بعد أن جفت أموال ملالي طهران بفضل العقوبات الاقتصادية، وشحت هبات المرشد خامنئي، وبعد أن توافرت ملاذات آمنة بعد نجاح ثورات الربيع العربي، استعادت القوى الإسلامية والقومية حريتها وتخلت عن (التقية) التي تعلمتها من محتضنيهم السابقين ملالي قم وطهران وبدأوا يبتعدون تدريجياً عن طوق طهران - دمشق الذي وضعه دهاقنة التقية من خلال رداء الممانعة. حماس بدأت رحلة الانفلات من الطوق، وأخذت (تصفي أعمالها) في دمشق وحتماً ستخفف من صلاتها مع طهران إن لم تقطعها تماماً، كذلك يفعل الإخوان المسلمون في مصر الذين حاولت طهران اختراقهم وجعلهم واجهة لفكر ملاليها المنحرف وأيضاً تحت عباءة الممانعة، إلا أن الإخوان المسلمين في مصر قد كُشف لهم ما يجري في سوريا من جور وظلم من قبل نظام بشار الأسد ومدى ارتباط ملالي إيران وتعاملهم المباشر في اضطهاد السوريين ومشاركتهم في عمليات القتل والتنكيل، ومن هؤلاء السوريين المستهدفين قطاع كبير من إخوان سوريا الذين لا بد وأنهم قد أوصلوا إلى نظرائهم في مصر ما يفعله الإيرانيون في سوريا ومن محاولات نشر للفكر الصفوي حيث يكاد حي السيدة زينب أن يتحول إلى معقل صفوي، وهو ما سوف يسعى ملالي طهران إلى فعله في مصر تنفيذاً ل(وصية الخميني) الذي زعم بأن المصريين أكثر العرب استعداداً للتشيع..!! انكشاف الدور القذر لحكام طهران في سوريا والمعرفة السابقة للإخوان المسلمين سواء في مصر أو سوريا وأيضاً معرفة حماس بانحراف فكر ملالي طهران الذي يعرفونه تماماً وإن تعاملوا معهم في السابق وفق مقاييس المصلحة السياسية، إلا أن تحديد الهدف يفرض حسم الأمر قبل أن يتوسع الأمر إلى درجة صعوبة تغيره أو حتى معالجته. ولهذا فإن الإخوان في مصر لا بد وأن يتبعوا إخوان سوريا وإخوان تركيا مثلما تبع إخوان فلسطين (حماس) نظراءهم في البلدين الآنفي الذكر فالذي يجري في سوريا يؤكد أن (أجندات) طهران لا تتوافق أبداً مع ما يسعى إليه الإخوان وبالتالي فإن أي علاقة بينهم وبين أفكار قم وطهران لا يمكن لها أن تستمر لعدم التوافق في الأصول فضلاً عن اختلاف التوجهات ومخرجات العمل الموصل في النهاية إلى الهدف المأمول تحقيقه.