أكد الدكتور غسان الصعيدي استشاري الجراحة العامة بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان الحاصل على الزمالة الأيرلندية في الجراحة العامة والزمالة الإيطالية في جراحات السمنة واضطرابات الاستقلاب أنه تم التوصل أخيراً إلى طرق جديدة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني باستخدام الجراحة، حيث أصبحت إحدى الخيارات المتاحة للقضاء على المرض وبشكل نهائي لتعود قيم فحص السكر ونسبه إلى مستواها الطبيعي وتوقف المرضى نهائياً عن أخذ أي أدوية للسكري مع السماح بتناول أي نوع من الغذاء، كما تستطيع العملية إيقاف تقدم المرض وتأثيره السلبي على الجسم. وقد تم إجراؤها بنجاح تام -ولله الحمد- بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان. السيطرة على المرض نهائياً أوضح الدكتور الصعيدي أن الهدف من علاج مرض السكرى ينحصر في ضبط مؤشراته والسيطرة على الارتفاع السريع في نسب المرض. مشيراً إلى العديد من المحاولات للسيطرة على المرض نهائياً بلا عودة ولكنها باءت بالفشل على الرغم من تعدد وسائل العلاج. أكثر أنواع السكري انتشاراً وتابع الدكتور غسان الصعيدي بقوله: مرض السكري عبارة عن مجموعة من الأمراض الاستقلابية التي تتظاهر بفرط سكر الدم الناتج عن نقص في إفراز الأنسولين أو تأثير الأنسولين أو كليهما. ووفقاً لهذا التعريف يمكن إدراج مجموعة من أمراض وآليات السكري، فعلي سبيل المثال السكري الكهلي من النوع الثاني وهو من أهم وأغلب أمراض السكري والذي يصيب 90% من المرضى. نقص إفراز الأنسولين مشيراً إلى أن أهم أسبابه، أولاً: نقص إفراز الأنسولين نتيجة ضمور خلايا بيتا المفرزة في البنكرياس مع الزمن وهذا الأمر لم يمكن تجنبه وإن أمكن تأخيره بالعلاج الدوائي كمنشطات غدة البنكرياس، وثانياً: مقاومة تأثير الأنسولين على مستوى الخلية (الكبد، العضلات تستهلك 25%، الأمعاء تستهلك 25% من سكر الدم بمساعدة الأنسولين)، مما يؤدى لارتفاع سكر الدم أو سؤ ضبطه... إيجابيات عمليات السمنة واستطرد استشاري الجراحة العامة بمستشفى د.سليمان الحبيب بالريان قائلاً: أجريت دراسة على 22 ألف حالة تعاني من مرض السكري والسمنة المفرطة معا، أدت عمليات السمنة بأنواعها إلى اختفاء السكري عند 77% من المرضى، كما ارتفعت النسبة إلى 85% إذا وضع في الاعتبار المرضى الذين تحسن معهم ضبط السكري. مضيفاً بأن الدراسات المستفيضة في هذا الشأن تشير إلى انحصار عدد الوفيات المباشرة المتعلقة بمرضى السكري، حيث انخفضت بنسبة مذهلة تبلغ 92% عند المرضى المصابين بالسكري والسمنة المفرطة معاً. معدلات عالية مشيراً إلى ضرورة التفريق بين العمليات المخصصة لجراحة السكرى والتي ليست لها علاقة بوزن المريض واستخدمت في كافة درجات كتل الجسم لتعديل الاضطراب الاستقلابى للمريض (السكرى، فرط شحوم الدم مثلاً)... والعمليات المخصصة لمكافحة السمنة والتي أدت أيضاً لاختفاء السكرى ليعود للظهور في نسبة منها بعد 5 إلى 10 سنوات. نسب نجاح تصل إلى 97،8% فيما أكد الدكتور غسان الصعيدي أن الأوساط العلمية بحثت إمكانية تطويع بعض عمليات الجراحة الاستقلابية للاستفادة من تأثيرها المزيل للسكر في مرضى السكري عامة، علماً بأن 90% من مرضى السكري تكون أوزانهم ومعدل كتلة الجسم من 25% إلى 35% أي فئة الوزن الزائد والسمنة البسيطة، وحيث أن تلك الفئة ليست مؤهلة بشكل عام للعمليات السابقة، فقد كانت هنا المعضلة وهي إيجاد عمليات لا تؤدي إلى فقد الوزن ولا تؤثر سلباً على المريض وذات تأثير أساسي على المتلازمة الاستقلابية أي السكري والكولسترول وفرط شحوم الدم، وقد أمكن ذلك بنسبة نجاح تصل إلى 97،8% في إخفاء السكري. المرشحون لهذا الإجراء وعن المرضى المرشحين لإجراء جراحات السكري، قال الدكتور الصعيدي إن المرشحين هم بشكل عام المرضى سيئي ضبط السكري بنسبة 5.7% وبدء ظهور دلائل اعتلالات السكري في الجسم على الرغم من المتابعة الطبية الجيدة والمستمرة، وأيضاً تتم العمليات للمرضى المصابين بالسكر بعد مرور3 سنوات على الإصابة، مشيراً إلى أفضلية من لديهم كتلة جسم فوق 30%.