اهتمت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بتعليم القرآن الكريم للأبناء والبنات، في حلق المساجد، والدور النسائية المدارس، والمعاهد، والكليات المتخصصة، والجمعيات وأنفقت عليها الأموال الطائلة، ودعمتها بشتّى أنواع الدعم إيمانًا والتزامًا منها بهذا الواجب الشرعي تجاه كتاب الله الذي هو دستور حياتها، ونبراس منهجها الذي بنيت وتأسست عليه منذ ذلك العهد. وقد شهد تعليم كتاب الله في الحلق والجمعيات والمدارس مضاعفة في الأعداد، وتطورًا في الأداء والأساليب مما يؤكد النهج المبارك لهذه البلاد في ربط الناشئة منذ نعومة أظافرهم بكتاب الله، حيث أنشئت أول حلقة للتحفيظ قبل حوالي ستين عامًا تتابعت فيما بعد لتصل حاليًا إلى (13) جمعية رئيسة تفرع منها (144) فرعًا، في مختلف المدن والمحافظات والمراكز والقرى يدرس بها (729447) طالبًا وطالبة، منهم (348413) طالبة يدرسن في (37984) حلقة، منها (19170) حلقة خاصة بالطالبات. وكشف تقرير إحصائي صادر عن الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن هناك حلقات قرآنية أخرى كجمعية الأمير سلطان الخيرية يبلغ عدد الدارسين فيها (15815) طالبًا وطالبة، كما يدرس في حلقات السجون ودور الملاحظة (4998) دارسًا ودارسة، أما حلقات الدفاع المدني، فيدرس بها (1581) طالبًا، كذلك يدرس في حلقات المدارس والمراكز الخاصة ما مجموعه (4994) طالبًا وطالبة. وقد حظيت الحلقات القرآنية في المساجد، وكذا مدارس، وجمعيات التحفيظ، والدور النسائية لتعليم القرآن الكريم وحفظه وتجويده وتفسيره، باهتمام ولاة والأمر وعنايتهم ودعمهم.. وجاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- بدعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمائتي مليون ريال دلالة واضحة على حسن الرعاية والاهتمام بأهل القرآن وما سبق ذلك من دعم وتقديم امتيازات وتسهيلات كثيرة لهذه الجمعيات من الحكومة الرشيدة الراشدة -وفقها الله- منها صرف إعانة سنوية لكل جمعية، ومنحها الأراضي لإقامة مقر عليها، وتخفيض رسوم الكهرباء على مقار الجمعيات، ومنح الدور النسائية أراضٍ لإقامة مقرات لها. وإضافة إلى هذا الدعم المادي فإن الجمعيات تحظى عند إقامة احتفالاتها بتخريج طلابها من حفظة كتاب الله على مدار العام في المدن والمحافظات والقرى برعاية ومشاركة أمراء المناطق هذه الاحتفالات، ومشاركة أولياء الأمور، والطلاب أفراحهم بمناسبة إتمام الأبناء والبنات حفظ كتاب الله، بل إن هذا الاهتمام من أمراء المناطق بأهل القرآن توج بتخصيص الكثير منهم جوائز بأسمائهم تحفيزًا وتشجيعًا لأبناء هذا البلاد الطيبة من البنين والبنات نحو الإقبال على القرآن الكريم، حيث يقدمون جوائز مالية سخية للفائزين بالمسابقات القرآنية التي تقام سنويًا في كل منطقة.