القاهرة - مكتب الجزيرة - ضياء عبد العزيز أعلنت المملكة العربية السعودية أمس الأحد سحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب إلى سورية لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر خطة الحل العربي، في حين قررت اللجنة العربية الوزارية المعنية بسورية في اجتماعها أمس برئاسة رئيس وزراء دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على التمديد لبعثة مراقبي جامعة الدول العربية لمدة شهر وتكليف الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي الاتصال بالقيادة السورية للتوقيع على بروتوكول إضافي لمدة شهر على أن يتم إرسال عدد كاف من المراقبين لتغطية المناطق السورية. وفي كلمته أمام الاجتماع حذر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية من الخطورة البالغة للوضع الحالي بسورية. وقال سموه: (إن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر ونحن لن نقبل بأي حال من الأحوال أن نكون شهود زور أو أن يستخدمنا أحد لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري الشقيق.. معلنا من هذا المنطلق سحب المملكة لمراقبيها نظرا لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر خطة الحل العربي التي تهدف أساسا لحقن الدماء السورية الغالية). وقال سموه في كلمته: (نحن نرى الدم البريء يسفك يومياً مما يضعنا في موضع الاختبار لضمائرنا وليس هناك أقسى من تأنيب الضمير خاصة لمن يحرص على جديته ومصداقيته إزاء شعب عربي شقيق ما زال يتعرض - للأسف - لأبشع صنوف التنكيل والعذاب..وممن؟.. من الذين يفترض بهم أن يكونوا أحرص الناس على سلامته وحقوقه وأمنه ومصالحه. وقال سموه: (لقد وضع مجلسكم الموقر خطة واضحة المعالم لوقف نزيف الدم الذي يدمي قلوبنا جميعا وهي خطة تؤكد على الوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة وإخلاء المدن والأحياء من جميع المظاهر المسلحة وفتح المجال أمام المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام للتنقل بحرية، وهذه العناصر مجتمعة هدفها فتح المجال أمام حوار وطني سوري. وأضاف سموه: (لقد أكدنا مراراً وتكراراً على أننا لا نكن لسورية الشقيقة إلا مشاعر المحبة والأخوة والحرص على مصالح كل أبناء الشعب السوري دون تمييز أو تفريق، وهدفنا وقف النزيف الدامي بما يحفظ لسورية وحدتها وأمنها واستقرارها ويجنبها مخاطر الصراعات الأهلية المدمرة أو الانزلاق للفوضى والخراب، وقد جاءت قرارات مجلسكم الموقر مصداقا للحديث النبوي الشريف بأن ننصر أخانا ظالما أو مظلوما، فنردع الظالم عن ظلمه ونحمي المظلوم من بطش الظالم. وأعرب سموه عن أسفه مع ذلك لعدم تنفيذ السلطات السورية بنود الخطة وقال سموه: (لكن مع الأسف لم نجد على أرض الواقع التزاما بتطبيق أي من بنود الخطة العربية، ولم تكتف السلطات السورية بعدم تنفيذ ما تعهدت بأن تنفذه بشكل عاجل وشامل، بل بادرت إلى اتهام القادة العرب ودولهم بالتآمر وانتقصت من عروبتهم ولكن هل من شيم العرب أن يقتل الحاكم شعبه وهل مهمة الجيوش العربية أن تفتك بمواطنيها أم أن تحميهم وتحمي أعراضهم وممتلكاتهم وتحفظ أمنهم واستقرارهم!. ودعا سموه جميع الأشقاء العرب إلى الالتزام بكل جدية ومصداقية بما قرره مجلس جامعة الدول العربية الموقر حول فرض العقوبات كما دعا سموه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بما في ذلك الدول الإسلامية والصديقة في روسيا والصين وأوروبا والولايات المتحدة وفق خطة الحل العربي بكل عناصرها. وعلى هامش الاجتماع الوزاري بحث الأمير سعود الفيصل بمقر إقامته في القاهرة أمس مع وفد المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة الدكتور برهان غليون آخر تطورات الأوضاع في سورية في ضوء تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد أحمد الدابي . كما استمع سموه من رئيس المجلس الوطني السوري إلى رؤية المجلس للآفاق المستقبلية للتعاون مع تطورات الأوضاع بسورية في ضوء استمرار أعمال العنف والقتل هناك.