في ليلة من ليالي الوفاء والليالي الجميلة التي لن ينساها الوسط الثقافي والفني والإعلامي والتي بادر فيها فكرا ودعما وتنفيذا فنان العرب الكبير محمد عبده ونفذها باسم الأسرة الفنية السعودية وشرف حضورها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أقيمت مساء أمس الأول الاثنين بجدة مناسبة الاحتفاء بشاعر الوطن الكبير إبراهيم خفاجي والتي وجه الدعوة لها الفنان الكبير محمد عبده وأقيمت بفندق الهيلتون بجدة بحضور نخبة كبيرة من رجالات الثقافة والفن والإعلام. المناسبة التي اكتمل حضور المدعوين لها الساعة العاشرة مساء وأقيمت ب (تنظيم راقٍ) أشرف عليه بنفسه الفنان محمد عبده الذي كان يستقبل المدعوين ويوجههم لأماكنهم المخصصة وكان قبلها في استقبال عريس هذه الليلة الشاعر إبراهيم عبدالرحمن خفاجي الذي وصل مبكرا إلى القاعة. وكانت الفرقة الموسيقية التي رافقت الفنان محمد عبده في جميع حفلاته قد أخذت مكانها في المسرح الذي صممت بشكل يتناسب والمناسبة، وهو من تصميم هيفاء محمد عبده، وقد قامت الفرقة الموسيقية بعزف بعض المقطوعات الموسيقية لأغان شهيرة كان قد كتبها الخفاجي في مسيرته الطويلة. وقدم مذيع الحفل الدكتور حسين نجار المناسبة التي عزف فيها السلام الملكي السعودي الذي وضع كلماته قبل 28 عاما شاعر الوطن المحتفى به إبراهيم خفاجي حيث ردد الجميع داخل القاعة كلمات هذا السلام وبعدها ألقى الأستاذ محمد صبيحي كلمة نيابة عن الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة (عكاظ)، ثم كانت الكلمة للزميل الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) ممثلا عن الصحافة والإعلام في هذا الاحتفاء الكبير بشاعر الوطن واستهلها بشكر الفنان محمد عبده على دعوته الشخصية والخاصة له، وقال المالك في كلمته: حين نكرِّم رمزاً من الرجال، ونحتفي برائد من الشعراء الموهوبين، ونعبّر بصدق عن فرحنا بموقف رجولي مشهود كهذا الذي يجمعنا هذا المساء برعاية سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز صاحب المبادرات الاجتماعية والإنسانية والتشجيعية، إنما نكون بذلك كما لو أننا نستدعي التاريخ ليقول عنّا ما نتمناه لأنفسنا، وهذا الجمع الطيّب الذي يتواجد الآن لتكريم الأستاذ الكبير إبراهيم خفاجي، إنما يؤكّد في هذا الزمن الجميل ودائماً أن مجتمعنا يأخذ قيمته ومكانته وسيرته العطرة من وفائه وأريحيته، ومن هذا الحب الذي يغمره ويميزه ويمنحه كل هذا السمو في سلوكه وطبائعه وتعامله. وقال المالك عندما اتصل بي الفنان الكبير الأستاذ محمد عبده يتمنى حضوري ومشاركتي بإلقاء كلمة نيابةً عن الإعلاميين في هذا الحفل البهي والبهيج، ضمن فقرات برنامج التكريم الحافل لقامة أدبيةكبيرة، وعن شخصية مبهرة غنى للوطن - كل الوطن - وللحب بكلمات عذبة ورقيقة، ما شجع كبار الفنانين لقولبة كلماته إلى أغان مثيرة وصادقة ومعبرة ترددها الجماهير صباح مساء بانتشاء وفخر وشعور صادق، قلت في نفسي وماذا أبقى هذا الشاعر الغنائي العملاق لمن يريد أن يكتب أو يتحدث عنه، وقد كانت كل أشعاره الجميلة تعبر عن نفسها بأكثر وأعمق وأصدق مما يمكن أن يقوله قائل عنه وعنها. وأضاف المالك غير أن الحديث عن شاعر كبير ومثير كالمحتفى به هذا المساء أستاذنا إبراهيم خفاجي الذي بزغ نجمه منذ سبعين عاماً خلت، حيث كان أول نص له (يا ناعس الجفن لبيه) لم تكن هذه الكلمات المغناة بصوت الموسيقار الرائد الأستاذ طارق عبدالحكيم إلا انطلاقةً جسورةً ومبكرةً لهذا الشاعر باتجاه هذا العالم السحري الذي يصوغ به وله شاعرنا كلماته وأشعاره العذبة كما تصاغ أجمل المجوهرات من جوهري بارع، ثم يقدم شعره الغنائي الجميل هذا لعمالقة الفن من المغنين والمطربين مصبوغاً وموشحاً بذائقة شعرية فنية تعبر عن مكانة الشاعر وقيمة ما يكتبه من أشعار. وأوضح المالك والحديث عن المحتفى به شاعراً وشعراً، يقودنا إلى القول بأن الثراء في انتقاء الكلمات والمفردات والجمل واختيار الأسلوب الذي ينسجم مع الموسيقى والصوت هو ما ميز أشعار إبراهيم خفاجي ومكنه من أن يكتب النشيد الوطني بتفوق ونجاح، وأن يقدم الأوبريت الجميل بعنوان «عرايس المملكة» إلى مهرجان الجنادرية، وأن يكرم هذا العام من رأس الدولة خادم الحرمين الشريفين بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى بوصفه شخصيةً سعوديةً ثقافيةً. وأكد المالك أن ابن التسعين عاماً الذي نسعد بوجوده بيننا وهو في كامل صحته وعافيته، يستحق أن يحتفى به على أعلى مستوى، وقد تحقق له هذا في حياته، في أكثر من مناسبة، في الداخل والخارج، تقديراً لكلماته المموسقة، تلك التي أهلته ليحصد الكثير من الجوائز، وأن ينال كل هذا التقدير، وليغني له عمالقة الفن كطلال مداح - رحمه الله- ومحمد عبده وصباح وسميرة توفيق وكارم محمود ووديع الصافي وهيام يونس وإحسان صادق وشريفة فاضل وغيرهم. واختتم المالك كلمته بقوله «هذه المبادرة بتكريم الأستاذ إبراهيم خفاجي من قبل زملائه ومحبيه ومتذوقي الكلمات الجميلة لشاعرنا التي شدا بها الفنانون الكبار بأصواتهم الجميلة، إنما ينم عن وفاء غير مستغرب، وعن موقف له دلالاته الجميلة بزمانه ومكانه وأسبابه، فشكراً للمنظمين ولمن دعاني لأقول بعض ما أحمله من حب وتقدير وإعجاب لشاعرنا الكبير الأستاذ إبراهيم خفاجي، في مناسبة وعن شخصية كبيرة لن تنسى ولن تغيب عن الذاكرة». ثم بعد ذلك كانت هناك كلمة للكاتب والشاعر ثامر الميمان و أيضا الفنان والملحن جميل محمود والأستاذ محمد حيدر مشيخ، ليتجه الجميع بعد ذلك إلى القاعة الأخرى حيث تناول العشاء وعرض فيلم وثائقي عن الشاعر الخفاجي ويعود المدعوون بعد ذلك إلى القاعة الرئيسية حيث شدا الفنانان محمد عبده وعبدالله رشاد معا بمجموعة مقاطع غنائية من أشهر الأغاني التي كتبها الشاعر المحتفى به إبراهيم خفاجي منها (مثل صبيا) و(ظبي الجنوب)، وختما تلك المجموعة ب (النشيد الوطني السعودي) بمشاركة الحاضرين، وقد بدا الفنان محمد عبده وهو يشدو على مسرح الحفل كعادته (متألقاً)، ويغني بذلك الصوت الجميل الذي يزداد حلاوة يوما بعد آخر. الوسط الفني في جدة حضر منه من كان موجودا في عروس البحر الأحمر يوم الاحتفال حيث تواجد الموسيقار غازي علي والموسيقار عبده مزيد والملحن الأستاذ سامي إحسان والفنان جميل محمود و جواد العلي، والشعراء أسعد عبدالكريم وثامر الميمان والمعنى ووسيم باسعد وضياء خوجة وأيضا تواجد الأستاذ سالم الهندي وتركي الشبانة وحمد ناصر وتم تصوير الحفل لصالح قناة روتانا فيما قامت إذاعات mbc fm وروتانا fm و مكس fm ببثه وبث أجزاء منه وكذلك متابعته على الهواء مباشرة. الحضور أيضا غادروا ترافقهم هدايا تشمل كتاب (أوراق من حياة الخفاجي) الذي أعده الزميل علي فقندش و cd لأوبريت عرائس المملكة لجنادرية سابقة وأيضا cd يشمل لقاء خاص لإذاعة جدة أجري منذ زمن مع الخفاجي وأجراه الزميل المذيع فريد مخلص.