموافقة مجلس التعليم العالي على إنشاء مركز للمعلوماتية الصحية بالجامعة. بعد ذلك ألقى معالي وزير الصحة عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة كلمة قال فيها: انطلاقاً من خطط التنمية المتتالية والإستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية في المملكة وتنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالاهتمام بصحة المواطن، قامت وزارة الصحة بوضع إستراتيجية للسنوات العشر القادمة التي بنيت على المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة الهادف لإرساء مبادئ العدالة والشمولية وسهولة الوصول للخدمة والتوازن بين مستويات الرعاية الصحية والاهتمام ببرامج الجودة والسلامة وركزت على وضع معايير علمية مدروسة بنيت عليها هذه الإستراتيجية لتحقيق أهدافها، مبيناً أن وزارة الصحة وهي تعيش حراكاً كبيراً في كل إداراتها وبرمجها تقوم بتطوير برامجها الإدارية والمالية والفنية والتقنية والرقابية وتسعى لنشر مفهوم الشفافية والنزاهة والحوار والعمل المؤسساتي. وأوضح أن الوزارة أولت عناية بتقنية المعلومات لدورها الريادي في إستراتيجيتها وجعلها عاملاً رئيساً لتحقيق أهداف الوزارة مثل رعاية المرضى وربط مقدمي الخدمة بمختلف مستويات الرعاية الصحية وقياس أداء تقديم الخدمة الصحية وتحويل تقديم الرعاية الصحية بما يواكب المعايير العالمية وغيرها من الأهداف المهمة. وأفاد أن وزارة الصحة اعتمدت إستراتيجيتها الإلكترونية وبدأت في تنفيذها ومن ثم تعميمها على الجميع انطلاقاً من دورها المناط بها حيث نفذت العديد من مشاريع البنى التحتية وبدأت بإنجاز عدد من المشروعات الوطنية الكبرى مثل المشروع الوطني الإلكتروني لمراقبة الأمراض المعدية الوبائية «حصن» والمشروع الوطني الإلكتروني لمراقبة السموم «أوتار» والمشروع الوطني لنظم المعلومات الصحية والذي قامت الوزارة بتطويره وامتلاكه بالإضافة إلى العديد من المشروعات الأخرى، التي سوف تطلق قريباً لخدمة مختلف القطاعات الصحية وعلى رأسها نظام الإحالة الوطني «إحالة». عقب ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحة الدكتور ماجد بن محمد التويجري كلمة أشار فيها إلى اكتساب المؤتمر أهمية خاصة كمؤتمر علمي متميز يطرح أهم موضوعات الصحة الإلكترونية بالعالم بشكل عام وبالمملكة بشكل خاص. وقال: يأتي المؤتمر الرابع بعد النجاح الكبير الذي شهده المؤتمر في دوراته الثلاث السابقة في أعوام 2006 و2008 و2010م، بمشاركة مختصين لتأكيد أهمية الصحة الإلكترونية بل ودليل نجاح للجمعية لتنظيم مؤتمر أصبح اليوم من المؤتمرات العالمية في هذا المجال. وأشار إلى اختيار الشؤون الصحية بالحرس الوطني الحاصلة على جائزة الشرق الأوسط للتميز في الملف الصحي الإلكتروني ومستشفى الملك فيصل التخصصي الذي حصل على تقييم المستوى السادس من سبعة مستويات عبر تقييم الجمعية الأمريكية الهيمس وهو مستوى لم يصل إليه 90% من مستشفيات الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأخيراً وليس آخر وقع الاختيار على مدينة الملك فهد الطبية التي خطت خطوات مهمة في مجال الصحة الإلكترونية خصوصاً في تطبيقات الصحة الإلكترونية المتنقلة، وتم تخصيص أجنحة في المعرض لهذه الجهات الثلاث لعرض تجاربها المتميزة لتستفيد منها باقي القطاعات الصحية. وثمن الجهود التي بذلتها وتبذلها جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية لاعتمادها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، تخصص المعلوماتية الصحية حيث دفعت بأكثر من ثمانين خريجاً وخريجة، وتحتفل الجامعة بقبول أول دفعة لطلبة البكالوريوس في نظم المعلومات الصحية في الجامعة. إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز كلمة نوّه فيها بمضامين المؤتمر الذي خصص الجلسة الأولى لاستعراض المراحل التي تم إنجازها في مشروع «موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي» التي ستخدم أكثر من 300 مليون مواطن عربي في مختلف الدول العربية وفي غيرها ممن ينطقون بالعربية. وقال سموه: إن المملكة لا تعمل بمعزل عن التغيرات المستحدثة في التقنية ونظم المعلومات على المستوى العالمي والإقليمي، وإنما تسعى بإصرار إلى استخدام تطبيقات التقنية الحديثة في كافة المجالات، ومنها المجال الصحي استجابة لجهود الدولة الطموحة من أجل التوجه إلى التعاملات الإلكترونية في جميع قطاعاتها. وسأل سموه الله العلي القدير أن يحقق المؤتمر الآمال المعقودة عليه، وأن يكون فيما يعقد من مؤتمرات في هذه المجالات عونًا للمتخصصين في المجال الصحي للعمل على تطوير هذا القطاع الحيوي تحقيقاً لتطلعات قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظهما الله-، مقدماً سموه شكره لكل من أسهم في فعاليات المؤتمر، متمنيًا للجميع التوفيق. بعدها شاهد سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز والحضور عرضاً مرئياً عن مشروع «موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي» التي تخدم العالم العربي. وفي ختام الحفل تسلّم سموه درعاً تذكارياً بهذه المناسبة. عقب ذلك افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز المعرض المصاحب للمؤتمر السعودي الرابع للصحة الإلكترونية، حيث قام سموه بقص الشريط إيذاناً بافتتاحه ثم تجول والحضور في أقسامه. وقد أدلى سموه بتصريح صحفي أكد فيه أهمية تفعيل التقنية الإلكترونية في المجال الصحي والاستفادة من المجالات المتاحة بما يسهم في تطوير بيئة العمل والرقي بها. وبيّن سموه أن مشروع «موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي» هي تعريف لكل مواطن ويُمكنه الاستفادة منها، كما أنها مرتبطة بجهات دولية علمية.