ليس الوطن نصاً مدرسياً فحسب، وإنما هو هوية وأهل وأرض. (القصيدة التي ألقيت في افتتاح النشاط الثقافي بمهرجان الجنادرية يوم أمس الخميس 17-3-1433) ولي وطنٌ آليتُ أن أستعيدَه بليلى فيغريني بليلى ولينها تمرُّ بتاريخ القصيدة ريحُها تفاصيل ممشاها قوافي عيونها هي البدر والرمل الطريُّ ونخلةٌ تدلَّت تناغيني بأحلى غصونها رأيتُ بعينيها رمالي وقمَّتي فأحببتُ ما يسعى وما في عرينها وأحببتُ ما يُخفي تفاصيل وحشتي وأحببتُ في أرضي بقايا حزونها وأحببتُ أحلامي رعَتْ في عريشةٍ تُبادلني بالحبّ طعْمَ حنينها ولي وطنٌ آليت ألا أبيعه وكيف؟! وتفاحي نما في متونها ترابي وأمطاري وصوتُ حجارتي تباريح ضوضاها مراعي سكونها تفيّأتها موجاً فموجاً من الأنا تداخلت العينان حدَّ جنونها تعلَّقتُ بالتمْر الشهيِّ بأثلةٍ تعلَّقتُ بالأحجار حتى بطينها تعلَّقتُ بالراعي سها عن حقوله وغاب بجفن الأرض أو في عيونها تعلَّقتُ بالأرض التي تُنبت الحصا وينمو الندى في سهلها وحزونها تعلَّقتُ يا ما قد تعلَّقتُ. أضلعي تفسِّرني بالموج أو في سفينها أحنُّ لبيت الله إذ تكبُر اللغا ويصعد تسبيح النهى في يمينها أحنُّ لجدِّي إذ يُعيد حكايتي أحنُّ لأمي في مصلى يقينها أحنُّ لأهلي يملأ الحبُّ دارَهم ويمنحهم ربِّي الذي في دفينها ترابي.. ترابي.. قد تبعناك نجمةً على كتف الدنيا بما في فنونها تضيء عروقَ القلب لا تستفزُّه تُغنِّي له ما يشتهي من لحونها وتروي لنجدٍ ما رأتْ من تِهامةٍ وتُهدي لجازان الذي في هتونها وتَسمعني تاروتُ أو تستعيدني بحائل سلمى واقفاً في عرينها علانيَّةً: أرضي أُحبُّ ترابها وأعشق ما يسمو وما في بطونها تضاءل في قلبي السؤال وشدَّني إلى حيث أهوى راعفٌ في جفونها جنينُ الليالي البيض عاد لدارها وأحلامُها تحنو لما في جنينها فأعلو وتعلو، ثم أشدو فتنتشي أنا عاشق الليل الذي في عيونها تمدَّد حتى لم يعدُ في دفاتري بقيةُ ضوءٍ إنما من غصونها ولي وطن، لم يبق في القلب لحظةٌ تمدَّد فيها في أدق شجونها إذا ردّدتْ، يوماً، سآتي رأيتُه يبادلني ليلى بليلى وسينها