لقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية القيمة الطبية والصحية للسواك، وهذا يؤكد معجزات نبي الرحمة، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعل السواك من سننه، والذي جاء فيه بعض الأحاديث ومنها: (لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة), (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)، (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب مفرحة للملائكة يزيد في الحسنات). هذه الأحاديث تدل على البعد الحضاري الذي استشرفه نبي هذه الأمة حاضراً ومستقبلاً لصحة الإنسان وتركيزه على الأسنان الموجودة داخل فم الإنسان الذي من خلاله يتم تناول الأطعمة والأشربة، وكذلك النواحي السلبية الأخرى التي تنتج في بعض الأحيان وتعرض الإنسان لأوجاع بعض ما أكله وشربه، أيضاً الإنسان يخلد إلى النوم فترة طويلة وفم الإنسان هو جزء من الإنسان الذي يتعرض لحالات كثيرة من شهيق وزفير وحالات تنفس، وهذا بلا شك يجعل الفم في حاجة إلى الرعاية والنظافة. فالسواك الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً يحمل في طياته معطيات روحية وصحية امتثل لها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقتدى بها أبناء الأمة المسلمة إلى عصرنا الحاضر، وهم عند اقتدائهم بنبيهم لا يناقشون ولا يعترضون بل يقولون سمعنا وأطعنا، ومع مرور الأيام والسنين يكتشفون أسرار الحكمة التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعصرنا الحاضر يؤكد من خلاله العلماء كل يوم اكتشافاً جديداً من خلال محاكاتهم لهذا الموروث. فالسواك الذي أتحدث عنه في هذه المقالة أثبت العلماء أن جذور شجرته مأمونة وغير سامة إذ يصل نسبة أمانها مئات المرات مقارنة بجرعات موادها التي يتعرض لها الإنسان عند السواك. ومما تجدر ملاحظته لأمان هذه الجذور أن رماد هذا النبات (Theash) كان وما يزال يستخدم في الهند كمصدر أساسي لملح طعام نباتي يسمى كيجر (Kegr) يستعمل بديلاً عن ملح الطعام المستخرج من مياه المحيط. وعموماً فإن المسواك وسيلة فعالة في نظافة الأسنان ووقايتها من الأمراض. وقبل أن أختم هذه المقالة يسرني أن أضع بين يدي القارئ الكريم الطريقة العلمية الصحيحة لاستعمال السواك.. ينصح باستعمال مسواك بطول 10-14 سم وقطر 6 - 8 ملم على أن يُزال اللحاء من الجزء العلوي بطول 1 سم وبشكل دائري لكشف الجزء الخشبي الأسفنجي والألياف، ومن ثم وضع المسواك على راحات الأصابع الوسطى والسبابة والخنصر من جانب واحد والضغط عليه بالإبهام من جاب آخر، ويستحسن بله بقليل من الماء ثم إدخاله في الفم والبدء في السواك من دون ضغط شديد على اللثة. وللفائدة القصوى يجب تنظيف (تفريش) الأسنان الأمامية والخلفية. ففي حالة نظافة سطوح الأسنان يجب تحريك المسواك بشكل دائري، أما في حالة تنظيف المناطق الفاصلة بين الأسنان واللثة (Joinits) فيجب تحريك المسواك من أعلى إلى أسفل ويجب أن تستمر النظافة 5 دقائق. وبعد الانتهاء من النظافة وقبل استخدام المسواك مرة أخرى يجب قطع ولفظ الجزء الذي استخدم من المسواك، وذلك لفقدانه كل المواد الفعالة لذوبانها في اللعاب ولضعف الألياف. والله من وراء القصد. المرجع: معجزات الطب النبوي المحمدي للدكتور كمال الدين حسين الطاهر