أوضح الباحث الفلكي ملهم محمد هندي بجامعة الملك عبد العزيز أن سبب الانفجار الشمسي الذي حصل الثلاثاء الماضي يعود لظهور بقعة شمسية هي الأكبر خلال 11 سنة الماضية، وسبب ظهورها دخول الشمس في دورة شمسية جديدة، حيث تمر الشمس خلال الدورة في فترات نشاط تزداد فيها البقع الشمسية وفي فترة خمول تنعدم أو يندر وجود البقع الشمسية، والبقع الشمسية عبارة عن منطقة تيارات مغناطيسية تنخفض بها درجة الحرارة عن المناطق المحيطة بها لذلك تظهر كبقعة سوداء على سطح الشمس، وبسبب التيارات المتقطعة للمجالات المغناطيسية لهذه البقع قد تسبب انفجارات كبيرة تفوق قوتها جميع القنابل النووية المصنوعة من البشر مجتمعة. وأضاف هندي أن هذا ما حدث يوم الثلاثاء الماضي حيث أدت البقعة الشمسية التي ظهرت مؤخراً بانفجار شمسي صنف على مقياس الانفجارات الشمسية بX5 وتم رصد وتصوير الانفجار عبر القمر الأوربي SOHO المتخصص في رصد الظواهر الشمسية، كما تم رصده عبر المرصد الدولي الوحيد خليجياً مرصد جامعة الملك عبد العزيز، وأدى الانفجار إلى بعث صدمة إلكترونية محملة بشحنات بسرعة تفوق 4 ملايين كلم في الساعة نحو كواكب المجموعة الشمسية وتستقبل الأرض في هذه الأيام الموجات الارتدادية للانفجار، ولن يكون لها تأثير أو خطر مباشر على حياة الناس حيث إن الله سبحانه وتعالى جعل حول الأرض مجالاً مغناطيسياً لحماية الأرض من مثل هذه الانفجارات، وكميات ضئيلة ممكن تصل للأرض كما حصل في عام 1969م حيث أدى انفجار أقوى بخمس مرات من الانفجار الحالي بقطع الكهرباء لمدة 7 ساعات في كندا، ولكن مع تطور الأجهزة الحديثة قللت من هذه الآثار حالياً على المحطات، وغالباً تأثير هذه الانفجارات يكون على الرادارت الإلكترونية في الأقمار الصناعية مما يؤثر في الاتصالات المتصلة بها ويؤدي إلى تشويش متقطع، أما الظاهرة الفلكية المشاهدة من الأرض المرتبطة بالانفجارات الشمسية هي ظاهرة الشفق القطبي، حيث بسبب المجال المغناطيسي للأرض تدخل الشحنات المنبعثة من الشمس إلى الطبقة الأيونية في الغلاف الجوي للأرض فتتأين الشحنات لتظهر تشكيلات لونية رائعة جداً ولا يمكن رصد هذه الظاهرة سوى في قطبي الأرض الجنوبي والشمالي فقط.