رئيس تحرير صحيفة الجزيرة -وفقه الله- اطلعت على مقال الأستاذ سعد الدوسري في الجزيرة يوم 27-1-1433ه المعنون له ب(السستم داون).. ويقصد به الكاتب الكريم أن بعض موظفي الأجهزة الحكومية يتذرعون بهذا الجدار الصلب، إذا قدم المواطن لمراجعة معاملة (ما).. فعلى فرض أن الجهاز فعلا عطلان، أو السستم عطلان، فيا حبذا احترام مشاعر المراجعين، ومراعاة شعورهم واحترامها وذلك بأن يقدروا للمراجع الذي وفد من الآفاق وقطع الفيافي والقفار ليصطدم ب(السستم عطلان). فإن كان ولا بد من هذا العذر فيا حبذا تلطيفه بحسن التعامل وكريم الأخلاق وسمو الأدب، أي قل للمراجع (الجهاز عطلان وسنصلحه بعد ساعة أو عادة يتم تشغيله بعد الظهر أو بعد الساعة الفلانية، أو الجهاز عطلان لكن بإمكانك أن تعمل كذا وكذا. أو المعذرة الجهاز عطلان، أو بإمكاننا أخذ معاملتك وإذا اشتغل الجهاز ندخل بياناتك، فدع معاملتك وأعطنا جوالك أو.. أو.. أو.. أو..) ألف أو!! فلا نجمع حشفاً وسوء كيل. لا خيل عندك تهديها ولا مال فليُسعد النطق إن لم يُسعد الحال لماذا يتحفز بعض الموظفين ويحشد قواه ويستجمع عصارة ذهنه لعله يصطاد المراجع ليوقعه بفخ (عدم إنجاز المعاملة) أو بفخ (راجعنا بكرة) وإن سلم من كل هذه الأشياء فالكرت الأحمر جاهز للتلويح به، وهو (السستم عطلان) لماذا لا نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا؟! قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن رفق بهم فارفق به) قال تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} وأنا أعلم يقينا أن أصحاب القرار، ومن لديهم القدرة على التغيير، لا يمرون أصلا بمثل هذه المواقف، لأنهم إما تُسهل لهم أعمالهم بحكم مكانتهم، أو لأنهم لا يراجعون أصلا بأنفسهم، ولكن الضحية هم السواد الأعظم من المواطنين. فقد لامس الأخ سعد الدوسري جرحاً طالما عانى منه مراجعو المصالح الحكومية، وحبذا على الأقل إذا كان المسؤول مثلا غير موجود أو في اجتماع نعم اجتماع (وهو عذر من لا عذر له) حبذا على الأقل أن تتصل الجهة المعنية بالمراجعين الذين رتب لهم مواعيد في ذلك اليوم، وتخبرهم بتأجيل مواعيدهم كمراعاة لمشاعرهم واحتراما لذواتهم، إن المراجع دائما ما يكون قد قدم للجهة الحكومية بعد استئذانه مرجعه بشق الأنفس، أو عطّل عمله، أو أناب غيره ثم يصطدم بمسؤول يعتذر له بأبسط الأعذار، التي ربما وضعت أصلا في الأرشيف لإخراجها في الوقت المناسب. وبعضهم إذا علم أن المراجع من أقارب أو جهة فلانية يحاول أن يعيق معاملته لكي يتصل به ذلك المسؤول أو الجهة من باب (الدعوى مصالح) وهي مفاسد وليست مصالح، أما التي لا تطاق فهي أن يعيق المعاملة طلبا للرشوة، وهذه التي بدت عفونتها تفوح روائحها المنتنة، قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم. هذا على سبيل العموم فكيف بهذا العصر الذي لا يخلو فيه المسؤول من جوالين أو ثلاثة بالإضافة إلى الإنترنت، والهواتف الثابتة، هذا إن لم يكن لديه مكالمات خاصة أو (مُريبة) لأنه إذا كان مشغولاً بمثل هذه المكالمات يكون مشدود الأعصاب، ويبحث عن تصريف المراجع بأوهى الأعذار، لماذا لا يكون لدينا حوافز للموظفين المتميزين في تعاملهم؟ لماذا لا يكون هناك زيارات مفاجئة؟ لماذا لا يوضع خانة في بعض المعاملات يوضح فيها جودة تعامل الموظفين أسوة بالشركات؟ الخلاصة أنه لا يمكن أن يتحسن وضع المصلحة الفلانية أو العلانية حتى ينزل المدير أو المسؤول ويراقب عن كثب (فليس من رأى كمن سمع). وفق الله الجميع والسلام عليكم - د. علي الحماد - محافظة رياض الخبراء