منذ إطلاق موقع «لينكد إن» (LinkedIn) للتواصل المهني عبر شبكة الإنترنت سنة 2003م، كان واضحًا أن التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت بإمكانه أن يساعد المرشحين للوظائف وجهات التوظيف على التفاعل. إلا أن المواقع المخصصة أكثر للمرح مثل تويتر (Twitter) و»فيس بوك» (Facebook) و»يوتيوب» (YouTube)، وحتى موقع «بينتيرست» (Pinterest)، بدأت تتحوّل إلى وسائل قيّمة بالنسبة للباحثين عن عمل. وأذكر أنني بصدد نشر كتاب في أيار (مايو) بعنوان «كيف تتحوّل إلى صيْد ثمين» (Becoming a Rare Find)، وهو كناية عن كتاب إلكتروني يستكشف أكثر التقنيات فعاليةًً المستخدمة اليوم في البحث عن وظيفة. وبطبيعة الحال، غالبًا ما تُستخدَم هذه القنوات الاجتماعية الجديدة، التي تؤدي إلى التوظيف، في مجالات يوجد فيها الباحثون عن عمل وجهات التوظيف على شبكة الإنترنت بشكل متواصل. ويُشار في هذا الصدد إلى أن برمجة الحاسوب، وتنظيم الحملات السياسية، ووسائل التواصل الاجتماعي بحد ذاتها، هي خير أمثلة توضيحية. إلا أن اللائحة في اتساع مستمر. فقد شهدنا أمثلة تمكنت فيها مطاعم فاخرة من العثور على رئيس طهاة، ونجحت وكالات إعلان في استخدام باحثين، وتوصلت دور نشر إلى اختيار مؤلفين، وذلك من خلال موقعي «فيس بوك» و»تويتر». ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه المواقع تسهم في إعادة إطلاق ثلاث عادات تقليدية مستخدمة في البحث عن عمل وتسهّل بالتالي القيام بها وتزيد فعاليتها أكثر من أي وقت مضى. وتشمل هذه العادات: تكوين قائمة معارف أفضل. وتعد عملية جمع بطاقات العمل خلال المؤتمرات ولقاءات التعارف عملاً محرجًا ومرهِقًا. وأما موقع «تويتر»، فيمنح في المقابل بديلاً أفضل، حيث إن العديد من جهات التوظيف والمطلعين عن كثب على متطلبات المجالات يوجدون على الموقع ويتبادلون الإعلانات عن وظائف شاغرة والمستجدات في المجال الذي يعنيهم. استعراض محفظة أعمالك المنجزة على نطاق أوسع.. تعد المواقع الناشطة جدًا مثل «يوتيوب» و»بينتيرست» مكانًا مثاليًا لاستعراض أفضل أعمالك بغض النظر عن مجال تخصصك. هذا وتجوب جهات التوظيف بشكل متزايد شبكة الإنترنت بحثًا عن أفضل المرشحين للوظائف. ويعدُّ القيام بذلك أكثر فعالية من اللجوء إلى الإعلانات العامة عن الوظائف التي تستقطب مئات الردود من مرشحين ذوي مهارات أقلّ من عادية. النجاح في استدراج طلبات مقابلات..لا تستطيع جهات التوظيف أن تتواصل فرديًا مع كل مرشّح قد يكون جديرًا بالوظيفة. كما أن ترتيبات تحديد موعد لمقابلة تنطوي على ما يكفي من الصعوبات إلى حدّ أن المرشحين ذوي الحظوظ الضئيلة يتم تجاهلهم بشكل فوري. إلا أن تصفح مجالس الدردشة أو صفحات «فيس بوك» بحثًا عن مرشحين ديناميكيين في المقابل بالكاد يستهلك وقتًا. ولا بد للباحثين عن عمل أن يرسخوا حضورهم في وسائل التواصل الاجتماعي مع التنبه للأمور التي قد تسعى جهات التوظيف لمعرفتها عنهم. وحتى إن الباحثين غير الاعتياديين عن العمل الذين يقومون بذلك بإمكانهم أن يتركوا «انطباعات ما قبل أولى» رائعة. وهذه الخطوة الاستباقية قد تتبلور إلى فرص كثيرة لتحقيق انطباع أول رابح خلال مقابلة شخصية أو عبر الهاتف. (*) (جورج أندريس.. هو مؤلف أربعة كتب عن مجال الأعمال ومن ضمنها: «الصيد الثمين: العثور على موهبة استثنائية قبل الجميع»)