ما أجمل وأروع أن يدوم الحب والوئام بين الزوجين عندما يكبران ويتقدم بهما قطار العمر، حينما يعرف كل منهما واجبه تجاه الآخر، ويدرك عظم ومكانة هذا الأمر في القلب لكي تدوم السعادة الحقيقة التي ينشدانها منذ أول وهلة رأى فيها كل منهما الآخر.. وكلما كانا جنباً إلى جنب وحرصا على تقدير بعضهما استمر الود والتقدير والاحترام؛ ولن يستمر هذا الأمر بينهما إلا عندما يضع الزوج والزوجة بالحسبان بين أعينهما ما يجب أن يقوما به من مسؤوليات داخل بيت الزوجية وخارجه، إضافة إلى الصبر والتحمل والتغاضي عن بعض الهفوات والتقصيرات التي تحدث في الحياة.. مدركان أن الكمال لله سبحانه وتعالى وأن البشر لابد أن يعتري عملهم وكل شئون حياتهم قصور؛ فالزوج يقدر ما تقوم به زوجته من أعمال منزلية واهتمام بالأولاد تربية وتعليماً، وما تتعرض له من نفسيات ومن ذلك الحمل والولادة وأثناء الدورة الشهرية وهلم جر من متاعب الحياة التي تعترض طريقها وتعكّر صفو جوها، ويكون معيناً لها على نوائب الدهر ومشجعاً لها على تحمل مصاعب الدنيا وما فيها من منغصات، بل ويشكرها ويكافئها على كل مجهود تقوم به ولو بكلمة جميلة تهدئ من روعها وتجبر بخاطرها، وجميل أن يقوم بتقديم هدية لها ولو كانت بثمن بخس، المهم أن تكون هدية تؤلف القلوب وتجمع شتاتها، وتحسس الزوجة بقيمتها، وأن هناك من يهتم بها ويقدر ما تقوم به داخل بيتها وخارجه من حفظ الزوج والبيت عموماً في غيابه وحضوره خاصة إذا علمنا أن المرأة كيان عظيم وأمة من الصعب أن يستغني عنها الرجل مهما كانت الحياة وهذا أمر حقيقي لا أحد ينكره شئنا أم أبينا، إذ إن وجود المرأة في حيتنا أمر ضروري ولا غنى لنا عنها فهي جنة الدنيا ومتاعها وحلاوتها ونورها البهيج الذي يملأ الكون حبّاً وحناناً وعطفاً وراحة وطمأنينة.. وكم هو رائع من الزوج أن يكنّ لها الاحترام والتقدير ويحرص على إرضائها وعدم التعرض لها بسب أو شتم أو اعتداء عليها بالضرب، كما يفعل البعض هداهم الله، وعلى النقيض يجب على المرأة أيضاً الوفاء بحق زوجها كاملاً والحرص الشديد مع المتابعة على القيام بما أوجبه الله عليها تجاهه بحفظه في السر والعلن وحفظ بيته بغيابه وتلمس حاجاته والتماس الأعذار له، والصبر على كل ما يأتيها منه، وتحمّل غيابه المتكرر عن البيت غير الملفت للنظر، فلربما أن هذا في صالحها وصالح أبنائها، واحترام أهله، والتخفيف عنه بالكلام الجميل واللمسات الانية التي تحسسه بأهميته، واستقباله أحسن استقبال هيئةً وترحيباً ووقاراً حين عودته للمنزل وهذه من أجمل الأشياء التي يحتاجها الزوج من زوجته، وكذلك تهيئة الجو المناسب له داخل المنزل ليجد الراحة في بيت يسوده الحب والتقدير بين زوجة مطيعة طيبة بأخلاقها وتعاملها، وأولاد ينتظرون عودته شوقاً له وحصراً على الجلوس معه في مجلس عائلي شعاره الحب العظيم والأمن والأمان في ظل أمّ وأب حانيين رؤوفين جمعهما الحب وسار بهما إلى بر الأمان حتى أصبحا زوجين رائعين متفاهمين، وبهذا يعيشان في رغد، وهذه رسالة أوجهها عبر هذا المنبر النيّر لكل زوجين يحرصين على استمرار عش الزوجية ويرغبان بالعيش مع بعضهما في بيت تملؤه السعادة والحب لعلها تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية، وإذا فعلا ذلك وقاما به حق القيام عاشا بسعادة ولذة بالدنيا والآخرة. الرس