وقعت الهيئة الملكية للجبيل وينبع أمس الأحد أربع اتفاقيات، لبرنامج العمل مع شركائها في مدينة رأس الخير الصناعية، مع كل من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، والمؤسسة العامة للموانئ، وشركة التعدين العربية السعودية (معادن)، وشركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق)، حيث تنص بنود هذه الاتفاقيات على تسلم الهيئة الملكية لعدد من المواقع لتتولى فعليًا عمليات التطوير والإدارة لكامل المدينة الصناعية الجديدة، وستبدأ الهيئة بتوفير الخدمات الأساسية وأعمال التشغيل والصيانة للمرافق الخدمية في مدينة رأس الخير. وقال صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل: إن الهيئة تمكنت في مدة وجيزة من إعداد خطة عامة لمدينة رأس الخير لتحدد مسار التنمية الصناعية والاقتصادية لهذه المدينة، تتمثل في تحويل المملكة إلى محور إستراتيجي في مجال التعدين ومنافس عالمي في أسواق هذه الصناعة. وأوضح: إن هناك ستة وعشرين عقدًا تختص بأعمال مدينة رأس الخير الصناعية، منها ما تم ترسيته، ومنها ما هو تحت الترسية، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لهذه العقود أكثر من خمسة مليارات ريال. وأضاف سموه: التعدين أصبح خيارًا إستراتيجيًا للمملكة، حيث رصدت مليارات الريالات للبنيه الأساسية في رأس الخير وغيرها من المدن، وأضاف: بوجود الشركاء الإستراتيجيين سوف نحقق نجاحات ملموسة نحو المستقبل، موضحًا سموه أن الاتفاقيات ليست مشاريع، بقدر ما هي خطة عمل وتكامل، ووضع برامج للتنفيذ بين الجهات الحكومية، فالاتفاقيات هي طريقة التعامل مع الجهات الحكومية المختلفة في تنفيذ مشاريعها في رأس الخير. وفيما يخص الاستثمارات في رأس الخير قال سموه: هناك استثمارات بأحجام كبيرة جدًا في رأس الخير للصناعات الأساسية، وبالتالي أيضًا الصناعات التحويلية لأنّ الصناعات الأساسية تولد صناعات تحويلية وهذا ما تعمل الدولة على تنفيذه، وعن البدء أوضح سموه: هناك خطط طموحة، وبرامج لقطاعات مختلفة من أجل إقامة البنية الأساسية، ويوجد صناعات قائمة من قبل شركة معادن بدأت بالإنتاج وهي الفوسفات، وأيضًا صناعة الألمنيوم تحت الإنشاء، مضيفًا: نحن الآن نعمل على إنشاء البنية التحتية للصناعات التحويلية، وهناك نتائج جيدة ضمن برنامج زمني التزم فيه جميع الشركاء. وحول وجود مدينة إسكانية في رأس الخير أوضح سموه أنه خلال الفترة الحالية ستكون مدينة الجبيل رافدًا للمنطقة من ناحية الإسكان، حتَّى يتم تخطيط منطقة صناعية وبوجود شبكة طرق ممتازة تربط الجبيل برأس الخير واختصار المسافة إلى 70 كيلو مترًا، على أن يتم تخطيط منطقة سكنية في رأس الخير. من جانبه قال المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء: سوف تقام أكبر محطة تحلية حتَّى تاريخه، تنتج مليونًا وخمسة وعشرين ألف متر مكعب يوميًا، وسوف يغذي منها 800 ألف متر مكعب مدينة الرياض، والكهرباء 2600 ميغا وات وهي أيضًا من محطات التوليد الكبيرة جدًا، وسوف تحصل معادن على نصفها والنص الآخر للشركة السعودية للكهرباء لتوزيعه على أرجاء المملكة. وحول شبكة الطرق الموصلة لمدينة رأس الخير قال وزير النقل جبارة الصريصري: الطرق التي تربط بين هذه المدينة الاقتصادية الواعدة، وباقي المدن القريبة منها سوف تكون خطوطًا متكاملة، والخطوط المفردة سوف يعاد رفع مستواها لتكون طرقًا مزدوجة أو حتَّى طريقًا سريعة. واستمع شركاء الهيئة والحضور إلى شرح من الرئيس التنفيذي لمدينة الجبيل الدكتور مصلح العتيبي، حيث قال: استطعنا وضع خطة عامة للمدينة تخدم التوسعات المستقبلية في الصناعة التعدينية، وفيها من المرونة الكثير جدًا حتَّى تستطيع تلبية طلبات الشركات الصناعية، لذا فهي في تحديث مستمر، والهيئة الملكية للجبيل وينبع قد أرست 14 عقدًا، بقيمة 1.661 مليار ريال، ويوجد 12 عقدًا تحت التجهيز بقيمة 3.477 مليار ريال وكلها تتمتع باعتمادات مالية. وأوضح أن مجموع العقود 26 عقدًا بقيمة 5.138 مليار ريال. وحول مشاريع شركة معادن في رأس الخير قال المهندس خالد المديفر الرئيس التنفيذي للشركة: إنه تم استثمار 60 مليارًا في رأس الخير مقسمة إلى 20 مليارًا لمشروع الفوسفات و40 مليارًا في مشروع الألمنيوم، وقال: ما تم إنفاقه على البنية التحتية حوالي 1.800 مليار ريال منها 600 مليون للإسكان، والباقي للبنية التحتية، وما يخص الفوسفات فبدأ الإنتاج الأشهر الماضية، وقطعنا شوطًا كبيرًا في الألمنيوم وسيبدأ الإنتاج في الربع الأول لعام 2013 م، وقال: سيتم تصميم ميناء صناعي متكامل للمدينة. من جهته أكَّد المهندس ثامر بن سعود الشرهان الرئيس التنفيذي لشركة مرافق على التزام الشركة بمسئولياتها تجاه رأس الخير وإتمامها لكافة المشاريع المنتظرة في وقت قياسي. وقع الاتفاقيات الأربعة صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وكل من المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء، والمهندس عبد العزيز التويجري رئيس المؤسسة العامة للموانئ، والمهندس خالد المديفر الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية (معادن)، والمهندس ثامر الشرهان الرئيس التنفيذي لشركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق). بحضور الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل، والدكتور محمد الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط، والدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، والمهندس عبد الله السيف رئيس مجلس إدارة شركة معادن، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة الملكية للجبيل وينبع وعدد من المسئولين في الجهات ذات العلاقة.