عواطف المالكي فنانة تشكيلية أحبت الانتماء لهويتها وتراثها، فسعت للحفاظ عليه وإبراز جوانبه الجمالية، فعبرت بريشتها عما تكنه نفسها من حب وعشق لهذه الهوية ومفرداتها الثقافية. وخلال سنوات من العمل الجاد الذي اختلط فيه الجهد بالفكر والإبداع استطاعت « المالكي « أن تصنع لنفسها مكانة متميزة بين صفوف التشكيليين السعوديين. مؤخراً أقامت عواطف المالكي في قاعة المكتبة العامة بالمدينةالمنورة معرضها الشخصي الثاني « ملامح « والذي ضم أكثر من مائة عمل فني بمقاسات وخامات متعددة تعرض جميعها للمرة الأولى، وعن فكرة المعرض تقول «المالكي»: أطلقت اسم ملامح على المعرض لأنه يحمل طابع البصمات التي لا تزال عالقة في ذاكرتي لأحداث يومية خاصة بي أو بمن حولي في فترات متلاحقة من الزمن، ولعل ملامح المرأة وما تمثله في مجتمعنا وقصتها الطويلة في الحياة اليومية كان هو الأبرز في هذه المجموعة ودورها. وكذلك الرجل فأخذ نصيبه من أعمالي ربما لم يظهر في لوحة خاصة به ولكنه يختبئ وراء كل عمل بمعنى أنه مكمل للمرأة، هذا بالإضافة إلى ملامح الحزن والألم التي رسمت على محيا كل المسلمين والعرب جراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأمة العربية ولازالت تعيشها حتى هذه اللحظة والتي تناولتها في صرخات نسائية أخذت طابع اللون الأبيض والأسود كنوع من التأثر. وأخيرا نجد ملامح الخيل العربي المجردة والتي تشبه إلى حد بعيد ملامح الرجل في الصمود والإقدام يشاركها الحرف العربي لتشكيل كلمات كثيرا ما ترددت بصمت في وجدان الرجل والذي عرف عنه قلة حديثه كالخيل العاجز عن النطق وهذا ما أراه أن الخيل والحرف هما الرجل في تصوري. وعن تأثير غياب صالات العرض على الحركة التشكيلية في المدينةالمنورة تحدثت المالكي قائلة: إنه من المؤسف حقاً عدم وجود صالات عرض تشكيلية في المدينةالمنورة، فكيف يستطيع الفنان الذي بذل الجهد والوقت في سبيل إنجاز أعماله الفنية أن يلتقي بجمهوره ويتواصل معهم من خلال المعارض الشخصية أو الجماعية ما لم يكن هناك صالات أو أماكن مناسبة للعرض، وفي الحقيقة لا أعلم ما السبب وراء افتقادنا لمثل هذه الصالات.وأجدها فرصة مناسبة لي أن أطالب وزارة الثقافة والإعلام بضرورة إنشاء صالات لعرض الأعمال الفنية التشكيلية، على أن تكون مجانية ومتاحة للجميع. وعن مدى تفاعل الإعلام مع الحركة التشكيلية في المدينةالمنورة وتفاعلها مع ما يحققه فنانو المدينةالمنورة من إنجازات على المستوى الوطني قالت « المالكي «: إن هذه قضية في غاية الأهمية ومشكلة تواجه معظم الفنانين تقريبا. فالإعلام المرئي والمقروء لا يولي للفن التشكيلي أي اهتمام وإن حدث يحدث في أضيق الحدود. وقد يضطر الفنان في كثير من الأحيان للقيام بمهام الإعلامي المختلفة للإعلان عن معرضه. وهذا ما حدث معي شخصياً حيث لم أكن أجد من يبحث عن الحدث ويتصور الموضوع من زاويته. أما الإعلام المرئي فمن وجهة نظري الخاصة بأن معظم القنوات التلفزيونية تعمل بطريقة انتقائية حيث يقتصر اهتمامها على تغطية الأخبار الفنية لمعارض محددة لها أهميتها الخاصة من وجهة نظرهم وإجراء اللقاءات مع لمجموعة محددة من الفنانين. ولهذا السبب أنشأت موقعا على الفيسبوك لأستطيع إيصال ونشر ما أقوم بعمله في لجنة الفنون التشكيلية بفرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة. وأرجو أن لا يفسر كلامي هذا على أنه هجوم على الإعلام، كل ما في الأمر أنها مجرد سلبيات تحدث من البعض ونرجو أن لا نراها مستقبلاً. واختتمت « المالكي « حديثها بالإعلان عن نيتها نقل المعرض مستقبلاً إلى مدينة جدة أو الرياض إن شاء الله إذا أتيحت الفرصة.