نحمد الله الذي من علينا بنعمة الإسلام وجعل لنا مواسم الخيرات كشهر رمضان والجمعة والحج وغيرها مما شرعه الله لنا وأمرنا بفعله لأن فيه مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات ورمضان يروض الآثام ويروض القلوب على طاعة الرحمن وفيه يسجن الشيطان وأعوانه فتهدأ الأمور وتقل المخالفات الشرعية، ولذلك فإن جهاز الهيئة الذي أسند إليه ولي أمر المسلمين مراقبة المخالفات والحد منها ونصح الناس والحيلولة بينهم وبين ما يشتهون من المعاصي التي يزينها لهم الشيطان ويغريهم بالوقوع فيها، يفرح بقدوم رمضان مثلما يفرح جميع المسلمين ولكنه يزداد فرحاً لأن رمضان يهدئ الناس ويؤدبهم فتقل المنكرات والمخالفات مما يريح الأعضاء في هذا الشهر الكريم، ويبقى دورهم في توزيع المطوية وإهداء الشريط ويكون هذا الشهر عوناً بعد الله للجميع على الطاعة وتقبل النصح والنصيحة، وهذه ميزة من ميزات رمضان الذي هو شهر القرآن وهو معيار الإيمان حيث إن الإنسان قد يصلي رياء وقد يحج سمعة وقد يزكي ليقال، لكن الصوم هو الوحيد الذي به يختبر إيمان الإنسان فكونه يخشى الله في الخلوات ويمتنع عن الشهوات دليل قاطع على أنه يخاف ربه ومن هنا قال عنه رب العالمين (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي عليه) حديث قدسي، ومن هنا كان الصحابة يفرحون بمقدم رمضان ويحزنون على فراقه؛ لانه موسم مربح في مجال الحسنات ويكفي أن فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران كما ورد في الحديث وفيه أيضا تصفد مردة الشياطين كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ومصداق هذا الحديث أنك ترى الناس في رمضان يقبلون على الطاعات أكثر من غيره، فمثلاً المساجد نرى فيها كثرة المصلين ونلحظ كثرة المعتمرين إلى غير ذلك من طاعة الرحمن، وبهذه المناسبة أدعو الإخوان العاملين في الميدان إلى أن ييسروا ولا يعسروا في كل الأوقات ولكن في رمضان أكثر، وأن يتعاملوا مع المخالفين بالتعامل الحسن، ومع العلم أن المخالفة قد تحزن وتستفز لبشاعتها كوجود شباب في رمضان مفطرين، بل بعضهم وجد في رحلة مفطرين ومنتهكين لهذا الشهر ولحرمته والإفطار كان أيضا على محرم حيث سرقوا تيسا وذبحوه واجتمعوا عليه، فمثل هذا قد يجعل أعضاء الهيئة يغضبون ولكن عليهم أن يحلموا فقد حلم الله على أولئك الشباب وإلا كان بإمكانه سبحانه وتعالى أن ينزل بهم عذابه العاجل، ومع هذا حلم عليهم سبحانه، فمن باب أولى أن نحلم نحن ونجادلهم بالتي هي أحسن ونتألفهم ونعتقهم بلين الجانب من عدوهم الشيطان الذي سول وزين لهم هذا العمل المشين, وأسأل الله أن يوفق الاخوة في تغيير المنكر بالأسلوب الأمثل والأحسن وأن يهدي ضال المسلمين ويرده إلى دينه رداً جميلا وأن يحفظ لهذا البلد إيمانه وأمانه وأمنه وأن يوفق حكامه القائمين بشعائر هذا الدين لما يحبه ويرضاه وأن يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي من خلالها تصل عدالتهم إلى شعبهم فيؤخذ المخطئ بخطئه ويحسن للمحسن بإحسانه وختاما أسأل الله حسن الختام وأن يغفر لنا ولإخواننا المسلمين في هذا الشهر الكريم وفي كل وقت وحين وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين وشفيعنا يوم الدين تسليماً كثيراً. حسن بن سعيد الربيعي