حقق مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، وما زال يحقق أرقاماً قياسية في عمليات زراعة أنسجة العيون والتي يحتاجها مرضى القصور القرني وغيرهم، فمنذ عام 1983 وحتى آخر يناير2012، بلغ إجمالي عدد عمليات زراعة أنسجة العيون عشرون ألفاً ومائة وخمسون عملية 20150، موزعة كالتالي: خمسة عشر ألفاً وتسعمائة وأربع وتسعون (15994) عملية زراعة القرنية بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى ألفين ومائة وواحد وخمسين (2151) عملية زراعة صلبة العين، وألفين وخمس (2005) عمليات زراعة الغشاء المشيمي وبذلك يبلغ عدد عمليات الزراعة عشرين ألفاً ومائة وخمسين (20150)، بنتائج وجودة تماثل نتائج ما تحققه أكبر مراكز زراعة القرنية بالولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا حسب الدراسات الطبية المنشورة بالمجلات العلمية العالمية المحكمة، وكان الغشاء الأمنيوسي يستورد من الخارج، ولكن في عام 2003م تم تحضيره وحفظه بالمستشفى علماً بأنه يستخدم بصفة يومية لمعالجة سطح العين. ويجدر بالذكر أن الأربع سنوات الأخيرة (من يناير 2008م - إلى يناير 2012م) قد شهدت تطورا كبيرا في عدد العمليات التي أجريت بالاضافة إلى تعدد أنواعها، فلقد أدخلت جراحتان جديدتان لزراعة القرنية، وهما عملية زراعة الطبقة البطانية من القرنية وعملية ما يطلق عليه زراعة القرنية التعويضية وهي في الحقيقة قرنية بشرية تثبت بها مجموعة من العدسات وتستخدم لمرضى القصور القرني النهائي والذين لا تصلح حالتهم للزراعة التقليدية، كما تضاعف عدد عمليات الزراعة بنسبة كبيرة، فقد أجري في الأربع سنوات الاخيرة، أربعة آلاف ومائة وخمس وثمانون (4185) عملية زراعة القرنية، هي تمثل 35% مقارنة بعمليات زراعة القرنية التي أجريت خلال أربعة وعشرين عاما للفترة من 1983-2007م وكما تمثل 26% من إجمالي عدد عمليات زراعة القرنية التي أجريت منذ افتتاح المستشفى، وكان متوسط عدد العمليات في السنوات الاربع الأخيرة ألفا وأربعاً وعشرين (1024) عملية في السنة، بينما كان في السنوات السابقة متوسط عدد عمليات زراعة القرنية هو أربعمائة وواحداً وثلاثين (431) عملية في السنة، وبالرغم من تزايد عدد المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة القرنية خلال الأعوام الأربع الماضية، حيث أضيف أربعة آلاف ومئتان واثنان وسبعون مريضاً لقائمة الانتظار، وبالرغم من الزيادة الكبيرة في عدد المرضى المحتاجين لزراعة القرنية، فإن عدد المرضى المسجلين على قائمة الانتظار حتى نهاية شهر يناير 2012 هو 347 مريضاً فقط. ولقد حقق المستشفى في الآونة الأخيرة رقما قياسيا جديدا، ففي شهر يناير من هذا العام (2012)، بلغ عدد عمليات زراعة القرنية مائتين وست عملية (206)، وهو رقم غير مسبوق يجرى خلال شهر واحد بمنشأة واحدة. وبنك العيون يقوم بالحصول على الأنسجة التي تستخدم في جراحات العين من داخل وخارج المملكة، ومن ثم فحصها وتقييم صلاحيتها طبقا للمعايير والمقاييس الطبية اللازمة في بنك العيون، وعلى نحو يضمن أعلى مستويات الجودة والسلامة وهذه المعايير والمقاييس الطبية الصارمة وضعت من قبل الإدارة الطبية بالمستشفى، مع تطبيق المعايير والمقاييس الطبية للهيئة الأمريكية لبنوك العيون والتي تحظى بقبول وتقدير عالمي. وبعد ذلك يقوم بنك العيون بتوزيع هذة الأنسجة حسب احتياجات المرضى، وبنك العيون في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وهو عضو دولي في المنظمة الأمريكية لبنوك العيون، وكذلك عضو في الفيدرالية الدولية لبنوك العيون، وعضو في منظمة كل الامريكان لبنوك العيون والتي يتكون أعضاؤها من دول الامريكتين وكذا تربطه علاقة وثيقة بالمنظمة الاوروبية لبنوك العيون، علماً بأن معظم القرنيات يتم الحصول عليها من بنوك العيونالامريكية والأوروبية. ومن منطلق الإيمان بالرقي وتطوير مستوى الخدمات المقدمه لكل مريض، يقوم أطباء المستشفى بالتعاون مع بنك العيون بعمل الكثير من الأبحاث والدراسات التي لها علاقة بنتائج زارعة القرنيات وأنسجة العيون الاخرى، وذلك يمكننا من تطوير معرفة ما هو أنسب لمرضانا في المملكة العربية السعودية وبشكل أفضل، وقد تم إجراء أكثر من اثني عشر (12) بحثا عن نتائج زراعة القرنية بالمستشفى ونشرت جميعها بالمجلات الطبية العالمية مثل مجلة CORNEA , SURGERY , OPTHALMOLOGY , AM J OF OPHTHALMOLOGY, J AAPOS، والتي أثبت من خلالها أن نتائج زراعة القرنية بالمستشفى تضاهي مثيلاتها بالولاياتالمتحدةالامريكية ودول أوروبا الغربية. وفي دراسة أجراها مجموعة من أطباء الشدفة الأمامية بالتعاون مع بنك العيون بعنوان «تغيير الاسباب المؤدية إلى عملية زراعة القرنية» والتي شملت 8818 مريضا أجري لكل منهم عملية زراعة للقرنية في الفترة من عام 1983وحتى عام 2002، ونشرت بالمجلة العالمية الأمريكية المحكمة CORNEA 2004;23:584-588 وجد أن أحد الاسباب الرئيسة في الخمس سنوات الأولى من الدراسة، هو ندوب بالقرنية والتي تتكون بعد الاصابة بعدة أمراض مثل التراخوما والتهابات القرنية والعدوى البكتيرية والتي لم يكن يتم علاجها في الماضي بشكل سليم، لعدم توفر الخدمات التخصصية الملائمة في ذلك الوقت، وكانت تشكل نسبة 52%، في حين أن القرنية المخروطية كانت تمثل نسبة 7%، ولقد دللت الإحصائيات في الخمس سنوات الأخيرة من الدراسة على حدوث تغيير جوهري في هذه النسب، فقلت نسبة ندوب القرنية إلى - 60% وارتفعت نسبة مرضى القرنية المخروطية بنسبة 441%، وهذه النتائج تتطابق مع النتائج الحديثة المثبتة علمياً بالدول الغربية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا الغربية، وهذا برهان واضح على أن الرعاية العينية بالمملكة قد حدت من الأسباب المرضية المختلفة التي تؤدي الى أمراض القصور النهائي للقرنية، مما جعل الرعاية العينية الصحية تضاهي مثيلاتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا. ومن الجدير بالذكر أن عدد من حصلوا على التخصص الدقيق في مختلف أفرع طب وجراحة العيون والذين تلقوا تدريبهم وتخرجوا من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون هو 210، ومن ثم عادوا الى مستشفياتهم لتقديم الرعاية العينية رفيعة المستوى للمرضى، مما كان له الأثر الواضح والجلي على ارتقاء الخدمات الصحية العينية بالمملكة وتوافرها بجميع المناطق. ومنذ صدور القرار رقم 99 بتاريخ 06-11-1402هجري من هيئة كبار العلماء الموقرة، والخاص بجواز التبرع بالأعضاء وزراعتها ولأهمية التبرع بالأعضاء ومن مبدأ التعاون والتكافل البناء بين أفراد المجتمع فإن بنك العيون يقوم بالتشجيع على التبرع المحلي، وذلك من خلال إصدار بطاقات التبرع والمطويات وإعداد المقالات والبرامج التعليمية، خاصة أن الأعضاء التي يتم الحصول عليها من المتوفين محلياً في حال موافقة أقارب المتوفى يستفاد منها بشكل أفضل وأسرع للمرضى المحتاجين لها، ويرتبط بنك العيون ارتباطا وثيقا مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء في هذا المجال، حيث ان المركز السعودي لزراعة الأعضاء يقوم بالتنسيق بين جميع المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى التي بها متبرعون بالأعضاء وبين المستشفيات التي يوجد بها المراكز المتخصصة لزراعة الأعضاء وتوفير النقل للفرق الطبية المتخصصة بالتعاون مع الإخلاء الطبي، وهنا نأمل من المواطنين والمقيمين المسارعة إلى التوقيع على بطاقات التبرع بالأعضاء للمساهمة في رفع معاناة المرضى.