كانت مفاجأة جميلة من سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز عندما أعاد طرح وتحريك موضوع بنك الفقراء الذي طال انتظاره لسد عوزة شريحة عريضة من هذا المجتمع المتهم بالغنى وفي أي مكان يأتي الكلام عن بلادنا التي حباها الله بالخير الوفير في أرضها من صنوف متعددة من المعادن والنفط والصحراء الواعدة بكل شيء مفيد لما يحتاجه الإنسان في حياته. يطرح السؤال هل حقاً يوجد في هذه البلاد فقراء؟ - لقد انعقد الاجتماع بكامل أركانه من خبراء وذوي اختصاص إلا وزارة المالية السعودية لم نرَ وزيرها أو من ينوب عنه، وهذا اجتماع مهم يحتاج إليه المواطن الفقير.. فكان الأجمل لو حضر كل مسؤول له علاقة بهذا العمل. لقد قامت هذه الندوة المباركة التي أقامها برنامج الخليج العربي للتنمية (أغفند) بالتعاون مع مجلس الغرف السعودية بعنوان (التموين الأصغر والأعمال) وقد أثنى سمو الأمير طلال على دور المملكة الداعم ممثلاً في الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لهذا المشروع الحيوي الهام وقد حضره جمع كبير ومنهم السيد البروفسور محمد يونس في كلمته خلال الندوة على قوة التمويل الأصغر في إحداث التنمية الحقيقية.. وقال يونس: إن بنوك التمويل الأصغر صمدت أمام الأزمة المالية التي ضربت معاقل الاقتصاد الرأسمالي بينما انهارت البنوك الكبرى. موضحاً أن بنك (غرامين اميركا) الذي أطلق العام 2008م ظل يقدم القروض المالية للجميع في وقت انهارت فيه البنوك الكبرى. إن هذا الاجتماع الموفق بحول الله هو ما سيدفع بهذه الفكرة الرائدة إلى حيز التنفيذ وفي الأثر الكريم: «إنما ترزقون بفقرائكم بالعطف عليهم»، وعلينا أن نحشد كل عوامل النجاح لهذا المشروع العظيم بدعوة رجال الأعمال والبنوك والشركات ومحبي الخير.. ولعل صاحب مشروع (رزق جميل) محمد عبداللطيف جميل يساهم بمشروعه في دفع هذه الفكرة إلى الأمام، ثم إننا نتمنى على سمو الأمير طلال وهو الشخص الذي صبر وتبنى هذه الفكرة بعد طرحها من قبل ذلك الرجل الصادق محمد يونس أن يوكل أمر تنفيذ هذه الفكرة الرائدة إلى شخص جاد للقيام عليها مثل الدكتور أحمد علي مع استشارة عدد من رجالات البلاد العربية من رجال أعمال ومجتمع أي من كافة شرائح المجتمعات العربية سواء مثلوا مؤسسات المجتمع المدني أو أنفسهم، إننا ننتظر من هذا المشروع الشيء الكثير وأن يسعى مجلس إدارته إلى إيجاد أوقاف تدر عليه على أن يكون لها تنوع في الاستثمار المناسب حتى يكتب لهذا المشروع الاستمرار والديمومة لخدمة المواطن العربي الذي يبحث عن عمل شريف.. وقد قال أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون في بيروت: إن على الشرق العربي توفير خمسة عشر مليون فرصة عمل للشباب في الدول العربية.