قنينةُ الغاوينَ يملؤها الحدادْ السندبادُ الآن يفترش الشكوكَ ويسألُ الأموات عن مدنٍ جدادْ أشياؤنا الأولى نعلقها على رحم الطلاسم ثم نسترقُ المدادْ جناحان من زعفران المشيئةِ ليلٌ قديمْ وأرجوحة الضوء تأبي الحراكَ تسابق صمت المكان وصمتي تُرى هل تشكُ العقاربُ في بعضها حينَ يأتي المساءُ فتأبى المسير وأن النهايةَ تهفو إلى موطنِ البدء هنا أرخبيلُ الحكايةِ يطفو على مدمعي مَعَرة حزن فكل الشهورِ حزيرانَ عندي وكل المعزين قيسٌ وليلى لِمن عزفَ النايُ لحنَ النشوءِ لتحيي عظامُ المغنينَ ثكلى تُنازعُ كأسَ الفَرَاغِ.. الفراغَ هُنا يَقِفُ السيفُ بين الحقيقةِ والأمنياتِ وبين الشُكوكِ وبينَ اليقينِ ثنائيةً لاحتراقِ الحياةِ تُرَى هل نُجَسدُ موتَ الحقيقةِ في الأمنيات وزيفَ الحواضرِِ في الذكريات تُرَانا نُعَري حناجِرنا متى ما نُرَددُ ما قاله الآخرون جوىً مُسْتَعار ثنائيةُ الموت تجيءُ الدموع إليَّ ويسبقها الكبرياءْ ومازال يتسع الأقحوانُ ويرتبك العطر بين الشتات وفي الحلمُ منأى لمن عاشَ في الأرضِ بعد الفناء ومن عاقر الفجرَ بعد المغيب ومن جاء في زمن اللامجئ يرددُ أسطورة من حجرْ يسيرُ إلى حيثُ شاءَ الرذاذ ليأكلَ من شجرِ المذنبين ووجهُ المعريِّ مزدحمٌ في جميعِ الجهات وفي راحتيهِ صواع التجلي وأمتعةُ البوحِ تأبى المجيء فأين الخلاص هنالك وجهُ الحياةِ البريءِ عقيمٌ غريبٌ سُلالتهُ في يمينِ الأهلةِ تنمو لتخبو رياحُ الأبوةِ فيهِ لذلكَ يأتي المغني وليداً لغيرِ اليقين يفتشُ في معطفِ الماءِ حتى تَجِفَ البُحور ويأكلُ خُبْزَ الأساطيرِ يسكنُ في الخيل في الرمل في الياسمين تصلي الشوارع تحت وسادته حين يأتي الخريف تقص علي خطى السائرين لِيَسْتَأْنِفَ الماءَ يحترق الآن يعودُ كما كانْ: «جناحان من زعفران المشيئةِ ليلٌ قديمْ»