الجزيرة - عوض مانع القحطاني وسعود الهذلي: يرعى خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - اليوم الأربعاء حفل افتتاح الدورة السابعة والعشرين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً، وسباق الهجن السنوي ال38. وبهذه المناسبة أكد صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، أن مسيرة المهرجان الوطني تمضي بتوفيق من الله أولاً، ثم بالرعاية والدعم الذي يحظى به المهرجان من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -. وقال سموه: إن هذه الرعاية السنوية للمهرجان من قيادتنا - أيدهم الله - هي وسام شرف للحرس الوطني وللمهرجان وللجان العاملة كافة، وهي أيضاً دعم لمسيرة الثقافة والإبداع في المملكة وفي العالم العربي. ونوه سموه بالمشاركات المتميزة في المهرجان لدول مجلس التعاون الخليجي بشقيها الرجالي والنسائي. ورحَّب سموه بمشاركة دولة كوريا الجنوبية الصديقة ضيف شرف في جنادرية 27، وأعرب عن اعتزازه بهذه المشاركة؛ باعتبارها إحدى إضافات المهرجان الوطني، التي يتم خلالها التعرف على ثقافات وتراث الدول الشقيقة والصديقة، وتأتي امتداداً للتقليد الثقافي الذي ينهجه المهرجان الوطني كل عام. ومن جهة أخرى أوضح معالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري أن المهرجان يواصل رسالته في تعميق العلاقة بين ماضي هذه الأمة وحاضرها، وتفاعله مع القضايا الملحَّة التي تهم الأمتَيْن العربية والإسلامية، من خلال البرامج والفعاليات الثقافية والتراثية المتنوعة. وأضاف معاليه بأن المهرجان يشهد هذا العام تميزاً في العديد من الفعاليات والنشاطات؛ حيث تمت دعوة أكثر من (300) مفكِّر وأديب من مختلف دول العالم، يشاركون في إثراء النشاط الثقافي هذا العام، الذي سيشمل إقامة العديد من الأنشطة في مدن عدة، تناقش محاور ثقافية مختلفة. وأشار معالي الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التوجيري إلى أن ما حققه المهرجان من نجاحات يأتي بفضل الله أولاً، ثم بفضل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله - وحرص صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان على كل ما من شأنه تطور المهرجان في كل أنشطته المختلفة. وفي السياق ذاته يشهد خادم الحرمين الشريفين عصر اليوم الأربعاء - حفظه الله - انطلاق سباق الهجن السنوي الكبير، وهو السباق رقم (38) في تاريخ هذه المسابقة، التي يشارك فيها عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ضمن أكثر من 400 متسابق في سباق الهجن الكبير، و1200 متسابق يشاركون في أشواط السباق الستة للهجن بالجنادرية. وعدد الأشواط 6 أشواط موزَّعة على أربعة أيام، وقيمة الجوائز النقدية والعينية لجميع الأشواط أكثر من مليونَيْن وخمسمائة ألف ريال، كما تمت زيادة قيمة الجوائز النقدية وكذلك أعداد الفائزين لجميع الأشواط، وسيتم تقديم خمس سيارات للفائزين. وتبلغ مسافة الشوط الأول الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين 19 كلم. وخُصّص لهذا الشوط جوائز نقدية وعينية بأكثر من مليون ريال. يُذكر أنه سيتم هذا اليوم ولأول مرة الاستعانة بجهاز الانطلاق الآلي في سباق الهجن بالجنادرية. ضيف شرف المهرجان وامتداداً للتقليد الثقافي الذي ينتهجه المهرجان في استضافة دولة شقيقة أو صديقة ضيف شرف تشارك جمهورية كوريا الجنوبية في جنادرية 27 ضيف شرف هذا العام؛ وسيتعرف الزائر على الثقافة الكورية من خلال العروض التي ستقدَّم في الجناح الكوري، وسيتيح الجناح فرصاً غنية للتعرف على ثقافة هذه الدولة الصديقة. إن جمهورية كوريا تدرك أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينظمه الحرس الوطني في الجنادرية كل عام مناسبة تاريخية في مجال الثقافة والتقاليد، ومؤشر عميق للدلالة على اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، كما تعلم أيضاً أن المهرجانات تُعتبر مناسبة وطنية تمتزج فيها النشاطات التاريخية بالحاضر الزاهر للدول. ومن أسمى أهداف مهرجان الجنادرية تأكيد الهوية العربية، وتأصيل التقاليد الوطنية بشتى جوانبها، ومحاولة الإبقاء والمحافظة على التراث الأصيل في المملكة العربية السعودية. وفي الوقت ذاته، يحظى المهرجان باهتمام ذوي الاختصاصات في التراث العربي من المفكرين والباحثين؛ لما يتمتع به من تنوع في الفعاليات والأنشطة. وتدرك كوريا أيضاً أن من أهداف مهرجان الجنادرية تأكيد القيم الاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ؛ لتصور البطولات العريبة لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حثت عليها ثقافة المملكة العربية السعودية، ولترسيخ علاقات الصداقة والتعاون بين الدول كافة؛ لذلك كانت المملكة حريصة على تقديم الدعوة للبلدان الصديقة؛ لتكون ضيفاً للشرف في مهرجان الجنادرية. من هذا المنطلق كان حرص جمهورية كوريا على الاشتراك والمساهمة في مهرجان الجنادرية، الذي أصبح يمثل فعالية إقليمية وعالمية، يترقبها الكثيرون؛ لما لها من أهمية وانعكاسات إيجابية في ترسيخ العلاقات بين الدول. وتتشرف جمهورية كوريا بأنه تم اختيارها لتكون ضيف شرف في مهرجان الجنادرية لهذا العام 1433ه 2012م. وقال السفير الكوري الجنوبي لدى المملكة إن حضور الرئيس الكوري شخصياً ومشاركة كوريا في هذا المهرجان فرصة جيدة للشعب السعودي للتعرف على الثقافة الكورية عبر استعراض الثقافة والعادات والتقاليد الكورية، ولعل ذلك يأتي في سياق العلاقات المتميزة القائمة بين الشعبين الكوري والسعودي؛ حيث إن 2012م يمثل مرور (50) عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين. وبالطبع يعلم الجميع أن العلاقات بين البلدين اتسمت بالتميز والتطور في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، وأن مهرجان الجنادرية يُعتبر فرصة ذهبية لعرض الثقافة الكورية في أجمل صورها، ومشاركة كوريا له تعكس التعاون القائم بين البلدين في شتى المجالات الثقافية والتعليمية؛ حيث نجد أن هناك ما يزيد على (200) طالب وطالبة يدرسون حالياً في الجامعات الكورية في مختلف التخصصات والمجالات. والوضع هكذا فإن الجناح الكوري بمهرجان الجنادرية لهذا العام سوف يضم العديد من الصالات والمواقع التي وُضعت بعناية لتوصيل رسالة التعاون وتعزيز العلاقات للشعب السعودي والمشاركين في المهرجان بشكل سهل وممتع؛ حيث تعم الفائدة والمنفعة لزوار المهرجان، الذي تترقبه الأوساط الرسمية والشعبية كافة، خاصة أن هذه الأوساط بذلت كل جهودها لضمان النجاح، وأن يأتي المهرجان في كل عام بشكل مختلف ومتميز عن الأعوام التي قبله. لذلك فإن كوريا بصفتها ضيف شرف مهرجان الجنادرية هذا العام حرصت على تقديم عروض متميزة؛ حيث نجد أن الجناح الكوري يتكون من عدد (8) صالات، وُضعت بشكل متناسق؛ لتبلغ رسالة الشعب الكوري للشعب السعودي الصديق، ولتعكس مدى التعاون والصداقة القائمة بين الشعبين الكوري والسعودي. واختتم السفير الكوري حديثه قائلاً: «إن كوريا تعد الشعب السعودي بالعديد من المفاجآت الثقافية أثناء فعاليات المهرجان، خاصة أن هناك العديد من العادات والتقاليد والقيم المشتركة بين الشعبين الصديقين، مثل احترام الكبير، واحترام الأسرة والعائلة، والتقيد بالأخلاق الحميدة. وإن الشعب السعودي على موعد بالاستمتاع بما سوف يحتوي عليه الجناح الكوري، كما سوف يستمتع به أيضاً جميع الزوَّار من حيث زيادة حصيلتهم الثقافية والعلمية والابتكارات الكورية، وأن يتسع فهمهم لكوريا وثقافاتها المتعددة والتعرف عن قرب على الشعب الكوري؛ ما سيجعل المهرجان، خاصة الأجنحة الكورية، حدثاً غير قابل للنسيان لسنوات عديدة. وفي هذا السياق، تأمل جمهورية كوريا بأن تكون هذه الفرصة وهذه الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للرئيس الكوري فرصة لكسب المزيد من دعم العلاقات بين البلدين الصديقين، وأن تكون أساساً متيناً لمستقبل العلاقات بين البلدين». الزيارات للجنادرية وقد حُدِّدت الزيارات للمهرجان على النحو الآتي: من الخميس إلى يوم الأحد أيام مخصصة للرجال من الساعة 4 عصراً حتى 12 ليلاً. السبت 19-3-1433ه إلى يوم الأحد 20-3-1433ه خُصِّصا لزيارة طلاب المدارس من 9 صباحاً حتى الساعة 12م. الأيام المخصصة للعوائل تبدأ من الاثنين 21-3-1433ه حتى يوم الجمعة 2-4-1433ه من 4 عصراً إلى 12 مساءً.