طويق ذلك الجبل المعروف والمحبوب لدى الكثيرين من أبناء هذا الوطن.. لكنني هنا تخيلته اسماً لسيارة سعودية تسير في أحد شوارع الرياض.. سيارة لها ثلاثة أنواع من الانتاج «حافلة وبكب وخصوصي» سيارة يستطيع الشاب السعودي اقتناءها بل ويفخر بركوبها لأنها صناعة وطنية ومنافسة في الجودة والسعر على حد قول أهل الدعاية.هذا الحلم اجزم انه حلم الكثير من الغيورين على هذه البلاد. إذاً هل يمكن ان يصبح هذا الخيال واقعاً أم أنه مستحيل؟ وما هي الصعوبات التي تعيق تحقيقه؟ أهي صعوبات تقنية أم هي صعوبات اقتصادية أم أنها عدد من العوائق أم أنها احتكار من الدول المصنعة كما يقول البعض أم.. أم..أم.. أم ماذا؟ في تقديري أن الأمر يحتاج بالدرجة الأولى إلى ارادة صادقة وتصميم قوي على تخطي الصعاب وذلك بوضع الآليات اللازمة لتحقيق هذا الحلم. وأولى خطوات هذا المشوار تبدأ بالقيام بدراسة جدوى اقتصادية لتحقيق هذا الحلم الوطني يتم بموجبها استجلاء الصعوبات والمعوقات الممكنة بالاضافة لمعرفة فرص النجاح ولاسيما أن معدل استخدامنا للسيارات يفوق المعدلات العالمية والمقدرة الاقتصادية لبلادنا تفوق كثيراً من الدول التي بدأت في صناعة السيارات منذ زمن بعيد. وصناعة السيارات أصبحت مطلباً استراتيجياً اضافة لأنها لا توجد بها على الأقل في اعتاقد كاتب هذه السطور تعقيدات تقنية تدعو لاحتكار تقنيتها. فبحسبة بسيطة لتكاليف السيارات التي يستهلكها السوق السعودي سواء القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو على المستوى الفردي بالاضافة لعدد الموظفين والمهندسين والعمال السعوديين الذين سوف يستقطبهم مثل هذا المشروع، أقول بحسبة هذا كله ندرك حجم هذا المشروع واهميته الاقتصادية والمعنوية خاصة ولبلادنا تجارب ناجحة ومنافسة في عدد من الصناعات ولله الحمد مثل صناعة البتروكيماويات. ان ما نريده هو سيارة تفي بالمتطلبات العامة يتم تطويرها مع الوقت، لأجل هذا فإن الشركات الحكومية في تقديري هي السبيل الوحيد لولادة هذا الحلم الوطني، شركة تؤسسها الدولة بمشاركة القطاع الخاص خصوصاً قطاع تجارة السيارات (وكلاء السيارات الأجنبية) فقد حان الوقت لهؤلاء التجار للمشاركة في سيارة الوطن ولا أظن انهم سيترددون في الاستثمار في مثل هذا المشروع الحيوي عندما تتوفر له الرعاية الحكومية على أن تحول هذه الشركة إلى شركة مساهمة بعد عدد من سنوات النجاح. كما أن الأمر قد يتطلب دخول شركة أجنبية لها خبرة مشهودة في مجال صناعة السيارات. كثير من الدول التي دخلت في هذه الصناعة لا تملك المواد الأولية بالقدر الكافي لهذه الصناعة مثل الحديد والبلاستيك وعلى الرغم من ذلك تحققت أحلام أبنائها في امتلاك سيارة وطنية. فهل يمكن أن تصبح طويق سيارة سعودية، وتحقق أمنيات الكثيرين؟! إنها أمنية نأمل من وزارة الصناعة والكهرباء والهيئة العليا للاستثمار بمشاركة الغرف التجارية الصناعية وكل الطموحين دراستها والسعي لتحقيقها أو على أقل تقدير ايضاح معوقات ذلك إن وجدت. والله من وراء القصد.