تتضمن عمليات البدانة بمختلف أنواعها تدخلا على المعدة أو الأمعاء أو كليهما، إما بالقطع أو الخياطة أو التدبيس أو التوصيل، مما يتطلب أن نضع هذه الأنسجة في وضع لا تتعرض فيها للتشنجات القوية ولا للتوسع بسبب الطعام، بل للراحة من وظائفها المعتادة لتسهيل التئام جروحها، وزوال التورم الحاصل نتيجة التدخل الجراحي، واستعمال مواد غريبة عن الجسم من خيوط أو حلقات أو دباسات. وقد تحدث العديد من المضاعفات بسبب إهمال التقيد بتعليمات الطعام، مثل التسريب بعد عمليات تكميم وتحوير المعدة، أو انسداد الحلقة وانقلابها بعد عملية حزام المعدة، وانفتاق الخياطة والتوسع بعد عملية طي المعدة، كما أن كل العمليات السابقة قد تصبح معرضة للفشل نتيجة حشو المعدة بالطعام، مما يؤدي لتوسع جيب المعدة المتبقي وبالتالي فشل العملية واكتساب الوزن بعد فترة من إجراء العملية. التعليمات الواجب اتباعها في الفترة الأولى بعد إجراء الجراحة يجب التدرج في تناول الطعام خلال فترة 4-6 أسابيع قبل الوصول لتناول الطعام العادي، ويتم ذلك على ثلاثة مراحل، كل واحدة تمتد من 10-14 يوما، وهي كالتالي: 1- مرحلة السوائل.. وتتضمن الماء والحليب والعصائر الرقيقة مثل عصير التفاح أو الجزر أو العنب، ومرق اللحم والدجاج، وشراب النعناع، والشاي، والكركديه، ويستحسن البدء برشفات صغيرة تزاد تدريجيا عند التأكد من تحمل هذه السوائل. 2- مرحلة الطعام المهروس والمخلوط.. وهنا يسمح بتناول الشوربة السميكة مثل شوربة العدس، شوربة البطاطس، شوربة الخضار، وتناول المتبل والحمص والبطاطس المهروسة، والأكلات اللزجة مثل المهلبية والكاسترد، واللبن الرائب، والبيض نصف المسلوق ، مع إضافة السوائل. 3- مرحلة الطعام الطري.. مثل الخضار المطبوخ، الأرز المسلوق، السمك المشوي أو المطبوخ، الخبز المحمص، اللحم المفروم، أفخاذ الدجاج المطبوخة والمقطعة. وخلال هذه المراحل السابقة لا نهتم كثيرا بالسعرات الحرارية لأن الجسم بحاجة لبعض الطاقة التي لا تتوفر إلا في الأنواع المسموح بها، وبعد هذه الفترة التدريجية تكون أوضاع الأنسجة قد استقرت، فزال التورم والتأم الجرح، وانغلقت أماكن القطع والتدبيس، والتأمت التوصيلات، فيمكن عندها الانتقال للطعام العادي، الذي يجب أن يكون صحيا يوفر العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من ناحية، مع اتباع بعض التعليمات التي تساعد على نزول الوزن وتمنع من عودة اكتسابه، ومن أهم التعليمات الواجب اتباعها: 1- استعمل طبقا صغيرا وملعقة صغيرة، وكل الكمية المحددة فقط. 2- حافظ على أوقات محددة لتناول الطعام. 3- تعلم اختيار الوجبات المنخفضة السعرات الحرارية في المطاعم والحفلات. 4- تعلم مضغ الطعام جيدا لأكثر من عشرين مرة للقمة الواحدة، والأكل ببطء، وترك الملعقة بين اللقم. 5- تعلم استعمال البدائل من أنواع الطعام لتجنب الملل من تناول نفس الوصفات. 6- تجنب الجوع الشديد الذي يؤدي للأكل بشراهة، لذا تناول تصبيرة بين الوجبات، مثل قطعة فواكه أو خس أو جزر. 7- تجنب تناول الشراب مع الطعام، بل اترك فاصلا ساعة من الزمن. 8- تعلم احتساب السعرات الحرارية لأنواع الطعام الشائع، واحتساب ما تتناوله يوميا بشكل تقديري. 9- حاول أن تشغل نفسك بأية فعاليات لتجنب الجلوس أمام التلفاز وتناول الأكل للتسلية. 10- إن ممارسة الرياضة تساعد على حرق الدهون وتنمية العضلات مما يخفف آثار الترهل. ويساعد الاشتراك في مراكز متخصصة بالتغذية كثيرا في دراسة الاحتياجات الغذائية لكل شخص وتقديم ما يتلاءم مع نوع العملية التي أجراها، بما يحقق الفائدة المرجوة ويقلل من حدوث مضاعفات أو فشل في العملية الجراحية، كما أن المتابعة الطبية ضرورية للكشف المبكر عن أي نقص قد يحصل في الفيتامينات والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم وغيرها عقب إجراء العملية بما يمكن من علاج ذلك مبكرا. د. فؤاد الأحدب - استشاري الجراحة العامة والمناظير والبدانة