تبذل وزارة المعارف جهوداً جبارة في سبيل راحة المعلم وإعطائه العديد من المميزات التي قل ما توجد في اي جهاز آخر. ولكن تقوم وزارة المعارف او ادارات التعليم او ادارة المدرسة باصدار العديد من التعاميم التي ربما تربك المعلم بكثرتها اضافة الى ذلك الوقت الذي يستغرقه المعلم لقراءة هذه التعاميم والتوقيع عليها بالعلم, عوضاً عن المبالغ المالية التي تترتب عليها. ولو قمنا بإحصائية حسابية في المتوسط لوجدنا ان عدد التعاميم التي تصل الى المدرسة في اسبوع 10 ورقات ويوجد 120 الف مدرسة في المملكة أي ان وزارة المعارف او ادارة التعليم ترسل اسبوعياً الى المدارس 120 ألف ورقة وفي الشهر على مستوى التعليم في المملكة 480 الف ورقة وفي السنة 570 مليون ورقة اي بتكلفة مالية 800 الف رياق تقريباً اضافة الى انه يوجد في 12 الف مدرسة اكثر من 150 الف معلم وهذا يعني ان كل معلم يحتاج الى قراءة التعميم 3 دقائق اي ان 50 الف معلم فقط يحتاجون الى قراءة التعاميم الى 312,5 يوم اي مايقارب من السنة. الجزيرة ومن خلال مايدور في المجتمع التعليمي استطاعت نقل انطباعات بعض المعلمين من الميدان. في البداية تحدث الاستاذ مسحل فلاح النفيعي وكيل ثانوية سعيد بن جبير بجدة قال: مما لاشك فيه ان لكل عمل اداري في قطاعات الدولة المختلفة حلقة وصل بين الرئيس والمرؤوس تختلف باختلاف الوضع الاداري من حيث حجم هذا الكيان. واضاف من منظوري الخاص ارى ان كثرة التعاميم توحي للشخص ان الرابط المباشر بين الرئيس والمرؤوس شبه معدوم او مستحيل حيث ان الاتصال المباشر له بالغ الاثر في العملية الادارية من حيث سلامة وضع الهيكل الإداري وقد تعددت في وقتنا الراهن سبل الاتصال فاصبحت التعاميم الصادرة من الاتصالات الادارية لاتستطيع ان توفي بواجبها فألحق بها خدمة اخرى سريعة وسهلة وميسرة وهي خدمة (Email) بحيث ان موظف الحاسب الآلي يستطيع ان يسحب التعاميم اليومية بسهولة ويسر وهي عملية ليست باهظة على الدولة بعكس ماكان سابقاً من خدمة البريد وتعثر وصولها مبكراً خصوصاً ان كان هذا التعميم هاما وعاجلا جداً او الاتصال الهاتفي ومشاكله وعدم الاعتماد على التعميم الشخصي. تملص من المسؤولية وقال ان له رأي آخر هو ان التعميم الإداري يوحي لك في ظاهر الامر انه ربط للعمل الإداري وسلامته ولكنني ارى انه تملص من المسؤولية ورمي لها على الطرف الآخر ومحاسبته. الحماية الذاتية اما الاستاذ سعود بن حامد الخديدي من تعليم جدة فقال: ان عملية الاتصالات الادارية هي احدى الركائز الاساسية التي تقوم عليها الإدارة والتعاميم ان صح هذا المصطلح هي نوع من انواع الاتصالات الادارية التي يلجأ اليها مدير المدرسة لتنظيم العملية الإدارية داخل المؤسسة التربوية واضاف ان مديري المدارس في كثير من الاوقات يلجأون الى هذه التعاميم من اجل الحماية الذاتية ولاننكر ان لهذه التعاميم دورا في تنظيم العمل المدرسي وايصال الكثير من المعلومات الى العاملين في ذلك الحقل وتكون عوضاً عن الاجتماعات المدرسية والتي هي في كثير من الاحيان مضيعة لوقت المدير والمدرسين والمدرسة ولاسيما ان كثيراً من مديري المدارس لايعرفون شروط الاجتماع الناجح. وبين ان القضية في هذه التعاميم تكمن في ان بعض المديرين وهم كثر يجعل من ايصال اي معلومة كانت صغيرة او كبيرة رسمية او غير رسمية مهمة او غير مهمة كل ذلك عن طريق التعاميم. دليل على الضعف الإداري واشار الى انه من منظوره الخاص ان كثرة التعاميم هي دليل على الضعف الإداري الكبير عند مدير المدرسة وهشاشة نظافة الإداري لأن إدارته الإدارة بالتشكيك او الإدارة بالمراوغة أو الإدارة بالكلام تعمل على تسجيل كل الملاحظات الصغيرة او الكبيرة من خلال التعاميم وأخذ التواقيع عليها من جميع العاملين ليكون في بر الامان, وكان بالإمكان المزج بين العلاقات الشخصية والاجتماعية وبين متطلبات العمل في ايصال القدر الاكبر من المعلومات وخاصة ان جانبنا جانب تربوي فيه من الحساسية والشفافية الشيء الكثير. خصوصية وأكد أن عمل المدرس مع طلابه عمل فيه خصوصية كبيرة وعملية التدريس عملية ابداعية من الدرجة الأولى فإذا ما قوطع هذا المعلم او ذلك كل صباح بطرق الباب وطلب التوقيع على التعميم فهذا نوع من التفاهة بمكان وامر مخل بالعملية التعليمية ودليل على خللٍ في ادارة المدير. تكرار وعشوائية ومن جانبه قال الاستاذ علي عيد القرني من تعليم جدة يتعجب كثير من المعلمين لظاهرة التعاميم وقد يصاب البعض منهم بالملل في احيان كثيرة وذلك لكثرتها من جهة وتكرارها من جهة اخرى. وقال: أذكر انني قد وقعت على اربعة تعاميم في يوم واحد وقد تزيد، كذلك التعميم الذي يمنع استخدام العقاب البدني بجميع اشكاله في المدارس والذي يتكرر كل سنة, اضف الى ذلك العشوائية في اصدار التعاميم ولا أدل على ذلك مما حدث في احدى المدارس حيث وزع على المعلمين تعميم تعتزم فيه ادارة التعليم اقامة دورة في الحاسب الآلي ومن لديه الرغبة يسجل بياناته ولكن سرعان ما أصابت الدهشة هؤلاء المعلمين حينما علموا أن الدورة قد أقيمت وانتهت منذ أسابيع. اقتراح وأضاف قائلاً: في الحقيقة ان ماذكرته سابقاً لايقلل من اهمية عدد كبير من التعاميم ولكنها تحتاج الى شيء من التنظيم وعدم التكرار الا اذا لزم ذلك واقترح بان تجمع التعاميم المتكررة والمهمة وكذلك التعاميم الخاصة بإقامة الدورات التدريبية وترسل الى المدرس مع بداية العام الدراسي. أين الوقت لقراءتها؟ اما مساعد معتوق قال: لا احد ينكر اهمية التعاميم التي تصدر من الوزارة او من ادارة التعليم فهي تطلع المعلم على كل جديد وعلى كل مايخص العملية التربوية والتعليمية وبالرغم من اهمية التعاميم للمعلم الا انني ارى ان كثرتها ليس لها اي ضرورة وذلك نظراً لان بعض المعلمين ليس لديه الوقت الكافي الذي يمكنه من الاطلاع على هذه التعاميم وخاصة من لديه نصاب كامل من الحصص ولذا فانني ارى ان تكون بشكل دوري شهري . وتساءل عن بعض التعاميم وعن مدى اهميتها للمعلم، وقال إن بعض التعاميم التي تصدر مثلاً بفصل طالب او حرمانه من الدراسة لاي سبب كان ولماذا لاتقصر هذه التعاميم على ادارة المدرسة والمرشد. مضيعة لوقت المعلم اما الاستاذ حسين احمد دباش قال: ان الشكر موصول لوزارة المعارف على ماتقوم به من جهد في سبيل تطوير وتقديم العملية التربوية والتعليمية. واضاف: ان مايلفت انظارنا كمعلمين ومانشاهده من خلال مايرد من تعاميم وخطابات طوال العام الدراسي على مر الأيام والاسابيع لهو شيء مثير للقلق لما يترتب عليه من اضاعة لوقت وجهد المعلم في تصفح وريقات التعاميم التي قد تصل الى 40 صفحة للتعميم الواحد وربما أكثر ومن الملاحظ ان نسبة كبيرة من التعاميم هي تكرار لما سبقه في الاعوام الماضية . ولايقتصر ذلك عند هذا الحد بل ان هذه التعاميم التي يتم توزيعها على جميع مدارس مملكتنا الغالية يكلف الدولة حفظها الله الشيء الكثير من المال الذي لو صرف لانشاء مبنى مدرسي لكفاه. وقال: نحن كمعلمين لانبالغ فيما نقول ونحن نتحدث من واقع نعايشه في الميدان، واهدفنا هو المصلحة العامة للوزارة ومنشآتها وللمعلم وقته فنتمنى ان تكون هذه التعاميم اقل تكراراً وأكثر تركيزا لكي تصل الى هدفنا منها بأقل جهد ومال ولكي تكتسب الأهمية من اصدارها.