لم تكتف السيدة «م. القحطاني» بقيادة السيارة في منطقة عسير، بل تجاوزت ذلك إلى تدريب إخوتها الذكور على القيادة. وتبقى هي، ومنذ أن كان عمرها عشرة أعوام، السائقة التي تخرّج على يديها إخوةٌ هم الآن في مناطق أخرى طلباً للرزق. ومنذ أن تعلمت القيادة داخل مزرعة والدها بمدينة أبها، بدأت المهام القيادية تكبر مع الوقت حتى خرجت من إطار المنطقة إلى القيادة باتجاه مناطق بعيدة عن مزرعة والدها، حيث قادت بأسرتها في أكثر من رحلة من أبها إلى العاصمة لتقطع نحو1100 كلم عبر صحراء الربع الخالي. وحسب جريدة الرياض، لم يكن السفر إلى العاصمة عبر الصحراء تجربتها الوحيدة، بل أنها أخذت أسرتها نحو مكةالمكرمة للحج، واجتازت أودية وجبالاً لا يجتازها إلا من تمرست يداه على القيادة وخبر أسرارها. - سلّم لي على هالقحطانية والله! هكذا علق أحد القراء. وعلق آخر: - لو أنها هلكت، هي ومرافقوها في صحراء من صحارينا القاحلة، من سيتحمل ذنبهم؟! هل سيتحملها أولئك الذين لم يفكروا جدياً بحاجة بعض نسائنا إلى قيادة السيارة؟! ومهما يكن من أمر، فإن هناك من السيدات اللواتي يعشن في ظروف بيئية صعبة، لا يخفن من صحاري أو أودية، ولا ينتظرن أحداً لكي يسمح لهن بمكابدة هذه المصاعب.