رغم مرور 15 يوماً على انطلاق المهرجان الثقافي لجائزة الملك عبد العزيز للإبل النادرة بأم رقيبة في دورته الثانية عشرة الذي سجل إقبالا كبيرا، إلا أن التوقعات تؤكد أن المهرجان سيشهد خلال هذا العام صفقات بيع إبل نادرة بقيمة تتجاوز مليارا ونصف المليار ريال بزيادة تقارب 50% عن العام الماضي. ورفع التنافس الشديد بين ملاك الإبل للظفر بجائزة الملك عبد العزيز صفقات مزايين الإبل في مهرجان أم رقيبة لهذا العام إلى 1.5 مليار ريال، بعد أن كان رئيس هيئة البيعة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جائزة الملك عبد العزيز لمزايين الإبل الأمير مشعل بن عبد العزيز أعلن العام الماضي عن بلوغ القيمة السوقية في أم رقيبة مليار ريال سعودي. ووفقا لرجل الأعمال وأحد كبار ملاك الإبل مطلق بن فراج المواط العصيمي فإن الارتفاع في الطلب خلال المهرجان لشراء مزايين الإبل بأنواعها (الشعل والوضح والحمر والصفر والمجاهيم) عائد إلى: «التنافس الشديد الذي دفع ملاك الإبل لامتلاك نوادرها للمشاركة في مسابقة جائزة المؤسس». وأوضح العصيمي أن قيمة مشترياته للاستعداد لخوض غمار منافسات أم رقيبة تجاوز 176 مليون ريال لشراء 67 ناقة، مضيفاً أنه رصد مبلغاً اكبر لشراء المزيد للاستعداد للمشاركة في فئة المئة خلال الأعوام المقبلة. ورغم ضخامة مبلغ كهذا، إلا أن العصيمي يؤكد أن ما يدفع في الإبل لا يعد هدرا للمال: «بل هو استثمار مضمون للمستقبل وأموال دفعت في مكانها الصحيح»، على حد تعبيره. ويتابع بنبرة لا ينقصها الحماس: «من يقول إن هذه المبالغ المدفوعة في الإبل تبذير لا يعرف ماذا تعني الإبل، ولا يفهمها ومن يدرك قيمتها ويعرف سوقها يعرف جيدا أنها ليست هدرا للمال. فبعض الإبل زادت قيمتها عن مشترياتها ولا تنقص وهي لا تعتبر أموالا ضائعة وتعد استثمارا حقيقيا ومشابها لمن يستثمر أمواله في الخارج». ويلفت العصيمي إلى واحدة من مزايا هذه التجارة الباهظة التكاليف بالقول: «ميزة هذا الاستثمار أنه يذهب للسعوديين ويزيد من مداخيلهم وينعكس على الاقتصاد الوطني من خلال الاستثمار في الاتجاهات الأخرى». العصيمي توقع ارتفاع قيمة الإبل المختارة هذا العام عن أي مبالغ، نتيجة القوة الشرائية من قبل الملاك: «يمكن أن تتجاوز قيمة المختارات من الإبل (الفرديات) 10 و15 مليونا»، لافتا الى أن النوادر التي تحصد المراكز الأولى ترتفع قيمتها. ويرى مطلق العصيمي أن حركة بيع وشراء الإبل في أم رقيبة دؤوبة، موضحا أن الأسعار تتفاوت بين فئة وأخرى من المشاركين في ظل مشاركة واسعة من أبناء الخليج، مشيراً إلى أن ملاك الإبل المشاركين في الجائزة متجددون: «الجائزة ستكون من نصيب من ترشحه لجان التحكيم». وهو ما يرى أنه يبعد المسابقة عن النمطية. وبين العصيمي أن مزايين أم رقيبة «كرنفال سنوي له دور إيجابي لا يقتصر على الاهتمام بملاك الإبل فقط, بل امتد ليشمل البعد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في ظل الدعم اللامحدود من الأمير مشعل بن عبدالعزيز»، معتبرا أن ذلك: «ينعكس على الحضور الكثيف منذ وقت مبكر للاستمتاع بموروث الآباء والأجداد والاطلاع على الفعاليات التي تقام على هامش المهرجان. الجدير بالذكر أن تقارير رسمية كشفت أن القيمة السوقية للمحال التجارية المتواجدة في أم رقيبة بلغت أكثر من 150 مليون ريال.