الكل يتمنى أن يتناسى الحالات الغادرة التي مر بها عدد من أصحاب بعض السيارات ، عندما غدرت بهم برمجة أجهزتها لتتمرد عليهم دواسات البنزين فتنطلق فجأة بسرعة عالية جداً دون أن يكون لمستقليها سبيلاً للنجاة لتزج بهم في أدغال الصدمات النفسية والهلاك المحقق لولا فضل الله ولطفه وعنايته. فبالأمس الأول مع صاحب لاندكروزر حفر الباطن وموقفه الذي لا يحسد عليه ، حينما ازدادت سرعتها تلقائياً إلى درجة الخطورة البالغة والتي لم يكن أمام رجال الأمن سوى استئذانه بإطلاق الرصاص الحي على زجاج السيارة كوسيلة لإيقاف محركاتها العصية وإنقاذه من الموت . ويوم أمس الأول حصل موقف مماثل على طريق الملك عبدالعزيز بالدوادمي ، مع المواطن نايف بن ساير الحبيل ، وسيارته اللاندكروزر موديل (2010) حين انطلقت به دون اختياره بسرعة مفاجئة تلقائية لترتطم بإحدى الصيدليات ، ما أدى إلى تلفيات أجزاء من مداخلها الزجاجية وبالتالي بالعمود الخرساني الذي أحدث بعض الكدمات والجروح بأطفاله وسط صراخاتهم الاستغاثية ، وما اعتراهم من الخوف والهلع . ( الجزيرة ) رصدت نبض الشارع ممن تواجدوا عند الحادث وتساؤلاتهم تتمحور حول ما إذا كان هناك احتمالات وجود عيباً مصنعياً في البرمجة الإلكترونية تؤدي إلى تمرد دواسات البنزين وتعطيل الكوابح والزجاج ، وهل سيستمر تسويق أو السماح بدخول مثل هذا المنتج رغم ظهور هذه العيوب الغامضة، أم أنه من المصلحة العامة تشخيصه من قبل الخبراء الفنيين، والتأكد من سلامته ومعالجة موطن الخلل المسبب لهذه الحالات المفاجئة حفاظاً على الأرواح البريئة واحتفاظاً بشعبية هذه النوعية من المركبات التي تشهد إقبالاً متزايداً .