تلقّى لبنان، مع المملكة العربية السعودية بارتياح كبير، نبأ نجاح العملية الجراحية في القلب لوزير الإعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجة، التي خضع لها السبت. أهل الإعلام تبادلوا الاتصالات المطمئنة عن صحة الخوجة، الرجل الذي لا يحتاج إلى شرح كثير عنه: عن عمله وعلمه وثقافته، وقبل كل شيء عن أخلاقه التي تنم عن أخلاق تلك البلاد، بلاد الحرمين الشريفين، بقيادة ملكٍ كبير، يحمل همّ العرب هو عبد الله بن عبد العزيز. بحسب مقرّبين من الوزير، فإنه كان ذاهباً لعملية قسطرة في القلب، لكن الأطباء في «مركز الملك عبد العزيز لأمراض وجراحة القلب» قرّروا إجراء عملية القلب المفتوح نظراً لتعب الشرايين. وتعب الشرايين، من الضغط الكبير على وزير الإعلام السعودي الذي يقضي ساعات طوالاً في العمل، سواء في مكتبه في الوزارة أو حتى من داخل منزله بعد الدوام. وبين هذا وذاك، يعمل الخوجة على حل مسائل الصحافيين والإعلاميين السعوديين (وبعض العرب أيضاً!) من خلال هاتفه النقّال، بل هواتفه النقالة! يُشهد للخوجة، النقلة النوعية في تطوير إعلام المملكة المرئي والمسموع والإلكتروني، تنفيذاً لرؤية الملك عبد الله بن عبد العزيز الإصلاحية على كل المستويات. والأيام المقبلة، ستشهد مزيداً من التطوير الذي يُحرج حتى «الحاقدين» على كل ما هو سعودي وعربي! هؤلاء لا يريدون لا للمملكة ولا للعرب أي إنجاز لا في السياسة ولا في الإعلام ولا في الدبلوماسية. وبالطبع ليس في الأمن أو في التنمية. غير أنّ الخوجة لا يعنيه «الحقد» ولا يعلق على مقالات الحقد أو مقابلات تلفزيونية مع أشخاص «بالين» عفا عنهم الزمن، يتحدثون في العفة! في أي حال، الخوجة اليوم في فترة نقاهة، بعد عملية القلب المفتوح. يتلقّى مساعدوه اتصالات تهنئة هائلة من المملكة بطبيعة الحال ومن الأصدقاء في كل العالم، وعلى وجه الخصوص من «بلده الثاني» لبنان. هذا البلد الذي كتب فيه الشاعر عبد العزيز خوجة أجمل قصائده في الوطنية والحب والأمل. لا مكان عند الخوجة للبغض، حتى الذين يبغضون أنفسهم. ونحن مثله! في السياسة، قضى «السفير» عبد العزيز خوجة سنوات من عمره في لبنان، يعمل على تقريب المسافات والمساحات الطوال بين الفرقاء. وأحصيت له شخصياً مئات التصاريح ومئات الصور الفوتوغرافية وآلاف الكلمات في «ضرورة تلاقي اللبنانيين». كلامه عند سعد الحريري، وقبله عند الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مثل كلامه عند الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري. «يجب أن تعملوا على حل مشاكلكم بالوحدة والتلاقي والحوار». كان يلتقي ب 14 آذار كما يلتقي ب 8. يلتقي بالسيد حسن نصر الله كما يلتقي بسمير جعجع ووليد جنبلاط في عزّ الخلافات القائمة يومها. وفي العدوان الإسرائيلي على لبنان، كان يطمئن شخصياً على اللبنانيين اطمئنانه على السعوديين المقيمين في لبنان. وحرص على تنفيذ تعليمات الملك شخصياً وسمو ولي عهده آنذاك الأمير سلطان، والأمير نايف بن عبد العزيز والأمير سلمان في مساعدة اللبنانيين على لملمة جراحهم العميقة جراء العدوان والدمار والتهجير، ناهيك عن الانقسام السياسي الحاد بين القيادات اللبنانية. كل ذلك يتذكّره اللبنانيون للقيادة السعودية، وللخوجة في لبنان. اليوم، قلب الخوجة مفتوح؟! بالسلامة إن شاء الله تعالى. ولكن نحن نعتبر أنّ قلب الخوجة «مفتوح» من زمان! ذلك أنه قلب كبير غير منغلق. مسلم بحق. إنساني يحب الناس. لا يبغض ولا يتكبّر. ومن كان قلبُه مفتوحاً، لا يضرّه شيء بإذن الله. سلامة قلبك معالي الوزير الصديق ونراك في بيروت وفي الرياض.