بصراحة رغم التفاؤل المصحوب بالحذر إلا أن الواقع فرضَ نفسه وخرج المنتخب الذي لم يكن في يوم من الأيام مقنعاً لا في الأداء ولا حتى في مستوى لاعبيه. لقد واصلت الرياضة السعودية مسلسل إخفاقها والذي كان متوقعاً عطفاً على المعطيات التي لم تكن مبنية على أسس سليمة أو إستراتيجية واضحة. لقد استطاع الواقع والمنطق أن يفرض نفسه في ظل غياب كامل لعمل منهجي واحترافي من الأساس، نعم خسرنا خسارة مذلة من منتخب لعب بالصف الثاني وليس الأول وهذا دليل دامغ على أننا نعيش في أسوأ زمن رياضي في بلادنا. قد تكون الهزيمة نعمة من الله لأن الفوز والذي كان مستحيلاً لو أنه حدث سيكون مخدراً لكوارث أكبر في المستقبل والمشكلة أن لا المنتخب الأول مقنع ولا حتى المنتخب الأولمبي يجعلنا نأمل في مستقبل مشرف.. لقد خرجنا من تصفيات كأس العالم قبل التصفيات النهائية وخرج المنتخب الأولمبي في التصفيات قبل الجولة الأخيرة وماذا بعد؟؟ ماذا بقي لمسؤولي المنتخبات أن يقولوا ويمكن أن يكون لديهم في أجندة مقنعة لبقائهم في مناصبهم. لقد حذرت وتحدثت أن الرياضة السعودية في مهب الريح بسبب من يفضل مصلحته الشخصية على مصلحة بلده والبعض منهم لديه احترافية عالية في الإقناع والتخدير للرأي العام على وزن كل شيء تمام ياريس. كأس الأبطال ومعسكرات الأندية بعد أن ودعت جميع منتخباتنا المنافسات القارية والعالمية يبقى الأمل في الله سبحانه ثم في الأندية الثلاثة التي سوف تمثلنا في كأس الأبطال وهي الاتحاد والهلال والأهلي والتي أقامت معسكراتها في دولة الإمارات الشقيقة في ظل غياب كامل لنجومها المتواجدين في المنتخب الأول.. لقد عادت تلك الأندية هذا الأسبوع وستبدأ منافساتها في بطولة القارة الأسبوع القادم في السادس من الشهر الميلادي الحالي تحديداً.. ولكن السؤال المهم هل تستطيع هذه الأندية ولو واحد منها على الأقل أن يعوّض إخفاقات الكرة السعودية ورغم أني أشك في ذلك لأن جل العناصر الفنية للكرة السعودية فقيرة بل فقيرة جداً وأصبحت الأندية غير قادرة على تقديم التميز لنفسها أو تقديم العناصر المشرفة للمنتخب وإذا ما أدركنا أن الأساس دائماً هو الأندية وعملها الاحترافي إلا أن المشاكل المتراكمة لدى الأندية والتي تتهم من خلالها الاتحاد السعودي ولجانه وبخاصة في الأمور المادية والفجوة الكبيرة الواضحة بين الطرفين هي أحد عوامل التراجع على مستوى المنتخبات والأندية والسؤال المستمر.. من يغيّر الوضع ومن يجد الحل وكذلك من يتخذ القرار فهل ننتظر قراراً سياسياً من القيادة ليتم تغيير كل شيء لما فيه مصلحة الرياضة بصفة عامة وهذا ما عوّدنا عليه قادتنا - حفظهم الله -. هبوط الطرح الإعلامي قد لا يتخيّل أحد أو يتصور أن يصل الطرح الإعلامي الرياضي في يوم من الأيام لما وصل إليه اليوم بعد ما أصبح هناك طرح من أشخاص أقل ما يُقال عنهم وصفهم بالرعاع أو المقززين وهذا التصنيف أو النعت ليس من باب المبالغة ولكن بالفعل هناك قنوات حديثة العهد في الساحة تبحث عن نفسها بعدما خفت بريقها واصبح عدد المشاهدين لا يتعدى أصابع اليد الواحدة لم تجد وسيلة ممكن أن تعود من خلالها إلا من خلال برامج هابطة وقد تكون بدون معنى فقط للتهريج ومضيعة الوقت وبلغة هابطة وساذجة ولا يمكن أن تصدر إلا من الأشخاص المخصصين لهذه المهمة العقيمة والتي لقيت استهجاناً من بعض من شاهدوها.. لقد سمعنا عنها ولم نشاهدها ولله الحمد فقد لا يتشرف العقلاء في متابعتة من يطرح مثل تلك السخافات.. أعتقد صاحب فكرتها أو من قام بتنفيذها أنه عاد ولم يدرك أنه يعمعم لوحده. نقاط للتأمُّل خروج المنتخب كان متوقعاً ولكن غير المتوقع هو الهزيمة المذلة التي حلّت ولن تُنسى بسهولة.. انهيار المنتخب في أقل من 5 دقائق يدل على عدم مقدرة الكادر الفني على التعامل مع المباراة. أعتقد أن المدرب (ريكارد) مسير أو أنه لا يعرف إمكانية لاعبيه والدليل إصراره على استمرار بعض اللاعبين في لقاء أستراليا. البيان الصادر من الاتحاد وحله لا يتعدى سوى امتصاص غضب الشارع الرياضي ولكن الواجب ابتعاد وإبعاد جميع من واصل الفشل وشارك به. يعود الدوري من جديد بمعنويات هابطة بل محبطة وقد يعود الدوري بصورة سيئة جداً. هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟! سؤال يوجهه لمن يريد أن نعود كما كنا. الشارع الرياضي لدينا يغلي والكل زعلان فهل يكون هناك قرارات تريح وتقلل من هذا الغليان وتقنع الرأي العام بالمستقبل المنتظر. إذا كان المتخب القوي يأتي ويتكون من أندية قوية بالفعل فماذا نسمي المنتخب اللبناني؟! ما تحدثت به مؤخراً وما كتبته اليوم لم يكن من صندوق الوارد بل من صندوق القلب الذي احترق قهراً، ونلتقي عبر جريدة الجميع.. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.