الشارع الرياضي السعودي سماع بيان يؤكِّد أو يفنِّد ما يتم طرحه وتداوله إعلامياً على مستوى الإعلام الداخلي والخارجي والذي أصبح وضع الرياضة السعودية مادة دسمة له مؤخراً. لقد كنا ننتقد الخطاب الإعلامي لبعض الأندية لدينا والمتمثّل في إصدار البيانات المتكرّرة والمملة لتغطية الفشل الذريع في أداء عملها وعدم مقدرتها على الوفاء بالتزاماتها إلا أنه مع الأسف سرعان ما انتقل هذا الفيروس (البيانات) إلى لغة الخطاب الإعلامي لدى المؤسسة الرياضية لدينا وفي اعتقادي أن الشارع الرياضي لم يعد يتقبل التبريرات ولغة التخدير والوعود الوردية التي تنساق في بيان لا يسمن ولا يغني من جوع. لقد جاء بيان الرئاسة الأخير حول توقف المنشآت والملاعب لدينا مخجلاً وغير منطقي إطلاقاً فلا يمكن أن نجعل الخطأ كاملاً على وزارة المالية في ظل اعتمادها لمشاريع قبل خمس وست سنوات ثم لماذا لا تقوم الرئاسة بمخاطبة مجلس الوزراء ووزارة الاقتصاد والتخطيط وإيضاح عجز وزارة المالية عن تمويل مشاريعها، وصرف الاعتمادات المالية الكافية لها؟ إن من غموض بيان رعاية الشباب عدم كشف الخطوات التي اتخذت ضد الجهات الحكومية المعرقلة لمشاريعها أو رفعها للجهات العليا لتخلي مسؤوليتها، ثم إن هناك أموراً أخرى غير المنشآت والملاعب والمدن الرياضية ألا وهي حقوق الأندية في النقل التلفزيوني ومن رعاية شركة زين، وهل هذه من ضمن مسؤوليات وزارة المالية أيضاً؟ كيف تم تأمين مبالغ التعاقد مع المدرب ريكارد ومساعديه وكيف تم تأمين المبلغ الضخم لهم ولماذا لا تكون وزارة المالية عائقاً أمام دفع مستحقاتهم؟ بصراحة متناهية هناك مسؤولون في الرئاسة قد تجاوزهم الزمن ولم يعودوا قادرين على مواكبة ما يحدث في العالم من تطور. لقد أصبحنا حديث العالم في جميع القنوات الخارجية قبل الداخلية وأصبح الكل يتشمت ويستخف بما يحدث لدينا سواء من العجز المالي أو سوء المنشآت أو المبررات غير المقبولة، وقد تكون صفة التعجب لدى الكثير منهم كيف يحدث هذا في بلد يعتبر من أغنى بلاد العالم وهنا يكمل اللغز المحيّر لدى من ليس له دراية بما يحدث وهذا يؤكّد أن المال لا يمكن أن يصنع الفرق إذا لم يتوفر معه الفكر وهو ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى. بعد الإعفاء من يضمن حق الآخرين؟ جاء قرار إعفاء الأندية وعدم إلزامها بتقديم ما يثبت تسليمها كامل مستحقات لاعبيها وكذلك عدم وجود التزامات مالية عليها كصاعقة على اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية التي دائماً ما تنتظر وقت التسجيل ليتم صرف ولو بعض مستحقاتها وقد يكون القرار هو ما يشبه طوق النجاة لكثير من الأندية إن لم تكن جميعها والتي أصبحت تشكو من ضائقة مالية غير مسبوقة ولم يأت هذا القرار كمكرمة أو مساعدة من قبل متخذي القرار ولكن لمعرفتهم وإدراكهم المسبق أنهم سبب ما يحدث للأندية من معاناة ومشاكل مالية غير مسبوقة والسؤال إذا كانت المرجعية الرياضية لدينا هي ما يقف خلف المشاكل المالية للأندية فمن سيضمن حقوق الناس واللاعبين والمستثمرين الذين يتعاطون وتعمل مع تلك الأندية؟ أعتقد أن السياسة المالية في الرياضة السعودية أصبحت من الماضي ويجب أن يوجد حل جذري لإنهاء هذه المعضلة التي أصبحت حديث الشارع بطريقة غير مقبولة سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي على حد سواء. نقاط للتأمل - استمرار تناول بعض القنوات الخارجية عبر برامجها الرياضية لوضع أنديتنا ورياضتنا مالياً مؤلم لحد القسوة. - أتمنى أن تتم محاسبة كل مقصِّر ومتسبِّب في ما وصلنا إليه من كوارث رياضية على المستوى العام والخاص. - قبل شهر تقريباً وعبر هذه الزاوية تحدثت وأكَّدت أن ليس بمقدور لجنة الاحتراف إلزام الأندية بكشف حساب رواتب لاعبيها وذلك لأنها هي من يقف خلف ما وصلت إليه الأندية من عجز مالي. - لا أعلم لماذا هذا الاحتقان الإعلامي من حديث اللاعب سعد الحارثي، فمن حق اللاعب أن يتحدث بما يشاء إذا هو لم يسئ لأحد سواء رياضي أو غير رياضي فقد ولىَّ زمن تكميم الأفواه. - ودعت أمس الجماهير السعودية عملاقها وأسدها أبا عبد العزيز (محمد الدعيع) في مهرجان أقل ما يمكن أن يقدّم لهذا النجم الخلوق الذي حضر محترماً وغادر كذلك. - أربعة أيام فقط وتبدأ فترة الانتقالات الشتوية، فهل نشاهد محترفين أفضل مما شاهدنا في الفترة الصيفية. - لا تكفي كلمة شكراً لكل من اتصل أو أثنى أو حتى عاتب بعد لقاء (برنامج إرسال) السبت والأحد الماضيين، الشكر موصول لمعدي ومخرج البرنامج وللزميلين ماجد التويجري وعلي الشهري. - أخيراً ما قاله الشاعر: يا الله عسى لا تجعل الحظ مقلوب يكفي شربنا من رداة المصايب يا الله طلبتك والأمل فيك مطلوب على الشرف تجمع قلوب الحبايب دائماً ما نلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.