بناءً على دعوى كريمة من رجل الأعمال السعودي (أحمد السعيد) تلقيت دعوة لحضور مهرجان «مزاين الإبل» في أم رقيبة شمال شرق المملكة العربية السعودية، ولم يستغرق الأمر أكثر من دقيقتين لإقناعي بالذهاب، ونصف ساعة لتحضير بطانية ولحاف لزوم النوم في الخيمة هناك. وفي الحقيقة أنا لم أعرف أي شيء مسبقاً عن مزاين الإبل، وأرى الجمال والإبل في الصحراء متشابهة، وعندما كنت طفلاً نشأت في حواري القاهرة بالقرب من حي المدبح كنت أرى الجمال يسوقها سودانيون عبر الصحراء حتى مقرها الأخير ليتم ذبحها في المذبح الوحيد بالقاهرة في تلك الأيام، وكنت أراها أيضاً متشابهة لا يوجد جمل أجمل من جمل ولا ناقة أجمل من ناقة، ولكن لا بد أن أهل الخبرة وأهل البادية لديهم مقاييس جَمال أخرى لا أعلمها، لذلك رحبت بالذهاب. ولقد عشت فترة طويلة في السعودية من قبل ولم أذهب أبداً إلى مهرجان من هذا القبيل على الرغم من استمتاعي بالذهاب إلى الصحراء ليلاً للاستمتاع ببرودة وجفاف الجو بالإضافة إلى ممارسة هواية لي منذ الصغر وهي عد النجوم في السماء، وبين خلفيتي المصرية وثقافتي الأمريكية فقد وجدتها فرصة لتجربة هواية جديدة ومكلفة مادياً وجسدياً. على أية حال انطلقنا من الرياض عصراً ووصلنا المجمعة بعد الغروب وتوقفنا هناك عند مطعم هرفي للوجبات السريعة (أي مفارقة بين هذا الهرفي وإبل أم رقيبة - الهرفي هو الخروف الصغير في لغة أهل البادية)، ثم مررنا في طريقنا على الأرطاوية وأم الجماجم (اسم يرد الروح!!) ووصلنا إلى بلدة أم رقيبة ليلاً ومنها إلى الصحراء وفوجئت بكميات هائلة من الخيام المضاءة أحالت ليل الصحراء نهاراً، وضيعت عليَّ فرصة التمتع بعد نجوم الصحراء ليلاً!! ورحب بنا مضيفنا الشيخ خالد الفريحي (وتشترك عائلته في مسابقة جمال الإبل) والذي لا أدري لماذا يطلقون على المضيف لقب «معزبنا» ولست أدري إن كانت صحة الكلمة «معذبنا» (بالذال) أم «معزبنا» (بالزين)، والمصريون عموماً لا يفرقون كثيراً بين نطق كلمتي «معذبنا» أم «معزبنا»، ولكن في الحقيقة أن الرجل قد جمع بين الاثنين فهو كان «معزبنا» وكريماً إلى أقصى حد، وكان «معذبنا» إلى أقصى حد أيضاً وخاصة لأنه كان قد أعد لنا برنامجاً حافلاً ومزدحماً لم يترك لنا فرصة للتنفس، وأكبر عذاب أوقعه علينا «معذبنا» هو إيقاظنا في اليوم التالي الساعة الرابعة صباحاً بعد ليلة حافلة وباردة. ووجدنا «معزبنا» وقد نصب ثلاث خيام متقاربة وكلها خيام كبيرة ولا علاقة لها بالخيام التي كنت أنام فيها عندما كنت مجنداً في الجيش المصري، فتلك الخيام تستوعب حوالي 30 فرداً بالراحة، وأكلت تمراً يكفيني حتى رمضان القادم، وأنا لا أشرب الشاي أو القهوة ولكني اضطررت إلى شرب القهوة العربية بالهيل، حتى لا يزعل مني «معزبنا»! وكذلك شربت من حليب الناقة وكل ما في الناقة صحي (لبنها ولحمها) نظراً لقلة الكولسترول بها وكذلك هناك من يدعي أن بول الإبل يساعد على الشفاء من أمراض معينة!! ويدعي أهل البادية أثناء الدردشة الليلية في الخيمة أن كل مشروباتهم ومأكولاتهم تقوي العصب (يقصدون تعطي قوة جنسية)!! وقد يكون هذا صحيحاً وخاصة إذا أخذنا في الاعتبار الخصوبة والتزايد السكاني لأهل الجزيرة العربية بمعدلات تعد الأعلى في العالم، بعد أن كانت الجزيرة العربية طاردة لأهلها لقرون عديدة. وفي الخيمة كانت هناك نار للتدفئة وتذكرت مسرحية (مجنون ليلى) شعر أحمد شوقي والتي غناها محمد عبد الوهاب، وكان يغني على لسان «قيس» في المسرحية: قيس: ليلى (المهدي أبو ليلى): من الهاتف الداعي أقيس أرى، ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا؟؟ (الدنيا كانت ليل وأبو ليلى قفش قيس وهو بيتسحب على خيمة ليلى)! قيس: ما كنت يا عمى فيهم المهدى: أين كنت إذن؟ (فتح معاه تحقيق)! قيس: في الدار حتى خلت من دارنا النار، ما كان من حطب جزل بساحتها أودى الرياح به والضيف والجار المهدى: ليلى.. انتظر قيس.. ليلى هذا ابن عمك ما في بيتهم نار ليلى: قيس ابن عمي عندنا يا مرحبا يا مرحبا (طبعا ليلى ما صدقت وطلعت جرى عشان تشوف قيس) ... ويستمر الكلام الغرامي بين ليلى وقيس إلى أن يقفشه المهدي (أبو ليلى) في النهاية ويقول له: امضى قيس.. امضى جئت تطلب ناراً أم ترى جئت تشعل البيت ناراً!! وجاء العشاء في خيمة مجاورة للخيمة التي قررنا أن ننام فيها أخيرًا، وكان هناك عدة خراف صغيرة (تسمى عند أهل نجد مفطايح) موضوعة فوق صوان كبيرة مليئة بالأرز، وتذكرت أغنية أم كلثوم: كل الصوانى.. الحلوة بيننا كانت معانا حتى في خصامنا!! وانقض الجميع بلا هوادة على الخروف المسكين يقطعون أوصاله بلا رحمة أو رأفة، والجميع يأكل بيده باستثناء صديقين من أمريكا وأنا وأعطونا ملاعق شاي بلاستيك تكسرت من أول ضربة في لحم الخروف، لذلك قلت في النهاية :»ما بدهاش» ونزلت بكل وحشية بيدي على الخروف المسكين الساكن بلا حراك، وبعد الأكل جيء بطبق فاكهة كبير ولم يهتم الجميع بأكل الفاكهة بعد أن قضوا قضاء مبرماً على الخروف الصغير. وبعد الأكل وجدت زميلاً (سلفياً) وكان إمامنا في الصلاة يحب أن يمشي مثلي في الصحراء فمشيناها خطاً كتبت علينا.. ومن كتبت عليه خطاً مشاها!! وأخذت أشرح له ما تعلمته في الجيش المصري أثناء دروس المساحة العسكرية من تواجد النجم القطبي الذي يشير دائماً إلى الشمال، وشرحت له كيف يمكنه أن يجد هذا النجم عن طريق مجموعة حرف الدبليو ومجموعة المغرفة وشرح لي هو عن الجوزاء، وعندما بعدنا عن الخيام وضعفت الأضواء، استطعنا أن نشاهد بوضوح أكبر المجرات والنجوم في السماء، فسبحان القائل: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) وجاء موعد النوم، وقبل النوم افتقدت كثيراً الحمام وغسيل أسنانى والدش الساخن وحتى مجرد الخصوصية افتقدتها، واكتشفت ليلتها أن الإنسان أصبح مرفهاً رفاهية شديدة، بمجرد أن أصبح لديه حمام نظيف صحي ودش ساخن، ولا تستطيع أن تقدر مدى ما أصبحنا فيه من رفاهية حتى تفقد ما تعودت عليه بشكل يومي حتى أصبح عادة ليس من السهل التخلي عنها. واشتعال النار في الخيمة كان هو الهاجس الذي ساورني طوال الوقت وخاصة عندما رأيت الشرر يتصاعد من النار ومن الحطب ويصطدم بسقف الخيمة القماش، وجاء على بالي حريق الخيام الشهير في الكويت الذي أودى بحياة العشرات في أثناء فرح، كما كنت قلقاً أشد القلق على تهوية الخيمة أثناء النوم، وخاصة إذا ما تصاعد غاز أول أكسيد الكربون وهو غاز عديم الرائحة ويقتل بهدوء أثناء النوم من دون أي مجهود، وقلت لنفسي تلك أجمل موتة، الموت أثناء النوم، ولكني بالرغم من ذلك قررت أن آخذ متاعي ولحافي وأذهب إلى خيمة مجاورة لا توجد بها أي نار أو أي تدفئة أو غازات، وكانت الخيمة باردة جداً وكأنها ثلاجة جنرال إليكتريك، وقررت أن الموت بأول أكسيد الكربون أفضل كثيراً وأقل ألماً من الموت متجمداً، لذلك انسحبت انسحاباً تكتيكياً ورجعت إلى الخيمة الدافئة دون أن يشعر بي أحد. وكنا حوالي عشرة أفراد في تلك الخيمة وظللت أنظر إلى مدفأة النار للتأكد من خمود النار وأن احتمالات تصاعد غاز أول أكسيد الكربون أصبحت منعدمة، وأعتقد أنني ذهبت إلى النوم حوالي منتصف الليل، ولم أنم أكثر من ساعتين، وكنت أصحو على الشخير الجماعي في الخيمة والذي كان يعزف سيمفونية يصعب النوم معها، وفي حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاً خرجت أسير في الصحراء المحيطة بالخيمة وفي الوقت نفسه قضيت جزءاً من حاجتي (نمرة واحد)! ولكني لم أبعد بعيداً نظراً للبرودة الشديدة التي وصلت إلى ما يقرب من درجة التجمد، فرجعت إلى الخيمة فوجدت السيمفونية ما زالت شغالة والشخير يعلو ويهبط حسب الشخص المشخر وحسب عمره، وعدت للنوم نوماً متقطعاً حتى أيقظني «معذبنا» الساعة الرابعة لأداء صلاة الفجر، ورغم أننا لم نصل الفجر إلا في الخامسة والنصف إلا أنه استمتع بإيقاظنا قبل موعد الصلاة بكثير. وبعد الاستيقاظ اتهم كل شخص جاره على أنه لم يستطع النوم بسبب شخيره، وفي الحقيقة أن الكل كان يشخر، والكل نام نوماً متقطعاً، وبعضنا قام بتسجيل أصوات الشخير كدليل إثبات مادي. بدأ الصباح بالذهاب إلى بيت الخلاء وهي غرفة اسبتوس في عرض الصحراء ثم الوضوء (بالكوز) من مياه تقترب من التجمد، وتخيل أنك تحاول في العراء وأمام كل الناس أن تخلع طبقات الملابس لاستكمال الوضوء! ثم صلينا الفجر خارج الخيمة في جو قارص البرودة (لست أدري لماذا مع أن الصلاة داخل الخيمة الدافئة ربما كان أكثر ملاءمة). وبعد الصلاة بدأ تجهيز القهوة وذلك بالدق داخل هاون وباستخدام يد هاون (كما نطلق عليها في مصر) وأيضاً بدأ تسخين (الحنينيي) وهي وجبة قصيمية (من منطقة القصيم) يتكون معظمها من تمر مهروس في زبدة ويعجن معها قرصان خبز البر، وهي من الأكلات الجديرة برفع الكلسترول إلى درجاته العلى، ولكنك تشرب معها حليب الإبل الدافئ مع الزنجبيل وهو جدير بتخفيض هذا الكلسترول اللعين. وبالطبع الكل يدعي أن وجبة الحنيني هي أيضاً مفيدة في الفراش، حتى أن بعضهم أطلق عليها (فياجرا) الصحراء!! ثم أخذنا سيارات الجيب وتوجهنا إلى المهرجان، وبدأنا بالسوق وهو أشبه بسوق عكاظ، كل شيء يتعلق بالجمال والإبل يباع هناك حتى أدوات تزيين الإبل ووجدنا هناك طلمبة مياه وشامبو لغسيل الإبل المشتركة في المسابقة، كما وجدنا (كوافير) للإبل، كما شاهدنا مزاداً لبيع الإبل، واشتريت (خرج) جمل لأعطيه هدية لبناتي في أمريكا لكي يحولوه إلى شنطة حريمي آخر موضة!! وركب بعضنا الجمال لمسافات قصيرة واكتفيت أنا بالتصوير (حيث أنني لا أحب ركوب الحيوانات لعقدة نفسية تكونت لدي عند الصغر عندما سقطت وأنا طفل صغير وكسرت يدي كسراً مضاعفاً عندما كنت أحاول ركوب جحش خالي عبد الشافي في قريتنا بالمنوفية!!) وبعد ذلك أخذنا الشيخ خالد الفريحي إلى خيمة فاخرة للشيخ محمد بن ناصر الحواسي وهو من أكبر مربي صقور الصيد في منطقة الخليج ولديه مركز للصقور النادرة ورأينا بعضها والذي سعره يصل إلى مليون ريال، ورأينا صقوراً جميلة للغاية وشرح لنا الشيخ الحواسي معلومات قيمة عن هذا الطائر الجميل الذي في طريقه للانقراض للأسف لولا جهود أناس مثل الشيخ الحواسي الذي يحافظ على تلك الطيور ويحاول أن يزيد من تكاثرها. ثم ذهبنا إلى موقع الاستاد المؤقت الذي بني خصيصاً لعرض «مزاين الإبل» ومررنا بنقط تفتيش عديدة عليها رجال من الأمن ورجال الشرطة العسكرية، وحاول (معزبنا) الشيخ خالد الفريحي أن يدخلنا بشتى الطرق والكباري من بوابة كبار الزوار، فلم ينجح مسعاه إلا بإدخال مضيفي رجل الأعمال أحمد السعيد، وذهب باقي الفريق إلى المكان المخصص للجمهور، ومن هناك شاهدنا مجموعات الإبل بألوانها المختلفة (الأبيض والأصفر والبني والبني الغامق)، ولمعرفة المزيد عن مزاين الإبل وأنواعها يجب أن تذهب إلى الخبراء في هذا الرابط على الإنترنت: http://www.mzayan.com/vb/ وأخذت أتأمل هذه الإبل الجميلة والتي يعتني بها أصحابها من أهل البادية، وتذكرت مسابقة ومعرض للكلاب الجميلة سبق أن حضرته في ولاية فلوريدا بامريكا وكنت أتعجب من كمية العناية التي يعتني بها الأمريكان بحيواناتهم الأليفة وكذلك المصروفات التي يصرفها الأمريكان على تلك الحيوانات الأليفة، ففي إحصائية أخيرة ثبت أن 60% من العائلات المريكية تقتني حيواناً أليفاً (قطة أو كلب) ويصرف الأمريكان على حيواناتهم الأليفة أكثر من 45 مليار دولار سنوياً وهو ما يعادل الدخل القومي لحوالي 60 دولة من أفقر بلدان العالم وأصغرها!! وكنت أتساءل هل بدأ الاهتمام ب»مزاين الإبل» في دول الخليج قبل الطفرة البترولية أو بعدها، والحقيقة أنا لا أعرف إجابة على هذا السؤال ولكن السوق الذي رأيته في أم رقيبة وكمية المصروفات التي تصرف على نصب الخيام والأموال التي تصرف في هذا الاحتفال تكاد تؤكد لي بأن الاهتمام بمزاين الإبل ربما بدأ قبل الطفرة البترولية ولكن بالتأكيد المصروفات الكبيرة التي رأيتها تصاعدت بعد تلك الطفرة، وهذا شيء لا غبار عليه، على الأقل الإبل نستفيد من لبنها ولحمها وصوفها وركوبها والتسابق بها، إضافة للاتجار بها. وقد سألت أحد أفراد عائلة الفريحي المشتركة في مسابقة مزاين الإبل عن مواصفات الجمال (بفتح الجيم) لدى الإبل وعما إن كانت هذه المواصفات مكتوبة لكي تكون نصب أعين القضاة الذين يختارون أجمل ناقة أو أجمل مجموعة من الإبل، قال لي إنه ليست هناك مواصفات مكتوبة ولكن هناك أشياء متوارثة ومتعارف عليها بين أهل البادية مثل طول الرقبة ووضع سنام الجمل وشكل الشفة!! وأنا شخصياً أعتقد أن أجمل شيء في الناقة هي رموشها الكبيرة والتي تنافس أحسن (ماسكرا) مصنوعة عند كريستيان ديور!! وبعد العرض عرفنا النتائج وفازت عائلة الفريحي بالمركز الخامس بين المشتركين، ثم ذهبنا إلى خيمة آل الفريحي للاحتفال معهم بالفوز، وبعد الغذاء حضرت سيارة بيك آب صحراوية وعليها العلم السعودي يقودها الشيخ خالد الفريحي، وكانت تلك السيارة هي الجائزة التي كسبوها من المسابقة، وكنت أتوقع أن يحصلوا على ناقة ولكن بدلاً من ذلك حصلوا على سيارة بك آب!! وقام الشيخ خالد الفريحي بتفريغ إطارات تلك السيارة قليلاً حتى تصلح تماماً للسير في الصحراء، وقال لنا «معزبنا» إننا سوف يأخذنا لمشاهدة قطيعه في الصحراء، وقاد سيارته (الجائزة) أمامنا في وسط الصحراء، وتابعناه وكان الجو أكثر من رائع برودة خفيفة وشمس ساطعة، ووصلنا ورأينا قطيعه (وعلى فكرة قطيع الإبل لا يسمى قطيعاً) ولكن يسمى شيئاً آخر (لا أذكره) ووجدنا لديه فحلاً يبلغ قيمته ثلاثة ملايين ريال، ولاحظت أن معظم من يعتنون بالإبل هم من السودانيين والبنغاليين والباكستانيين أما أهل البادية الحقيقيون فقد اختفوا وراء سيارات اللاندكروزر واللاندروفر والبك آب والفيلات الفاخرة وتركوا تلك المهنة للعمالة الرخيصة. ولاحظت أيضاً أن الناقة أسهل كثيراً في التعامل معها من الجمل، على عكس البشر، فالتعامل مع إنثى البشر أصعب كثيراً من التعامل مع الذكر!! وعلى ذكر إنثى البشر، لم أشاهد أي امرأة في هذا المهرجان، ولست أدري إن كان هناك يوماً مخصصاً للنساء أم أن هذا المهرجان هو مهرجان قاصر على الرجال فقط؟ وكان قمة (الإثارة) هو أن (معزبنا) الشيخ خالد الفريحي أصر على أن نشاهد حالة تزاوج بين جمل (فحل) وبين ناقة، وكانت عملية صعبة جداً لن أستطيع أن أذكر تفاصيلها لأن هذا سوف يقع تحت مقص الرقيب!! ولكن لا حظت أن هناك أطفالاً دون العاشرة كانوا يشاهدون عملية التزاوج من دون أي حرج في وجود والدهم ويبدو أنها لم تكن المرة الأولى التي يشاهدون مثل تلك العملية!! وفي طريق العودة وجدنا أنفسنا (ودون أي سبب) نتسابق مع باقي السيارات في الصحراء وكان قائد السيارة التي أركبها شاب في العشرينات ولم يبال أنه يقود السيارة في الصحراء بسرعة تجاوزت 160 كيلومتر في الساعة ولم يكن يرتدي حزام الأمان، ولكني ارتديت حزامي وأخذت أدعو ربي أن نصل بالسلامة من هذا السباق، وكانت المكافأة لتلك المغامرة أن سيارتنا كسبت سباق السيارات هذا بما فيه سيارة (معزبنا) الجديدة، وكان سائق سيارتنا الشاب في غاية من السعادة، أما أنا فقد نطقت بالشهادتين عدة مرات!! وكان هذا ختاماً جميلاً ليوم جميل قضيته في صحراء (أم رقيبة)، وبعدها رجعت إلى حياة المدينة حيث الضجيج والسيارت والتلوث والدش الساخن!!