وتعود القوافل من جديد لاستئناف الرحلة المباركة بعد استراحة عابقة في ظل موسم رمضاني كريم,, نقطة بدء هذا الفصل ستهبك استحضارا دقيقا لمعطيات الفصل الدراسي الاول واسترجاع تفاصيله بكل اشكالها ومتغيراتها ونتائجها,, ها هم طلابنا وطالباتنا يشرعون في انتقاء دفاترهم واختيار ألوان كراساتهم والبحث عن حقائب ملائمة تستوعب اغراض الطلب المفعم بنكهة الكفاح,, ولعلهم قد استوعبوا (أنماط التقويم الجديد) وعرفوا طرائق الاختبار المستحدثة بعد ان حصلوا على اشعارات نجاحهم وبطاقات درجاتهم. اليكم طلابنا وطالباتنا خطابا صادقا من عمق الميدان مفعما بالاستنفار محاولا ان اثير في اعماقكم مشاعر الشغف بالعلم والاقبال الى التحصيل وحب الكتاب,نعم شدوا الاحزمة وشمروا الاذرعة,, عبئوا مدادكم,, جهزا اقلامكم,, نسقوا حقائبكم,, رتبوا كتبكم,, اقرءوا جداولكم المدرسية,, ضعوا النقط على الحروف,, وصافحوا معلميكم ومعلماتكم تحت مظلة البدء الماتع,, هبوهم بطاقات نقش عليها: (عيد سعيد,, وكل عام وأنتم بخير). اجل طلابنا الاعزاء وطالباتنا: انطلقوا من جديد الى مدارسكم الرحبة,, اذرعوا الطرقات بخطوات البهجة والشوق,, صففوا مفردات الاحتفاء,, انثروا عبير اللقاءات العذبة,, املؤوا جيوبكم بحلوى العيد السعيد,, وازرعوا رياحين الود والمحبة في ساحات مدارسكم فلا مجال للعتاب,, ها قد عدتم من جديد لمواصلة المسير في رحلة التحصيل المشرف,, فاستجمعوا شتات جدّكم واهتمامكم لاستكمال دائرة نجاحكم واستفيدوا من تجربة الفصل الدراسي الاول. وها هي فصولكم تتلهّف لمقدمكم الجميل وحضوركم المضيء,, طاولاتكم تشتاق الى صرير اقلامكم وبوح دفاتركم وتوهج اصواتكم ولذيذ خطابكم,, ومازلنا ننتظر منكم سفرا ممتعا بين تضاريس المعرفة ونزوحا مثمرا في آفاق العلم فاستدركوا ما فاتكم واستأنفوا الابحار المبهج,, واصبروا في مشواركم النبيل لا تيأسوا,, قاوموا سحب الملل وامواج الرتابة المعتادة في الجو المدرسي وافتحوا ابواب الهمة والمثابرة فأنتم الامل,, ألستم عماد الامة وبناة الحضارة ألستم (حلما جميلا) يسكن خيال آبائكم وأمهاتكم؟ وأنتم معشر المعلمين والمعلمات: هنيئا لكم العودة لميدانكم الاصيل,, عدتم لممارسة الركض العامر بالتضحية ولم تزل جدران فصولكم تحتفظ بصدى اصواتكم المباركة في فصل مضى,, تحملون بذور التربية وتلوّحون بأغصان المعرفة,, وتخاطبون طلابكم وطالباتكم في عصر امتلأت عقولهم بركام معرفي هائل بدءاً من هطول صاخب لقنوات الفضاء ومرورا بثورة الانترنت وانتهاء بصخب محلات الشعر الشعبي! فهل بقي لصوت المعلم او المعلمة مساحة كافية تستوعب مفردات عطائهما المتوهج؟ هل بقي لك ايها المعلم ولك أيتها المعلمة درب يتيح لك ولها العبور الى ذهن الطالب او الطالبة عبورا مؤثرا في ظل عزوف كثير من الطلاب والطالبات عن بضاعة معلميهم ومعلماتهم وانبهارهم بمعطيات العصر، ولم تزل اذهانهم تكتظ بجديد الحضارة وثمار التقنية وتتسابق ايديهم لاتقان طرق استخدامها آه من زمن العقوق,, وقد سرقت عقول طلابنا وطالباتنا اشياء واشياء وظللنا (آل التدريس) نكتب قصة كفاحنا وحكاية عطائنا محاولين ان نحقق أبعاد المعادلة الصعبة في رحلة التحدي لكسب عقل الطالب ومواجهة تيارات معرفية كثيرة تجتاح دائرة اهتمامه وتصرفه عن تحصيله الدراسي, أجل مرحي لكم معشر المعلمين والمعلمات وأنتم تشكلون (ملامح الشخصية المشرفة) لكل طالب وطالبة ولم تزل (التربية الصالحة) مشروعكم الكبير والجميل. ها انتم تعودون في فصل دراسي جديد فوق جناح الشوق واللهفة لممارسة الرسالة الاصيلة والقيام بالرعاية الكريمة لفلذات الاكباد,, إنها الامانة الثقيلة والحمل العظيم لكنه الشرف الذي تغبطون عليه, ها هي سبّوراتكم تتهيأ لاحتضان مفردات عطائكم ورصد معارفكم وتسجيل معلومات تزهو بها عقول طلابكم وطالباتكم, ومضيتم تنقشون حماسكم على قارورة عطر تتضوع رائحته في ممرات المدرسة وتصففون خطوات منهجكم الدراسي,, تتأملون الكتب وتقرؤون احوال الطلاب والطالبات ونتائج الاختبارات,, وترسمون الاساليب المثلى للبناء,ولم يبق الا دوركم (ايها الآباء وأيتها الأمهات) لاستكمال ملامح النجاح، فمجالس الآباء تعاني هجر الاغلبية وقلة الحضور، و(مجالس الأمهات) استحالت الى دوائر ثرثرة لا طائل تحتها وعرض للأزياء في غالبها,, عذرا ما زلنا نأمل تجاوبكم وننتظر تواصلكم,, واسمحوا لنا بهذا العتب ,,. هنيئا لنا بدء الفصل الثاني وانطلاق القافلة من جديد للوصول الى ضفاف عامرة بأشجار الزيتون وبالسحب الموسومة بالهطول, ويبتدىء الفصل ولم تزل ثيابكم مضمخة بعطر العيد,, وخيالاتكم عابقة بنكهة العيد,, (من العايدين) شعاركم الجميل وعبارتكم المشرقة في اليوم الدراسي الاول,, و(كل عام وأنتم بخير) لون مضيء يظلل لقاء ذلك اليوم السعيد. محمد بن عبدالعزيز الموسى