يمثل المرضى الذين يعانون من آلام بالصدر أكثر من 50% من المرضى المترددين على عيادة أمراض القلب، لذلك يجب أن نعرف الأسباب وكيفية التفرقة بينها وكذلك كيفية التعرف عليها. أسباب آلام الصدر تنتج آلام الصدر من أحد الأعضاء الموجودة بالصدر أو أعضاء قريبة من الصدر أو من الرقبة، لذا فإن الآلام الروماتيزمية لعضلات الصدر تعد أشهر الأسباب للآلام، وتكون عادة في المرضى صغار السن، وتكون على هيئة شكة تزداد مع النفس وعند وضع اليد على الصدر فإن المريض يحس بالألم، وكذلك فإن آلام الصدر عند المرضى الذين يعانون من زيادة في الوزن بعد أكلة دسمة تكون عادة نتيجة لمرض في الحوصلة المرارية ويكون الألم عادة في الناحية اليمنى من الصدر. كذلك أشهر أسباب آلام الصدر في المدخنين هي انفجار فقاعة انتفاخية بالرئة، وتكون آلام كشكة تزداد مع التنفس. وتشكل أمراض الجهاز الهضمي نسبة كبيرة من آلام الصدر وخصوصاً ارتجاع وتقلص المريء. والمريء هو الأنبوبة العضلية التي تصل من البلعوم إلى المعدة وتقريباً يوجد في منتصف الصدر وتشبه آلامه كثيراً آلام الذبحة الصدرية، وتخف الآلام عند استعمال النيترات تحت اللسان مما يسبب ارتباكاً عند التشخيص. أما تآكل الفقرات العنقية فهو يسبب آلام شبيهة بآلام الذبحة الصدرية لكنها تحدث عادة عند حركة الرقبة وكذلك يحس بها المريض في الذراعين. ولا يوجد شك في أن آلام الصدر نتيجة لأمراض القلب هي الأخطر على الإطلاق ولذا سوف نتكلم عنها بالتفصيل. آلام الصدر بسبب القلب القلب هو العضو العضلي الذي يضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم ويتكون من أربعة حجرات يفصل بينهما صمامات تعمل على مرور الدم باتجاه واحد، ويحيط بالقلب غشاء يسمى غشاء التامور لجعل القلب ينبض كوحدة واحدة، ويخرج من القلب الشريان الرئوي إلى الرئة، والشريان الأورطي إلى جميع أجزاء الجسم. والقلب كأي عضو آخر يحتاج إلى الدم كي يعمل بكفاءة ولكنه لا يستخدم الدم في الحجرات ولكن عن طريق الشرايين التاجية التي تمر على سطح القلب. ولذلك فإن آلام الصدر المتسببة عن أمراض القلب يمكن أن تنشأ من: 1 - أمراض الصمامات: وأشهرها ارتخاء وضيق الصمام الميترالي وكذلك الصمام الأورطي. 2 - أمراض الشرايين الكبيرة بالقلب مثل تمزق جدار الشريان الأورطي أو جلطات الشريان الرئوي. 3 - أمراض غشاء التامور مثل التهابه أو تراكم السوائل به. 4 - أمراض الشرايين التاجية التي تؤدي إلى الأزمات القلبية. والأزمات القلبية نوعان.. ذبحة صدرية عندما يكون هناك عدم تساوٍ في كمية الدم في الشريان التاجي وشغل القلب ويكون عادة نتيجة لضيق بالشريان. والجلطات القلبية عندما يكون هناك جلطة انسدادية بالشريان. شكل الأزمة القلبية وتتميز الأزمات القلبية بآلام صدرية عادة ما تكون في منتصف الصدر، ويمكن أن تشير إلى الذراع الأيسر أو الفك السفلي وكذلك إلى أعلى الظهر. وكقاعدة عامة.. أي آلام من منطقة السرة إلى الفك السفلي يمكن أن تكون نتيجة لأمراض الشرايين التاجية، وتكون الآلام على هيئة (قبضة أو مسكة أو عصرة أو حرقان أو ثقل وفي بعض الأحيان لا يستطيع المريض أن يصفها (Dull Aching Pain). وتحدث آلام الصدر عادة مع المجهود البدني أو النفسي أو بعد الأكل أو في حالات التعرض للبرد، وتخف تلك الآلام مع الراحة أو مع أقراص النيترات تحت اللسان، وتستمر تلك الآلام من خمس إلى عشر دقائق، ولكنها ممكن أن تستمر أكثر من هذا في حالات الجلطة القلبية. وتصاحب تلك الآلام عادة عرق غزير وقلق وخوف، وفي بعض الأحيان يكون هناك صعوبة في التنفس وعدم انتظام في ضربات القلب وكذلك الإغماءة الكاملة. وعادة تكون آلام الذبحة أقل في الحدة عن آلام الجلطة القلبية. لذلك فإذا تعرض المريض لآلام صدرية مستمرة مصحوبة بتلك الأعراض فإنه يجب أن يذهب المريض مباشرة إلى المستشفى المجهزة بعناية قلبية مركزة، فإذا كان المريض يعاني من حالات آلام الصدر المتفرقة مع المجهود التي لا تستمر طويلاً فإنه يجب أن يذهب إلى طبيب القلب المعالج، حيث يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي (مرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول وارتفاع حمض البوليك والمدخنين وكذلك المرضى الذين لهم تاريخ عائلي لأمراض القلب هم أكثر عرضة لأمراض القلب عن الآخرين). تشخيص الحالة بالفحص السريري وعمل رسم قلب قد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحوصات أخرى مثل رسم القلب بالمجهود أو الموجات فوق الصوتية بالمجهود أو المسح الذري لتأكيد الإصابة بأمراض الشرايين التاجية. وأخيراً القسطرة القلبية حيث يتم تصوير الشرايين التاجية وتوسيعها بإضافة دعامات إذا دعت الضرورة كذلك إضافة مجموعات من الدواء التي أثبتت أنها تقلل نسبة حدوث الجلطات وتساعد على اتساع الشرايين التاجية. وفي النهاية فإن آلام الصدر من أكثر شكاوي المرضى شيوعاً في عيادة أمراض القلب وتكون لها مسببات كثيرة وتكون أمراض الشرايين التاجية هي أخطرها على الاطلاق، لذلك فإنه يجب أن نعرف تلك الآلام حتى نستطيع اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية إذا دعت الضرورة. وحدة أمراض القلب والأوعية الدموية