الإسكان الجنوبي بمحافظة جدة يعد واحداً من المجمعات السكنية العملاقة التي تنشئها الدولة رعاها الله ويتم توزيعها على المواطنين بقروض طويلة الأجل دون فوائد,, والإسكان يحتوي على مائة وثمانين بناية متعددة الأدوار بها ثلاثة آلاف وأربعمائة وحدة سكنية ويقطنها أكثر من عشرة آلاف نسمة. الجزيرة قامت بزيارة هذا الحي الهاديء والواقع في الجنوب الشرقي لمحافظة جدة حيث يشتكي السكان من وجود بعض المخالفات والسلبيات التي قد تتسبب مع مرور الوقت في حدوث كوارث لا تحمد عقباها إن لم يتم تلافيها وبأسرع وقت ممكن ومن هذه المخالفات إقفال سلم الطوارىء في كل الأدوار وتحويل هذا الممر الأمني الهام إلى غرف للعمال والسائقين والخدم ومخازن للمفروشات والملابس ومكان لتجميع النفايات وحذر السكان أيضا ومن خلال حديثهم للجزيرة من حدوث كارثة داخل هذه البنايات بسبب طفايات الحريق الموجودة في هذه الشقق التي تم توزيعها منذ أكثر من سبعة عشر عاما ولم يتم الكشف عليها من حيث مدى صلاحيتها من قبل الدفاع المدني والتي قد تنفجر في أي لحظة والشواهد كثيرة في أنحاء المملكة!! الدفاع المدني يكتفي بالتحذير المكتوب في البداية تحدث المواطن عبدالله الشهري أحد الملاك فحذر من اقفال سلم الطوارىء واستخدامه غير الاستخدام الذي أنشىء من أجله , وقال إن السكان غير متعاونين في هذا المجال فالبعض لديه سائقون وخدم ولا يمكن أن يتم اسكانهم داخل الشقة وذلك يضطر إلى تحويل الجزء القريب من شقته إلى مقر لسكن السائق أو العامل وتزويده بالمكيفات والكهرباء والهاتف ونحوه وهذا مخالف لأنظمة الدفاع المدني وصندوق التنمية اللذين حذرا السكان ولكن حبر على ورق فقط!. واضاف الشهري ان الدفاع المدني يكتفي بتوزيع التحذيرات التي يتم توزيعها سنويا منذ عشر سنوات دون المرور على هذه الوحدات وإنذار السكان، بل إزالة هذه الغرف والمخازن من سلم الطوارىء. من جانبه يقول سعيد الحارثي إن عددا كبيرا من السكان قد سبق أن حذروا الدفاع المدني والصندوق من وجود هذه المخالفات ولكن الصندوق يرمي بالمسؤولية على الدفاع المدني والدفاع المدني هو الآخر يرمي بالمسؤولية على السكان وعلى صندوق التنمية العقاري الذي لا يتعاون معه,, ويضيف الحارثي: لقد استبشرنا بوجود مركز للدفاع المدني في الحي والذي من مهامه الكشف على هذه البنايات وخلو سلم الطوارىء من المخالفات,, ولكن للأسف حتى هذه اللحظة لم يتم المرور على الشقق أو البنايات وأعتقد أن دور الدفاع المدني في أغلب دول العالم أكبر من دوره في الانقاذ واطفاء الحرائق,وتمنى الحارثي ان يتعاون الدفاع المدني والصندوق والسكان أيضا في تلافي هذه السلبيات الخطيرة. الدفاع المدني سبق أن عالج حرائق في هذه المباني وحذر محمد القحطاني من وجود كارثة بسبب انفجار أي من طفايات الحريق التي لم يتم الكشف عليها منذ أن تم تزويد الشقق بها منذ فترة طويلة وهذه الطفايات ربما تكون غير صالحة وقد تنفجر عند استخدامها ويوضح القحطاني أن أغلب السكان قد صادروا هذه الطفايات خارج الشقق والكثير منها يتم رميه في سلم الطوارىء الذي أصبح مسرحا للقوارض والحشرات ومرمى للنفايات والمفروشات والملابس المستعملة. وهناك خطورة من هذه الطفايات التي قد يلهو بها الأطفال داخل السكن. ويشير القحطاني إلى أن هناك العديد من الحرائق قد حدثت في الإسكان منذ مدة طويلة والدفاع المدني لديه دراية كاملة بهذه السلالم فلماذا لم يتخذ قرارا بمداهمة هذه الغرف والمخازن وازالتها من جميع العمائر. السكان يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية ويتساءل سعيد الذبياني عن المسؤول عن هذه المخالفات الكبيرة الصندوق أم الدفاع المدني أم السكان أم الإعلام,, ويضيف اعتقد أن المسؤول عن ذلك هم السكان أنفسهم ثم يأتي دور الدفاع المدني الذي يقوم بجولات مفاجئة ولديه الخبرة الكافية في هذا المجال وأعتقد انه عانى عند اطفائه لعدد من الحرائق وانقاذ السكان من وجود هذه المخالفات التي نتمنى أن يتم ازالتها ومعاقبة السكان المتسببين في ذلك,وتنتقل الجزيرة إلى المجموعة التاسعة حيث التقينا مع المواطن علي الأسمري وسألناه عن مدى وجود هذه المخالفات فأشار إلى أن السبب في ذلك يعود إلى عدم تعاون سكان بعض البنايات وعدم الجدية من جانب الدفاع المدني والصندوق في إزالة هذه المخلفات مما جعل السكان يزيدون ويماطلون في هذه المخالفات وتحويل هذا الممر إلى بيئة صالحة لتكاثر الحشرات والقوارض وتكاثر النفايات وأماكن لتجمع السائقين والخدم وهذا له سلبيات كثيرة. غرف للعمال والسائقين على أسطح البنايات ويتساءل عدنان الظاهري لو أن حريقا حدث في احدى الشقق وانتقل إلى الشقق الأخرى فلن يكون هناك ممر آمن وبعيد عن الحريق سوى سلم الطوارىء والذي هو مقفل بأمر السكان,, واعتقد أن الإجابة الأكيدة لدى السكان والدفاع المدني وصندوق التنمية العقارية ولا ننسى دور الجزيرة التي تبنت هذه المشكلة وعرضتها برمتها على المسؤولين الذين نتمنى منهم سرعة التجاوب. وأكد الظاهري أن المشكلة التي قد لا تخطر على مسؤولي الدفاع المدني والجهات الأمنية الأخرى وهو وجود ابواب أسطح البنايات مفتوحة طوال الأربع والعشرين ساعة وهذا فيه خطر على الأطفال ولاسيما أن جدار أسطح البنايات لا يتعدى 70سم بالإضافة إلى أن السكان قاموا ببنا مساكن للعمال والسائقين فوق أسطح البنايات بواسطة الخشب أو الصفيح وتزويده بالكهرباء والهاتف من الممرات وليس من الشقق وهذا فيه خطورة بالغة وأكد الظاهري أن الخطورة تكمن في ايجاد سكن للعمال فوق أسطح البنايات وهذا فيه مخاطر بعيدة المدى. صحون الاستقبال التلفزيوني قد تعيق الإنقاذ أما محمد الشاطري وعمر المؤذن وسامي الثبيتي فقد أشاروا أيضا إلى خطورة وجود العشرات من صحون استقبال الفضائيات فوق أسطح البنايات مما يشكل خطورة كبيرة حيث ان تعليمات الدفاع المدني تؤكد على أهمية اخلاء الأسطح من أي أشياء قد تعيق تأدية مهامه في الانقاذ,, فلو حدث حريق لا سمح الله في الأدوار السفلى فسوف يضطر السكان إلى الهرب إلى سطح المبنى من أجل الانقاذ ويؤكدون في حديثهم للجزيرة ان الوضع خطير بوجود هذه الصحون والأسلاك التي غطت أسطح البنايات والتي قد تعيق اعمال الإنقاذ أثناء حدوث الحريق أو نحوه.