تعزيزاً لتوجهها نحو الوطن العربي تكثف تركيا من حضورها ومشاركتها في الفعاليات السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية، وفي هذا السياق شهدت مدينة اسطنبولالمدينة التي تستند إلى حقبة تاريخية مجيدة وحاضر متطور يبرز المستوى الاقتصادي والسياسي التركي معاً، شهدت عقد المنتدى الإعلامي العربي التركي من 30 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2011م والذي عقد تحت شعار استحضر المرحلة التي يعيشها الوطن العربي، إذ أعطى المنتدى شعاراً خاصاً به متوافقاً مع ما يعيشه الوطن العربي من «ربيع» فكان الانعقاد تحت شعار «الإعلام في محور التغير والاستمرارية مع الفرص والإمكانات الجديدة». وقد أبرز المنتدى حرص تركيا الجديدة بإستراتيجيتها السياسية والاقتصادية الحالية التي تعتمد أساساً على الموروث التاريخي الجامع لكافة الدول العربية من موريتانيا حتى اليمن وإمكانية الاستفادة من وضعها الجغرافي المميز كجسر سياسي وجغرافي واقتصادي الرابط بين أوروبا وآسيا كما أنها مميزة تاريخياً في مساعدتها لشعوب دول آسيا الوسطى الناطقة باللغة التركية والتي ترتبط بالعالم العربي بالفتح الإسلامي والتوحد الديني والتاريخي والثقافي من خلال العهد العثماني الجامع لكل هذه المنظومة الاجتماعية. ومع التداعيات السياسية والاقتصادية الحالية والتي تتفاعل بسرعة عالية في المجال الإقليمي العربي تجد تركيا أن لديها مسؤولية مشتركة مع شعوب الدول العربية الصديقة والشقيقة ولا بد من لعب دور فعال في تحقيق السلام الإقليمي والمساعدة في توفير حياة أكثر رفاه واستقراراً من خلال تعميق العلاقة المشتركة كمنظومة إعلامية واحدة والاستفادة من تأثير وقوة الإعلام بتوجيه الرأي العام الإقليمي لتحقيق مستقبل أفضل من الحاضر والجهات التركية الإعلامية الرسمية «المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام الخارجي المرتبطة برئاسة مجلس الوزراء» وفي هذا الإطار التاريخي الاقتصادي السياسي فقد تم دعوة 180 إعلامياً عربيا من 22 دولة عربية شرق أوسطية وإفريقية لمشاركة شخصيات إعلامية تركية وبهذا الحضور الإعلامي الواسع الذي ينعقد تحت ظروف سياسية إقليمية متطورة بسرعة غير مسيطر عليها مما يؤدي لنقل التعاون القائم بين تركيا والدول العربية والتي بلغت مرحلة متطورة على المستوى الإقليمي مما أثّر على الرأي العام في العالم أجمع. وقد اشترك في هذا المنتدى من المملكة العربية السعودية: 1- الأستاذ خالد بن حمد المالك - رئيس تحرير الجزيرة. 2- الأستاذ جاسر بن عبدالعزيز الجاسر - مستشار التحرير بصحيفة الجزيرة. 3- الأستاذ يوسف الكويليت - نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض. 4- الدكتور عبدالله الرفاعي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 5- الأستاذ عبدالإله بن سعود السعدون - هيئة الصحفيين السعوديين. تم الافتتاح في حفل رسمي تحت رعاية السيد بولند أرنيج نائب رئيس الوزراء التركي وجرت المحاضرات كورش عمل مقسمة على قاعتين منفصلتين يعملان في وقت واحد وهذا خطأ تنظيمي شتت مشاركة حضور المنتدى. الترجمة الفورية كانت جيدة إلا أن المسؤولين عن إدارة سير المنتدى لم يجد أحدهم التحدث باللغة العربية حتى ترجمة المنشورات التعريفية للمنتدى كانت بلغة ضعيفة. التواصل بين إدارة المنتدى التركية والمشاركين العرب كانت ضعيفة بعد الافتتاح. تغطية وسائل الإعلام التركية (صحف ومجلات وفضائيات) كان ضعيفاً داخل المنتدى وفي برامجها اليومية. الضيافة ممتازة في فندق «كونراد إسطنبول». محاضرة الافتتاح كلمات نائب رئيس الوزراء التركي بولند أينج وتلاها كلمة السيد مكرم محمد أحمد أمين عام اتحاد الصحفيين العرب. كلمة السيد مراد كارفايا مدير عام الصحافة والنشر التركية الإدارة المضيفة للمنتدى. ومع استخدام نظام الجلسات المشتركة في وقت واحد أقيمت ندوات عديدة من أهمها: 1 - انعكاسات السياسة الخارجية التركية على البلدان العربية ورؤية العرب لتركيا. 2- موقع المؤسسات الإعلامية العربية والتركية داخل منظومة الإعلام العالمي. 3 - فرص تطوير التعاون في مجالات التعليم والتدريب الإعلامي. وقد اشترك في هذه الندوات الأستاذ عبدالإله بن سعود السعدون والدكتور عبدالله الرفاعي أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود، مع عدد من المحاضرين العرب والأتراك ومن أشهر المشاركين أمين هويدي، مراد يتكين، عوض ساعد باقوانير، عدنان الراشد، مصطفى أوزجان، فهمي كورو، الدكتور ياسين أ:كتاي، عزام التميمي، وجاء في كلمة الأستاذ عبدالإله بن سعود السعدون: «أيها الأخوة الأعزاء إننا نرى في اسطنبول اليوم النهضة الاقتصادية والتمييز السياسي وبقفزات منظمة منذ 2002م مما جعلت تركيا الحديثة في مصاف الدول الصناعية المتقدمة في أوروبا مرافقاً هذا التقدم الاقتصادي لاستقرار أمني وإقدام سياسي ومكانة محورية في إقليمنا والعالم أجمع ومؤثر مباشر في حركة السياسة الإقليمية الشرق أوسطية والدولية لتنفيذها سياسة موزونة تعتمد على المواثيق العالمية وتحقيق السلم والأمن الإقليمي وتساهم بجدية في المشاركة في حلول قضايا منطقة الشرق الأوسط. وكان للزيارة التاريخية التي قام بها رائد التضامن الإسلامي مليكنا الراحل الفيصل العظيم التأثير المباشر لإنعاش العلاقات التركية العربية وقد جاء في البيان الختامي لهذه الزيارة المباركة تأكيد تركيا ولأول مرة في تاريخها السياسي على حق الشعب الفلسطيني بقيام دولته على ترابه الوطني في فلسطين والممثل الوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير وتشارك تركيا العالم الإسلامي آماله ومساعيه في حل كافة المشاكل الإقليمية والدولية في دول الأمة الإسلامية وقد جاء ذلك في كلمة فخامة رئيس جمهورية تركيا الراحل جودت صوناي وأكدتها التصريحات الصحفية لرئيس الوزراء آنذاك سليمان ديميريل. وبلغت ذروتها في العلاقة الإستراتيجية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بين الشعبين التركي والسعودي.